أووووف…. جنّبت قرعة أمس الخاصة بلقاءي السدّ المؤهّلين للمونديال البرازيلي سيناريو كارثيا بين الجزائريين والمصريين، وتنفس روراوة وصديقه هاني أبوريدة الصعداء بعدما سحبت الكرة الخضراء معلنة اسم منتخب الخضر لمواجهة بوركينافاسو، ليلعب الفراعنة مستقبلهم الكروي بعيدا عنا وعن ضجيج الفضائيّات وأبواق الفتنة. دون شك روراوة وحاليلوزيتش كانا أسعد الجزائريين بقرعة القاهرة، لأن المنتخب الوطني لن يواجه الكاميرون ولن يلعب ضد نجوم السينغال، وأكثر من ذلك سنلعب لقاء الذهاب بواغادوغو قبل لقاء العودة بتشاكر، وبالتالي كل الحظوظ تبدو في صالحنا للتأهل الرابع إلى العرس العالمي، تماما مثلما حدث في مونديال إسبانيا 82 ثم مونديال المكسيك 86. ويجزم كل العارفين بتاريخ مباريات «الخضر» أن الطريق نحو البرازيل معبّد بشكل ممتاز ورفقاء تايدر خاضوا أسهل تصفيات في التاريخ، حيث لم نواجه ولا منتخبا من المنتخبات الكبرى عدا مالي الذي خسرنا ضده في اللقاء الرسمي الوحيد كون لقاء العودة ضد رفقاء كايتا كان شبه وديّ. وحتى منتخب بوركينافاسو الذي تألق في كأس إفريقيا الأخيرة فإنه ليس بالمنتخب الذي نخشاه فهو لا يملك لاعبين مثل عناصرنا التي تنشط في «الليغا» و»الكالتشيو» و»البوندسليغا» وغيرها، ولا يدرّبه تقني بحجم البوسني الذي يتقاضى عندنا مليار سنتيم شهريّا وترتيبه في «الفيفا» 51، واتحاديته يسيّرها عقيد شاب في الجيش البوركينابي لكنّه لا يقوى على مزاحمة نفوذ روراوة في دواليب الكونفدرالية الإفريقية، كما أن القدرات المالية للاتحاد البوركينابي ضعيفة للغاية، وتنعكس بوضوح في صورة حالة الموقع الإلكتروني الجامد لهذا الأخير، بالمختصر الفرق شاسع بين الوضع العام للمنتخبين والاتحاديتين، وكل العوامل اللوجيستيكية والتنظيمية تصب في صالح الجزائر، لكن كرة القدم تلعب فوق الميدان وحاليلوزيتش ليس له عذر يتحجّج به لأن «الفاف» جهزت له كل شيء كي يدخل التاريخ، والحاج منحه الفرصة على طبق كي يشارك في تأهيل الخضر إلى المونديال بعدما فشل في تحقيق هدف «الكان» الأخيرة، وكلامه السابق حول عدم جاهزية لاعبيه لا يُمكن سوى اعتباره تكتيكا للتمويه أو كلاما للاستهلاك لأن الجزائر لديها حاليا أكثر من 50 لاعبا مؤهلا لخوض مباراة الفصل. وحتى إن كان عشاق الخضر يرون في موعد ريو دي جانيرو يقترب بخطى عملاقة، فإن ذلك يجعلنا لا نغترّ ونبيع جلد الدب قبل ذبحه، والمدرب البلجيكي للبوركينا محق في تصريحه بالقول: «سعدت بالقرعة لأننا سنلعب لقاء العودة في الجزائر وليس في واغادوغو»، مما يُوحي بأن التقني البلجيكي سيُهندس من أجل مباغتتنا في البليدة و»غلق» لقاء الذهاب حتى ولو ينتهي من دون أهداف.. فحذار من هذا السيناريو القاتل.