روبار واسايج، مدرب سابق للخضر ولمنتخب بلجيكا، سبق له تدريب الشياطين الحمر وتأهيلهم إلى مونديال 2002 بكوريا الجنوبية- اليابان، ووصل معهم للدور ثمن النهائي قبل أن يخرج على يد البرازيل الفائز باللقب بعدها، نفس المدرب الذي درب الخضر ولم ينجح من 2004 إلى 2005 مع الخضر بسبب ضيق الوقت وعدم المكوث طويلا مع المنتخب الجزائري في تصفيات مونديال 2006، فتح قلبه أمس ل"الخبر الرياضي" وتحدث عن القرعة ورأيه في المنتخبات الأربعة وكل الأمور التي تخص الخضر في المونديال المقبل، ومتمنيا حظا موفقا للجزائر ومتكهنا في نفس الوقت أن نتيجة الجزائروبلجيكا ستنتهي بالتعادل… سيد واسايج معك صحفي من جريدة "الخبر الرياضي" الجزائرية؟ أهلا وسهلا بكم وبكل الجماهير الجزائرية الكروية… معروف عليك أنك مدرب ببلجيكي، وفي نفس الوقت سبق لك وأن أشرفت من قبل على المنتخب الوطني، والجزائر وقعت مع بلجيكا في المونديال، فما رأيك في اللقاء الذي سيجمع بين المنتخبين؟ أولا، أرى أن المواجهة التي ستجمع بين بلجيكاوالجزائر ستكون معقدة ومغلقة، ففي نهائيات كأس العالم، المباريات الأولى تكون دائما أكثر تكتيكية ومغلقة على أن تكون مفتوحة وتسجل فيها الكثير من الأهداف، وفي هذا الصدد، أرى أن الفريق الذي سيسجل الأول هو الذي سيفوز بالمباراة في نهاية المطاف. وكيف ترى حظوظ هذين المنتخبين فيما يخص باقي مشوار الدور الأول، خاصة إذا خسر أي منهما في المباراة الافتتاحية؟ لا يجب أن ننسى أن المنتخبات الأربعة ستلعب ثلاث مواجهات كاملة وليس مواجهة أولى فقط، ولما نتحدث عن دور المجموعات، علينا أن نقسم حظوظ المنتخبات إلى ثلاث مباريات، والتأهل إلى الدور الثاني ستطلب أن يكون المنتخب في أحسن أحواله ليس في اللقاء الأول بل في كل المواجهات. كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري في الدور الأول من المونديال؟ أرى أن الجزائر في حال حضرت جيدا للمونديال، وخططت بطريقة جيدة في تحضيراتها قبل كأس العالم، وكان لاعبوها حاضرين بكل قواهم يوم المباراة الأولى، أظن أنهم قادرون على إحداث المفاجأة والذهاب بعيدا في كأس العالم، لأن التحضيرات تلعب دورا كبيرا في مثل هذه الدورات الكبيرة، والتواجد يوم المباراة بكل قوة هو الأهم. الجزائروبلجيكا منتخبان يلعبان ربما بنفس الطريقة، ونفس المدرسة الكروية، سواء لاعبو الجزائر المكونين في المدرسة الفرنسية أو بلجيكا، لكن المنتخبين سيتواجهان مع روسياوكوريا الجنوبية، فما رأيك في طريقة لعب هذين المنتخبين؟ كل واحد من هذه المنتخبات لديه طريقته الخاصة، فإذا تحدثنا عن المنتخب الكوري الجنوبي، فأظن أنه منتخب مخيف لنا وللجزائر، لأنه منتخب مجهول ولا أحد يعرف لاعبيه ولا طريقه لعبهم، مقارنة بالمنتخب الياباني المكشوف، والذي لعب الكثير من المقابلات الدولية الكبيرة آخرها مع بلجيكا، وسبق له لعب أيضا مواجهات في كأس القارات، كل هذه الأمور تجعل منتخب كوريا الجنوبية صعب المنال. وماذا عن المنتخب الروسي؟ منتخب روسيا نعرفه جيدا، يملك طريقة لعب معروفة، ومنتخب بلجيكا سبق له وأن لعب مع هذا المنتخب من قبل، وفي آخر مونديال لعبته بلجيكا، أو بالأحرى آخر دورة كبيرة تأهل فيها المنتخب البلجيكي لعب فيها أمام المنتخب الروسي، وفي هذا الصدد، نحن نعرف جيدا روسيا ولا تخيفنا في طريقة لعبها. ما هي المنتخبات التي يجب أن تواجهها الجزائر للتحضير جيدا للمونديال، البعض يقول اليابان، لتشابه طريقتها مع كوريا وأوكرانيا لتشابه طريقتها مع روسيا فضلا عن منتخب أوروبي يتشابه مع بلجيكا؟ أظن أن التفكير بهذه الطريقة سيرهق كثيرا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فلا يجب التركيز في التحضيرات على منتخبات مشابهة في طريقة لعبها مع المنتخبات التي ستلعبون أمامها، فصحيح، أن الإتقان في التحضيرات أمر جيد، لكن مكلف للغاية للاتحاد الجزائري من الناحية المادية، ويتعب كثيرا المسؤولين في البحث عن كل هذه المنتخبات لبرمجة مواجهة ودية معها واسمح لي أن أضيف شيئا مهما… تفضل… بالنسبة لمنتخب بلجيكا، لديه الكثير من الحظ، لأنه واجه من قبل منتخب اليابان الذي يتشابه في طريقة لعبه مع المنتخب الكوري، أما منتخب الجزائر فينحدر من مدرسة فرنسية ومنتخب روسيا نعرفه جيدا، وسبق لنا أن واجهنا من قبل كولومبيا لنحتك مع مدارس أمريكا الجنوبية، وكل هذا في صالحنا قبل نهائيات كأس العالم. البعض يقول أن أكثر لاعبي منتخب بلجيكا يلعبون في إنجلترا، ما يجعل مواجهتنا لمنتخب إنجلترا وديا أحسن لتحضير مباراة بلجيكا؟ لا أبدا، فمنتخب بلجيكا لا يلعب بالطريقة الإنجليزية، رغم أن كل لاعبيه تقريبا يلعبون في إنجلترا، ومخطئ من يفكر بهذه الطريقة، ولا ننسى أن منتخب إنجلترا قوي بدنيا، واللعب معهم وديا قبل المونديال سيرهق كثيرا المنتخب الجزائري، المطالب في شهري ماي وجوان المقبلين تفادي للعب مواجهات ودية مع منتخبات مثل إنجلترا. من هم اللاعبون الجزائريون الحاليون الذين تعرفهم وتتابعهم مع نواديهم الأوروبية؟ لا أكذب عليكم، لا أتابع الكرة الجزائرية في الوقت الراهن ولا البطولة الوطنية. هناك لاعبون ينشطون في أوروبا على غرار فيغولي مع فالنسيا وتايدر مع الإنتر؟ يفكر قليلا…لا أتذكر أي منهما، فأنا متقدم في السن حاليا ولا أتابع جيدا البطولات واللاعبين الجزائريين لكني أعرف لاعبا واحدا فقط. من هو ؟ مجيد بوڤرة، فأنا أول مدرب زج به في المنتخب الأول، وأتذكر جيدا تلك المباراة التي لعبناها في نيجيريا، وكان اللقاء متعادلا طيلة التسعين دقيقة، وقدم مجيد حينها لقاء في المستوى وكان الأحسن في الخلف، وقطع كل الكرات العالية، لكن في الأخير، خرج متعرضا إلى إصابة وعوضه زغدود، ولسوء الحظ تلقينا هدفا مخادعا للغاية في الوقت بدل الضائع من ركنية جعلنا نخسر المباراة في لاغوس. ما هو تكهنك بنتيجة المباراة بين بلجيكاوالجزائر؟ يجب أن أقول أن المنتخب الجزائري الحالي وحسب المعلومات التي أملكها بصفة عامة، يملك دفاعا قويا وشرسا ومحاربين فوق الميدان، قادرون على إيقاف أي هجوم كان، سواء هجوم كوريا الجنوبية أو روسيا وحتى الهجوم الناري لمنتخب بلجيكا، أتكهن أنهم سيقدمون مونديال في المستوى. نسألك مرة أخرى، تكهنك حول نتيجة مباراة الجزائروبلجيكا؟ أظن أن المباراة ستنتهي بالتعادل، والتعادل السلبي هو المنطقي، لأن دفاع الخضر قوي مثلما سبق لي تأكيده، وكما قلت من قبل من يسجل سيفوز، لكن يمكن أن تنتهي المباراة أيضا بالتعادل الإيجابي هدف لهدف، فهذا أمر طبيعي لو يحدث لأننا في كرة القدم، ولا يمكننا معرفة ما الذي سيحصل في هذه اللعبة. ومن ترشح للمرور إلى الدور الثاني من المونديال؟ بكل صراحة، منتخبا بلجيكاوروسيا هما المرشحان للمرور إلى الدور الثاني، لكن لا ننسى أن الجزائروكوريا الجنوبية بإمكانهما تحقيق المفاجأة والتأهل أيضا، فتأهيل أي منتخب على الورق شيء، وأرضية الميدان شيء آخر، لهذا، علينا أولا أن نشاهد المباريات، وبعدها سنتعرف على من سيتأهل وسنحللها بشكل طبيعي. هل ستحضر كأس العالم؟ لا يمكنني التنقل إلى البرازيل، لأنني شيخ حاليا ولا أتحمل السفر الطويل ولساعات طويلة في الطائرة، أنا أعيش على طريقتي ولا يمكنني أن أحضر في كأس العالم، لكنني أتمنى مونديالا رائعا لكل الجزائريين ولكم أيضا. نترك لك حرية ختام هذا الحوار… أبلغوا تحياتي إلى رئيس الفاف محمد روراوة، فالعمل معه كان أمرا رائعا بالنسبة لي، وسأكون سعيدا للغاية لو تبلغوا سلامي إلى رئيس الفاف الحالي والسابق للكرة الجزائرية.