عكس كل التوقعات وبحسب ما يحدث هنا في تربص المنتخب الوطني بمدينة جنيف السويسرية وبعد ترقب طويل وسوسبانس كبير قرر الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش التضحية بلاعب كريستال بالاس عدلان قديورة وحذف اسمه من القائمة المغادرة إلى البرازيل والتي أرسلت صباح أمس إلى الاتحادية الدولية لكرة القدم، في وقت كان الجميع هنا ينتظر إبعاد يبدة المصاب، غير أن البوسني كان له رأي آخر. قديورة علم بالقرار ليلة أول أمس بعد سوسبانس كبير وترقب بين اللاعبين الذين عاشوا أمسية أول أمس على الأعصاب بما أنها كان آخر ليلة قبل آخر أجل حدده الاتحاد الدولي للمنتخبات المشاركة في المونديال من اجل إرسال قوائمها النهائية، فبعد اجتماع الطاقم الفني في السهرة بقيادة حاليلوزيتش مع أطباء المنتخب للوقوف على الحالة الصحية ليبدة والتأكد منها، تم إعلام اللاعب بالأمر وهو الخبر الذي نزل عليه كالصاعقة، خاصة أنه أدى شوطا أول مقبولا أمام أرمينيا في اللقاء الودي. اللاعب غادر صباحا بالدموع قرار إبعاد قديورة الذي كان قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في ثاني مونديال له على التوالي، نزل عليه كالصاعقة، إذ أكدت مصادرنا أن عدلان ذرف الدموع طيلة ليلة أول أمس ولم يتمكن حتى من النوم بسبب عدم تقبله للقرار وما زاد من حزنه عدم تلقيه المواساة إلا من بعض اللاعبين، أعضاء الطاقم الفني وبعض مرافقي الوفد الذين كانوا بجانبه لحظة مغادرته لفندق لاريزارف مقر إقامة الخضر هنا في جنيف من أجل نقله إلى المطار للمغادرة إلى العاصمة الفرنسية باريس. اللاعب أكد أنه يحترم قرار المدرب حتى وإن كانت مغادرة المنتخب في هذا التوقيت من التربص وقبل أيام من تنقل الفريق الوطني إلى البرازيل جد صعبة على اللاعب، إلا أنه وفي حديث مع أعضاء الطاقم الفني أعرب عن قناعته واحترامه لقرار المدرب حاليلوزيتش الذي يبقى هو المسؤول عن الأمور الفنية والأدرى بمصلحة المنتخب ومن هو اللاعب الذي سيقدم الإضافة للخضر. رفض التصريح لأية وسيلة إعلامية رغم قساوة القرار على اللاعب الذي قد لا يجد فرصة أخرى للمشاركة في المونديال، إلا أن عدلان رفض الحديث إطلاقا عن الموضوع رغم محاولة بعض الزملاء استمالته لإبداء رأيه في الموضوع إلا أنه رفض رفضا قاطعا الإدلاء ولو بكلمة واحدة مكتفيا بالصمت وعلامات الحسرة بادية على وجهه. قديورة مهدد من قبل بالإبعاد لكن إصابة يبدة جعلت حاليلو يتردد اسم عدلان قديورة لم يوضع أمس فقط في مفكرة حاليلو من أجل إبعاده بل كان مستهدفا هو ولاعب آخر من محور الدفاع وكان بإمكان البوسني أن يعلن عن قائمته النهائية قبل موعدها إلا أن الإصابة التي تعرض لها حسان يبدة حتمت على الكوتش الانتظار إلى غاية إجراء اللاعب للكشوفات والتعرف على مدى إصابته وهي الكشوفات التي جاءت مطمئنة وجعلت البوسني يفصل نهائيا بشطب قديورة من القائمة النهائية. حاليلو اجتمع بالأطباء سهرة أول أمس قبل اتخاذ القرار كان للناخب الوطني سهرة أول أمس اجتماع مع الطاقم الطبي للفريق في تمام الساعة التاسعة ليلا وهو الاجتماع الذي طالب فيه البوسني تقديم تقرير مفصل عن الحالة الصحية ليبدة التي كان خارج الحسابات في لقاء أرمينيا الودي بداعي الإصابة التي تعرض لها في الساق، وهو التقرير الذي جاء مطمئنا للمدرب، ليقرر بعدها إبعاد قديورة. تخوف من تجدد الإصابة القديمة ليبدة حسب مصادرنا من داخل تربص المنتخب الوطني فإن إصابة يبدة قبل لقاء أرمينيا جعلت الكوتش وحيد يتخوف من إمكانية معاودة الإصابة للاعب في الموضع الذي أجرى عليه عملية جراحية وهو الركبة وقال بالحرف الواحد: "خسارة يبدة خارج المونديال"، غير أنه أصر على الأطباء بالإسراع في الكشف عما يعانيه قبل أن تتضح أنها إصابة خفيفة في الساق. طبيب المنتخب أكد إمكانية تجهيز يبدة في أسبوع التقرير الذي قدمه الطاقم الطبي للخضر بعد الوقوف على الكشوفات المعمقة التي أجراها اللاعب عن طريق الأشعة المغناطيسية أكدت حاجة اللاعب لأسبوع من الراحة والعمل الخاص وهي المدة التي اعتبرها الأطباء بالكافية لتجهيز اللاعب الذي سيكون تحت تصرف الناخب الوطني في البرازيل. يبدة تعرض لإصابات كثيرة وحاليلو غامر باصطحابه مثلما أشرنا إليه في عدد أمس فإن نفس السيناريو الذي عاشه مغني مع سعدان في 2010 يعيد نفسه مع يبدة في عهد حاليلوزيتش، فرغم الإصابات الكثيرة التي تلاحق اللاعب في المواسم الأخيرة وخاصة هذا الموسم، أين حرمته من المشاركة مع ناديه غرناطة وحتى بعد انتقاله إلى أودينيزي وهو ما اعترف به حاليلو في ندوته الصحفية التي عقدها هنا في جنيف، إلا أنه ألح على تنقله وهو مصاب وقد يخسره مجددا هناك.