لأخير من حواره ل»الخبر الرياضي» الحديث عن فريق مدينته وفاق سطيف ورأيه في الإدارة التي تقف على تسييره، كما أظهر اللاعب السابق للخضر جرأة كبيرة في تشريح وضع كرة القدم الجزائرية، والأكيد أنّ لماتام رأيه كتقني حول المنتخب الوطني والمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش نترككم تكتشفونه في هذا الحوار… لنتوقف دائما عن الوفاق فقد عرف الفريق العديد من التغييرات بدءا بمغادرة سرار، ماذا تقول عن هذا أولا؟ ليست المسألة متعلقة بسرار أو حمّار ولكنها مسألة إستراتيجية، كُرتُنا عموما مريضة بسبب رجالها الذين ليسوا شجعانا حتى يقرروا وقف هذه المجزرة وإعادة البناء انطلاقا من قاعدة صلبة، يرون ماذا تحتاج الكرة عندنا ونتّبع سياسة من هم أفضل منّا وماذا يملكون، أنا شخصيا نصحت البعض داخل الاتحادية بالتنقل إلى الخارج ومعاينة مراكز تكوين الآخرين للعودة وتطبيق سياستهم على أنديتنا مثل سياسة التكوين…هذا ما تحتاجه الكرة في الجزائر، أشخاص ليست لديهم فائدة شخصية من التسيير في كرة القدم، لكن الباحثين عن الفائدة تجدهم «لاصقين» في الفرق والتسيير و»يخلطوا» حيث يدورون في حلقة مفرغة ويتخبطون في أماكنهم. كيف هذا؟ على سبيل المثال تجد رئيس فريق يملك مبلغا معينا يصرف ذلك المبلغ وإذا لم يكن لديه لا يمكنه الوفاء بالتزامات الفريق، أو تجد عنده مليار سنتيم ويريد أن يصرف 20 مليارا، من أين يأتي ب19 مليارا الأخرى؟، تجد لاعبين يصبحون هم المتحكمون في الإدارة وتجد لاعبين لم يحصلون على أموالهم، هذه هي الفوضى التي أتحدث عنها لأنه عندما لا يكون هناك توازن في الإنفاق فحتما تكون الفوضى. هناك بعض قرارات الإدارة التي خلّفت الكثير من ردود الأفعال كتسريح لخذاري وبلقايد مثلا، هل أنت مع أو ضد ذلك؟ بالنسبة إليّ فقد كنت معارضا من البداية لبعض القرارات مثل مغادرة شلالي في الميركاتو إذ هو لاعب جيد وسجل عدة أهداف مع الوفاق، إضافة إلى تسريح بلقايد وهو القرار الذي لم يكن صائبا نظرا لما كان يمثّله اللاعب من استقرار في الخط الخلفي حيث كان يمكن أن يلعب عاما إضافيا في الوفاق وفي الوقت نفسه يتعلم منه بقية الشبان، الأمر نفسه ينطبق على اللاعب العقبي الذي كان له مشكل مع بولحجيلات والذي رغم إعادته فهو لا يلعب كثيرا وهذا أمر غير جيد، بسبب هذه العقلية الخاطئة لا يُمكن أن تكون لنا إستراتيجية خاصة وأن اللاعبين يحتاجون إلى مسيرين يضعون فيهم ثقتهم ولكن هذا غير موجود في الجزائر وأنا لا أتحدث عن الوفاق لوحده بل كل الفرق، فكم من مدرب غادر في الجولات الأولى وكم من مدرب يبقى مهددا بالإقالة… أنا متأكد أنّ الجزائر ستبقى صاحبة الرقم القياسي في عدد الإقالات والاستقالات في البطولة في حين أنه في فريق مثل آرسنال نجد «أرسن فينغر» على رأس الفريق لقرابة 18 سنة ورغم أنه لا يحصل على ألقاب كثيرة إلا أنه يقوم بالتكوين ويلعب الأدوار الأولى باستمرار بينما عندنا يريد الرؤساء الاختباء بعد الفشل بجعل الضحية هو المدرب الذي يجده المسيرون مثل «الفيزيبل»، تُنزع وتستبدل بأخرى… لهذا لم أفهم شيئا في كرة القدم الجزائرية وهو سبب ابتعادي نوعا ما عن متابعة البطولة. من تُرشح للفوز ببطولة هذا الموسم؟ لا يُمكن أن نشرّح اسما معيّنا ولكن أتوقع أن ينحصر الصراع بين الفرق الكبيرة التي تعودت على اللعب من أجل اللقب مثل الوفاق، شباب قسنطينة العائد مؤخرا، اتحاد العاصمة، وشبيبة القبائل… وماذا عن المولودية؟ صراحة لا أتوقع أن تنافس المولودية على اللعب نظرا للمشاكل التي يعرفها هذا الفريق في كل موسم، فريق كهذا يصرف الملايير كل عام لكن أين هي؟ بسبب الفوضى الموجودة داخل النادي لا يمكنه أن يكون منافسا. ما هي نصيحتك لحمّار وأعراب في الوقت الحالي؟ دون شك فهما يتمتعان بخبرة كافية، فحمّار يملك 20 سنة تسيير مع الوفاق إذا كانت الناس ترى شيئا آخر، لذلك أرى أن الوفاق سيعود خاصة وأنه مع بطولة ضعيفة عندنا فكل شيء ممكن، بإمكانك التتويج بالبطولة حتى دون مدرب. نمر الآن للحديث عن أمور المنتخب الوطني، ماذا تقول عن نتيجة القرعة التي أوقعتنا في مواجهة بوركينافاسو في لقاءي السد؟ بوركينافاسو نشطت نهائي كأس إفريقيا ولذلك فهو منتخب صعب وجب الحذر منه خاصة وأن الحافز عند لاعبينا لن يكون بنفس الدرجة عندما يتعلق الأمر بلقاءات مصر أو تونس حيث كما نقول «نفحالو غير في بعضانا» لكن آمل أن نحقق التأهل لأننا بصراحة بدأنا في تكوين مجموعة وأصبح المنتخب الحالي مثالا يُحتذى به، ففي السابق لم يكن لدينا مركز تكوين أو مركز تجمع خاص بالمنتخب ولا أي شيء والنتائج تأتي عبثا، والآن أصبح لدينا مركز تجمّع ومركز تحضيرات وأكاديمية للتكوين وهذا يعني أن هناك أناسا يشتغلون والنتائج لم تأت بضربة حظ، لم لا يُعمم الأمر على الأندية؟ فالمنتخب أصبح نموذجا، كيف كان المنتخب الوطني وكيف أصبح؟ في وقت كنّا نحضر في الهيلتون وفي الشيراطون وهذا غير لائق لأنه من العيب أن منتخبا يحضّر في فندق وإضافة إلى ذلك يدفع تكاليف الإقامة والتحضير في بلده، كُنت ضد هذا لأنني عايشته منذ سنة 1990 وحتى بعض اللاعبين لم يكونوا يبيتون معنا في الفندق ويتوجهون إلى منازلهم إن كانوا من العاصمة حتى ليلة لقاء مصيري والآن تغيّر الأمر، إذن لا شيء يأتي بالصدفة في كرة القدم، تعمل.. تنال، لا تعمل.. تفشل، والمثال في المنتخب وعلى صعيد الأندية لدينا جيراننا في تونس، المغرب ومصر أين تملك الأندية الكبرى قاعدة حياة وميادين وملاعب وفنادق خاصة بها لو تراها ستندهش في حين أنه عندما لو يُغلق عليك الملعب لا تجد أين تتدرب، واسمح لي هنا أن أوجه هذا الكلام للمسؤولين… تفضّل… مسيرو أندية لا تملك مقرا ثابتا لها يتحدثون عن الاحترافية وأنا أقول لهم بصريح العبارة «أحشمو»، ففي فريق المولودية لديّ صديق يُدرب الأواسط يروي له أنه يُدرب وراء المرمى عندما يكون الأكابر في بولوغين، هذه المولودية مثلما ترى! الملايير تُصرف ولكن ليس لديها حتى ميدان للتدريبات لذلك أقول لهؤلاء «أحشمو» لم يبق لكم ما تكذبون به على الناس لأن الجميع أصبحوا «بارابوليزي» ومتفتحون على العالم الآخر، فمرات نشاهد فرقا أوروبية من القسمين الثاني والثالث تتدرب في مراكز خاصة بها…»أحشمو» لأنه بهذا الشكل لن تكون هناك أي نتائج ولتسمحوا لي إن كنت قاسيا لأن رضا ماتام لا يعرف «الشيتة». لنعد إلى الحديث عن المنتخب الوطني، هل ترى أن لعب لقاء الإياب في الجزائر يُعد أفضيلة للخضر؟ بالتأكيد هو أفضلية خاصة وأن الناس تشتغل جيدا، ونحن نعلم أن من يعمل فإنه تلقائيا ينال، هناك طريقة تحضير مدروسة واللاعب المحترف عندما يصل يجد مركزا للتجمع، يأتي محفزا والتحضير هو «الصح» قبل اللقاء لأن التحضير في مركز خاص بالمنتخب ليس مثل التحضير في فندق فيه الداخل والخارج والأعراس والحفلات ولا تشاهد فيه إلا ما لا يرضيك لكن في مركز التحضير هناك غلق على اللاعبين ولا تركز سوى على التحضير والتفكير في اللقاء الذي ينتظرك ولا تخرج عن هذا الموضوع، لذلك فالنتائج موجودة والمنتخب بهذه الطريقة لا بد أن يكون في كأس العالم المقبلة. إلى أي مدى أنت متفائل بتأهل المنتخب الوطني؟ لن أبالغ إذا قلت أننا سنحقق التأهل بسهولة مادام العمل الجدّي موجودا. كيف يجب أن يلعب المنتخب لقاءي السد برأيك؟ لا يجب أبدا التفكير في لقاء الإياب، التأهل سيٌلعب هناك في بوركينافاسو خاصة مع الأرضية الجيدة للملعب إضافة إلى أن المنتخب جيد دفاعيا مع عودة بوقرة وأتوقّع أنه مع هذه التركيبة ستبدأ النتائج انطلاقا من التأهل إلى المونديال القادم…أنا واثق جدا من التأهل. وماذا تقول عن حاليلوزيتش؟ أنا دائما أدعمه لأننا في الرياضة نحتاج دوما إلى الصرامة وأعطي مثالا بمختار عريبي الذي كان رحمة المولى عليه مثالا في الجدّية والصرامة، وبهذا الشكل عندما يصل اللاعب إلى صنف الأكابر يكون قد تعلّم كل شيء ولذلك فحاليلوزيتش كان دائما صانع رجال سواء مع «البي أس جي» أو مع باقي الأندية والمنتخبات التي دربها والجزائر بحاجة إلى مدرب من هذا النوع، لذلك فقد كنت دائما أدعمه ولو تتذكرون عندما كان الكل ضده في مختلف الحصص التلفزيونيه كُنت أنا معه لأنني أعرف جيدا نظرته للكرة. ماذا عن جابو الذي يسيل الكثير من الحبر ؟ لقاء مالي كان اللقاء الرسمي الأول له كأساسي وقد قدم ما كان مطلوبا منه. هل تتوقع أن يكون أساسيا في لقاء بوركينافاسو القادم؟ لم لا؟ فقد صنع العديد من الفرص في اللقاء الأخير وفي كرة القدم يجب أن يكون هناك لاعبون يتميزون بالخفة لزعزعة دفاع المنافس وجابو لاعب يملك هذه الميزة، عندما تكون الكرة بحوزته لا تعرف ماذا سيفعل بها…الخفة هي «الصح» أمام المرمى ونحتاج لاعبا مثل جابو. بماذا تودّ أن نختم هذا الحوار؟ لا يجب أن يكذبوا على المناصر الجزائري ويبعدوه عن الملاعب لأنني متأكد من أن الأنصار عندما يشاهدون فريقهم يسير بطريقة صحيحة يكونون معه ولكن عندما يلاحظون الغلط فإنهم يهربون…الجمهور الرياضي الحالي «يتابع كل القنوات العالمية» يرى ويعرف ولم يعد بالإمكان أن تكذب عليه. حاوره خيرالدين روبة