لم يفهم كل الذين يعيشون بالقرب من المدرب حاليلوزيتش ما يحدث في ذهن البوسني الذي أضحى يحس بضغط كبير كلما اقتربت ساعة الحقيقة التي ستحدد مستقبله مع الفاف، فمباراة بوركينافاسو ستمدد في عقده "المعسل" بال 100 ألف أورو شهريا، أوقد تنهي مسيرته مع الجزائر بصفر اليدين ."الكوتش وحيد" يتحدث مع أصدقائه بفرنسا من صحفيين وتقنيين عن بلفوضيل وكأنه يتكلم عن لاعب مشاغب طائش ومتهور و يحدث فتنة وسط المجموعة، وهو نفس التصرف الذي قام به حاليلو لتبرير نكسة روستنبورغ فمسح الموس في بودبوز بسبب حادثة الشيشة، ولم يعاقب بقية اللاعبين الذين اقتنوا "تبغ الشيشة" أو الذين ظلوا يسهرون خارج الفندق مع المصريات والسويسريات. ولأن ما حدث في قضية بودبوز وصفه الكثير بالحقرة والظلم لأن حاليلو كان من حقه معاقبة اللاعب بمباراة أو اثنين، وليس طرده نهائيا ، فإن ما يعيشه بلفوضيل في المنتخب تحول إلى كابوس بعدما تعمد البوسني في تهميشه خلال اللقاء الشكلي ضد مالي لدفعه نحو بوابة الخروج .ولأن السلوكات التي تسببت في ترحيل بودبوز، ما زالت موجودة في مقر الخضر و الدليل على ذلك حالة التسمم التي ذهب ضحيتها بعض اللاعبين عشية لقاء مالي كون الأشخاص الذين يقتنون المواد الاستهلاكية "المحظورة" من قبل الطاقمين الفني والطبي ما زالوا في المنتخب، فإن الحديث عن معاقبة رياض ثم إسحاق لأسباب انضباطية ما هو سوى ذر للرماد في العيون ، فقد عوقب بودبوز ولم يعد يحضر التربصات لكن التجاوزات لم تنته وجاء اليوم الدور على إسحاق كي يدفع ثمن شخصيته القوية . صحيح أن المدرب عليه فرض الانضباط في المجموعة وعليه التحكم في كل لاعبيه وقد يضحي بلاعب ممتاز بسبب سلوكاته، لكن أن يتحول إسحاق إلى مشاغب ورياض إلى شيطان لغاية في نفس يعقوب، فهذا عين الظلم والحقرة، ولعل هذا الخطاب الذي دفع ببلحاج وعنتر يحي ومطمور إلى الاعتزال المبكر خدمة للمنتخب.ولن يجد حاليلو مبررا للإقصاء من المونديال، سيما وأن الفاف هيأت كل الظروف لذلك، وحتى التحكيم لن يقوى منافسونا على مراوغتنا في الكواليس بحكم أن الجزائر لها هيبتها الدولية ولديها رجل قوي في الكاف يعرف كيف يدافع عن مصالحنا، وبالتالي سقطت كل أعذار حاليلو التي ظل يرددها في المقاهي الباريسية مع صحفيين منهم فرانكو- جزائريين، فتارة يقول بأن الحكم فعلها بنا وتارة يقول بأن بعض اللاعبين يتآمرون عليه.