يعد لاعب فريق لخويا الكوري «نام تاهي» من بين العناصر التي برزت بقوة على الساحة الكروية القطرية هذا الموسم الأمر الذي جعل اسمه مرشحا بقوة لمنافسة نذير بلحاج على جائزة أفضل لاعب إلا أن ذلك لم يشفع له لكسب ثقة ناخبه الوطني للتواجد رفقة قائمة اللاعبين المشاركين في المونديال وقد بدت خيبة أمل اللاعب كبيرة جدا لدى لقائنا به في هذا الحوار الذي عاد فيه إلى أهم ما ميّز فترة تواجده مع فريق لخويا كما تحدث لنا عن علاقته بقائده بوقرة وحظوظ الجزائر وكوريا الجنوبية في العرس الكروي العالمي. يبدو أنك تحت الصدمة إثر عدم استدعائك للمشاركة في المونديال ؟ لست أدري إذا يمكن حقا تسمية ذلك بالصدمة لكن الأكيد أن خيبة أملي كبيرة ومعنوياتي منحطة جدا بعد صدور قائمة أسماء لاعبي منتخبنا المعنيين بالمشاركة في المونديال والتي خلت من اسمي بالرغم من أنني كنت من بين المرشحين للتواجد رفقة المنتخب في البرازيل، لقد قدمت كل ما عندي هذا الموسم سواء مع فريقي لخويا وحتى خلال فترة تواجدي في التربصات التحضيرية مع المنتخب، صحيح أن الأمر صعب تجرعه في البداية لكن أعتقد أن الأمور ستعود لنصابها مع مرور الأيام. تقصد أنك لم تكن تتوقع أبدا هذا القرار؟ نعم لقد كان اسمي متداولا بقوة خلال الآونة الأخيرة خاصة وأنني كنت حاضرا مع المنتخب في المعسكرات التحضيرية التي برمجها الناخب هونغ ميونغ بو وكان هذا الأخير يشجعني دوما ويحثني على مواصلة العمل من أجل التواجد في أفضل جاهزية ممكنة قبل المونديال لكن يبدو أنه غيّر وجهة نظره في آخر لحظة نظرا لما يراه في مصلحة المنتخب الذي يريد أن يذهب به إلى أبعد حد ممكن خلال العرس الكروي العالمي بعدما قاده كلاعب إلى المركز الرابع في 2002 كما ساهم في نجاحات الكرة الكورية خلال كؤوس العالم الأربعة التي شارك فيها، صحيح أن تأثري عميق لكنني أحترم هذا القرار الذي قد يكون صحيحا . . خاصة وأن موقع الفيفا رشحك لتكون أحد اكتشافات هذا المونديال؟ نعم كما قلت لك اسمي كان متداولا بقوة سواء في الصحف الكورية وحتى في المواقع الإلكترونية ومن بينها الموقع الرسمي للفيفا الذي أثنى على قدراتي ورشحني لأكون عنصرا بارزا في منتخب بلادي خلال المونديال لكن في الأخير تبقى كل هذه مجرد تنبؤات لا يمكن لها أن تغيّر شيئا في الأمر الواقع لأن القرار الأول و الأخير بيد الناخب الوطني. وحسب وجهة نظرك ما سبب تخلي الناخب عن خدماتك؟ صراحة لست أدري، هي قرارات المدرب وعلي احترامها لأنني لاعب محترف ودوما جاهز لخدمة بلدي سواء كنت من بين عناصر المنتخب أم لم أكن وكما قلت فإن المدرب أدرى مني بما يمكن أن يخدم المنفعة العامة للمنتخب. قد يعود السبب لكونك تنشط في دوري نجوم قطر على غرار ما حصل للعديد من اللاعبين الذين تم استبعادهم من منتخباتهم؟ ممكن، لكن أستبعد أن يكون هذا هو السبب الذي جعل الناخب يشطب اسمي من قائمة المنتخب المتجه للبرازيل، أكيد أن اللعب في أوروبا مختلف عن قطر نظرا لمعطيات عدة كحجم المنافسة وكثرة المباريات وأيضا حماس الجماهير الذي يزيد من الإثارة خلال المباريات فيجعل اللاعب يقدم كل ما لديه فوق أرضية الملعب لكن عموما ما نقوم به نحن في التدريبات من تمارين وتحضير نفسي وبدني مع فريقي لخويا مثلا لا يختلف كثيرا عما تقوم به العديد من الأندية الأوروبية العريقة وهو ما يجعل اللاعب المحترف والمجتهد يحافظ على لياقته أما انخفاض مستواه ومردوده فلا علاقة له بالعمل الذي نقوم به طيلة الأسبوع وإنما لذهنية اللاعب وطريقة تفكيره وطموحاته المستقبلية كذلك. أكيد أنك كنت تتمنى مواجهة زميلك بوقرة في البرازيل ؟ نعم كانت فرصة رائعة من أجل مقابلة زميلي وصديقي بوقرة في البرازيل بحكم تواجد منتخب بلادي ومنتخب الجزائر في نفس المجموعة المونديالية لكن للأسف الشديد لن يحصلهذا الأمر، لذا فأتمنى لبوقرة حظا موفقا لكن الأكيد أنني سأشجع المنتخب الكوري القادر على الذهاب بعيدا نظرا لقوة شخصيته وأيضا للروح الجماعية الكبيرة بين اللاعبين. الواضح أنكم ستفتقدون في فريق لخويا لخدمات قائدكم بوقرة خلال الموسم المقبل؟ بوقرة مدافع مميز جدا وقائد بأتم معنى الكلمة كون تواجده معنا فوق أرضية الميدان يعطينا الكثير من الثقة والأمان خاصة في الخط الخلفي والدليل أنه كلما غاب عنّا إلا وشعر الجميع في الفريق بنوع من الاختلال، كنت أتمنى من كل قلبي بقاءه معنا الموسم المقبل لكن للأسف الإدارة فضّلت عدم تجديد عقده لذا فأتمنى له كل النجاح في ما تبقى من مشواره الكروي بحيث كنت سعيدا جدا باللعب معه وتعلمت منه العديد من الأشياء التي لم أكن أعرفها من قبل. بعيدا عنك وعن بوقرة كيف تفسر خسارة منتخبكم وديا أمام نظيره التونسي منذ بضعة أيام ؟ لقد تابعت المباراة ولم أكن أبدا راضيا عن الأداء الذي قدمه زملائي سواء على المستوى الهجومي وأيضا الدفاعي الذي ظهر هشا أمام إرادة لاعبي المنتخب التونسي، لكن وبالرغم من أنها مجرد مباراة ودية تحضيرية إلا أن هذه الخسارة جاءت في الوقت المناسب من أجل إعادة النظر في الكثير من الأمور قبل أكثر من أسبوعين من المباراة الأولى أمام المنتخب الروسي، لا يمكن الحكم على هذا المنتخب من مباراة ودية وأنا متأكد بأن العالم سيكتشف منتخبا كوريا آخر في البرازيل. ماذا تعرف عن المنتخب الجزائري؟ لا أعرف الكثير عن عناصر هذا المنتخب لكنني تابعت أغلب مبارياته خلال الأدوار التصفوية المؤهلة للمونديال بحكم تواجد زميلي وصديقي مجيد بوقرة رفقة صفوفه وأعجبت ببعض العناصر على غرار اللاعب رقم 10 الذي يلعب في نادي فالنسيا الإسباني، أعتقد أن أجواء الملاعب عندكم في الجزائر لا تختلف كثيرا عن ما تعيشه مباريات منتخبنا التي يلعبها داخل الديار وأقصد بذلك الدعم الجماهيري القوي مما يزيد من الإثارة والحماس في المباريات ولو أن طريقة التشجيع تختلف من دولة لأخرى، أعرف أن المنتخب الجزائري يضم العديد من العناصر الشابة تماما مثل منتخبنا الكوري الجنوبي وأيضا المنافس الثالث في المجموعة منتخب بلجيكا وبقدر ما يكون هذا الأمر إيجابيا بما أنه حافز لهذه العناصر من أجل الكشف عن قدراتها أمام العالم قد يكون الأمر سلبيا كذلك نتيجة لنقص خبرة هؤلاء اللاعبين وهو العامل الذي يعد بالغ الأهمية في هذا النوع من المواعيد العالمية الكبرى، الكل يضع المنتخب الكوري في آخر الحسابات للتأهل إلى الدور الثاني لكن من جهتي أرى عكس ذلك تماما وأنا أرشحه للذهاب بعيدا في هذا المونديال وستكتشفون العديد من المفاجآت بداية من المباراة الأولى أمام المنتخب الروسي. وفي حالة تأهل منتخبكم الكوري من سيرافقه حسب رأيك للدور الثاني؟ أعتقد أن مستوى منتخبات المجموعة الأخيرة متقارب جدا ولو أن المنتخب البلجيكي يعد في الآونة الأخيرة المنتخب الأفضل من حيث النتائج المحققة في التصفيات وأيضا اللقاءات الودية التي لعبها، أتوقع أن يكون التنافس على أشده من أجل كسب تأشيرتي المرور للدور الثاني والأكيد أن المنتخب الذي سيحافظ على تركيزه وجاهزيته البدنية هو من سيتأهل للدور الثاني من المنافسة وأنا شبه متأكد أن منتخبنا الكوري قادر على فعلها. كيف تتوقع أن تكون مباراة المنتخب الجزائري أمام منتخب بلادك وما هي الأمور التي قد تصنع الفارق؟ أتمنى أن يكون المنتخبان قد ضمنا تأهلهما للدور الثاني حتى أكون سعيدا لمنتخب بلادي وأيضا لصديقي «الماجيك» (قالها ضاحكا) وقد تكون أيضا المباراة حاسمة لكليهما بحكم أنها الثالثة والأخيرة وأعتقد أن نتائج كل منتخب في المباراتين الأولى والثانية هي التي ستحدد مدى حاجة كل طرف سواء للفوز أو التعادل، ومهما كان فأتوقع أن تكون مباراة كبيرة وجميلة من حيث الأداء نظرا للفرديات الممتازة التي يحتوي عليها كل منتخب وبكل روح رياضية الأفضل هو من سيفوز. قلت بأنك ستذهب إلى البرازيل لمشاهدة المونديال حتى في حالة عدم تلقيك دعوة المنتخب؟ لا أعتقد ذلك، سأحاول أن أعطي لنفسي أكبر قسط من الراحة البدنية وأيضا النفسية بعد الموسم الشاق الذي أمضيته مع فريقي لخويا والتفكير في الموسم المقبل الذي سنكون فيه مطالبين بالحفاظ على لقب دوري نجوم قطر وتعويض إخفاقنا في منافسات دوري أبطال آسيا خاصة وأننا سنكون تحت قيادة مدرب جديد قد تستغرق فترة التعود على طريقة عمله بعضا من الوقت لذا فعلينا نحن اللاعبين أن نكون في أتم الجاهزية لذلك . كنت منافسا قويا لبلحاج على جائزة لاعب الموسم في قطر، فهل تعتقد أنه استحق التتويج؟ شرف كبير لي أن أكون من بين المرشحين للفوز بهذه الجائزة وسط مجموعة من اللاعبين المميزين أمثال لاعب فريق السد نذير بلحاج صاحب الخبرة الكبيرة وأيضا آلان ديوكو أفضل هدافي دوري نجوم قطر وهو بمثابة إعادة الاعتبار لنفسي بعد المرض الذي أصابني الموسم الماضي والذي أبعدني عن المنافسة لمدة طويلة وبالرغم من فشلي في الفوز بالجائزة إلا أن سعادتي كبيرة باستعادة مكانتي الأساسية في فريقي لخويا حيث تمكنت من صنع الفارق في الكثير من المباريات التي كنا فيها بحاجة ماسة للفوز من أجل اللحاق بصدارة الترتيب في الدوري ثم الحفاظ عليها لاستعادة اللقب الذي ضاع منا السنة الماضية إثر تركيزنا على المنافسة الآسيوية وعموما فوز بلحاج أكثر من مستحق لأنه بكل صراحة الأفضل وشخصيا لم أجد أي تفسير لعدم توجيه الدعوة له للمشاركة في المونديال كونه عنصرا يمزج في طريقة لعبه بين المهارة الفنية والانضباط التكتيكي ناهيك عن تجربته السابقة في كأس العالم وهو ما كان سيفيد المنتخب الجزائري في المونديال. كيف تقيّم موسمك مع فريقك لخويا الذي اكتفيت معه بالتتويج بلقب الدوري؟ أكيد أنه ليس بالموسم المميز نظرا للنتائج التي تحصلنا عليها في المنافسات التي خضناها لكن أعتقد أننا حققنا هدفنا الأول والأهم وهو التتويج بلقب الدوري الذي ضاع منا الموسم الماضي، كنا نود تحقيق أفضل خاصة على مستوى منافسات دوري أبطال آسيا التي غادرناها مبكرا لكن عموما علينا أن نستخلص الدروس وأن نفكر في تحقيق الأفضل الموسم المقبل. سبق لك التكوين في نادي فالنسيان الفرنسي أين كنت تلقب بالظاهرة فما قصة وصولك إلى قطر ؟ وصلت إلى أوروبا صغير السن فبعد موسم واحد في إنجلترا أمضيته مع الفريق الاحتياطي لنادي «رايدينغ» انتقلت بعدها مباشرة إلى نادي «فالنسيان» الفرنسي الذي فجرت فيه قدراتي وهو ما جعل الجميع يثني علي، لعبت احتياطيا في الفريق الأول وعمري لم يتجاوز السبع عشرة سنة، وفي موسمي الثالث هناك طلبني المدرب بلماضي في نادي لخويا الذي أتواجد معه في قطر للموسم الثاني على التوالي وأنا في أتم السعادة بذلك. كلمة أخيرة؟ شكرا على هذا الحوار، تحية لكل قراء هذه الجريدة وحظا موفقا لمنتخبكم في كأس العالم متمنيا تأهله ومنتخب بلادي معنا إلى الدور الثاني.