خرج يايا توري لاعب مانشستر سيتي ومنتخب ساحل العاج وهدد بمقاطعة مونديال روسيا 2018، فالعنصرية باتت مصير كل صاحب بشرة سمراء يزور ملاعب تلك البلاد، البعض كما هو واضح يأخذ القضية لهواً ولعباً واستعراضاً لشجاعته، ورد الفيفا والاتحاد الأوروبي يجب أن يكون حازماً. بعد حادثة هيزل الشهيرة عام 1985 قرر الاتحاد الأوروبي معاقبة كل جماهير انجلترا وليس ليفربول وحده، فتم حرمان الأندية الانجليزية من البطولات الأوروبية لفترة قاربت الست سنوات، وبعدها لم يعد هناك هوليجانز يستعرضون عضلاتهم على الناس، ويتصرفون بفوضوية في الملاعب، ويأتون سكارى للقتل والترويع. الآن لو الويفا والفيفا جادان في محاربة العنصرية في روسيا، فليطردوا سسكا موسكو من البطولة ويحرمونه لسنوات مقبلة، وبعدها سنرى إن كان هناك شجاعاً يستعرض "سخافته" في الجماهير، ويستعرض أفكاراً عنصرية لا تليق بالسكن في عقل بشر، وسوف نرى من البطل فيهم الذي سيشتري موزة ليتاذكى، ولو تكررت الأحداث فلا حاجة للأندية الروسية في هذه البطولة لسنوات. هذا مطلوب حتى يعرفوا أن الأسود الذي ينتقصون منه ويعتقدون نفسهم أعلى منه درجة، أفضل منهم بكثير في الرياضة، ولم تقدم بلادهم كروياً نصف ما قدمته أقدام بيليه ورونالدينيو ويايا توريه، ولم يخلق لديهم من يجري بسرعة بولت بل من يتخيل نفسه كذلك. القضاء على العنصرية لا يكون بالكلمات الجميلة من بلاتر ولا بشريط قماشي يمسكه اللاعبون أمام الكاميرا، القضاء عليها يكون بعقوبات حقيقية غير مالية فحسب، فالمتفرج لا يتأثر لو دفع ناديه غرامة، لكنه سيشعر بالخطر عندما يرى سسكا موسكو بلاعبيه وجمهوره يشاهدون المباريات من التلفاز فقط.