الصراع على استضافة كأس العالم 1994 عرف لأول مرة دخول بلد عربي السباق ويتعلق الأمر بالمغرب بالإضافة للبرازيل التي سبق لها الاستضافة وأخيرا الولاياتالمتحدة ،وجاء موعد الحسم يوم 4جويلية1988 في زيوريخ ،وعكس كل التوقعات تمكنت الولاياتالمتحدة من حصد 10 أصوات بفارق ثلاثة فقط عن المغرب التي صوت عليها 7 أعضاء فيما لم تحصد البرازيل سوى صوتين لتحط كأس العالم الرحال لأول مرة في بلد العم سام. كوستادينوف دمر فرنسا في الثواني الأخيرة والأرجنتين خسرت بخماسية عرفت تصفيات مونديال أمريكا انخراط 144 ومشاركات منتخبات جديدة خصوصا منتخبات الجزر الصغيرة في الكاريبي وأوقيانوسيا، وشهدت منطقة أوروبا عدة مفاجئات من العيار الثقيل أبرزها إقصاء منتخب فرنسا الذي كان ينقصه نقطة واحدة من آخر مقابلتين على أرضه لكنه انهزم أمام إسرائيل وبلغاريا بهدف كوستادينوف في الثواني الأخيرة قضت على أحلام رفقاء بابان،وأقصي أيضا المنتخب الأنجليزي في مجموعة هولندا والنرويج العائدة بعد غياب 56سنة،وفي أمريكا الجنوبية كان المنتخب الأرجنتيني على مشارف الإقصاء لولا فوز رفقاء مارادونا في الملحق على استراليا وقبلها انهزموا في الجولة الأخيرة على أرضهم أمام كولومبيا بنتيجة تاريخية 5-0،كما تأهل المنتخب السعودي لأول مرة ،وبدورها البرازيل صعدت بشق الأنفس في الجولة الأخيرة أمام الأورغواي. تخوفات من فشل الدورة و خطة لزيادة شعبية الكرة عند الأمريكيين رغم أن الولاياتالمتحدة وفرت إمكانيات ضخمة غير مسبوقة وأعادت هيكلة عدة ملاعب لاستضافة الحدث بعد أن كانت مخصصة فقط لكرة القدم الأمريكية و البيسبول،وخصصت تسعة ملاعب أكبرها ملاعب روس باول بلوس أنجلس الذي يتسع لأكثر من 90 ألف متفرج، وبقي الهاجس الأكبر عند المنظمين هو فشل الدورة جماهيريا ولعب المباريات أمام مدرجات شبه فارغة لأنه كما يعلم الجميع كرة القدم هي من الرياضات الأقل شعبية عند الأمريكيين الذين يفضلون كرتهم الأمريكية والبيسبول وكرة السلة،ومباريات المنتخب الأمريكي كانت تلعب أمام عدد قليل من طلبة الجامعات لا غير ،وهنا وضع القائمون على الملف الأمريكي بمساعدة السلطات الأمريكية برنامجا طويل المدى منذ فوزهم في 88 يتمثل في زيادة شعبية الكرة عند الأمريكيين وقاموا بذلك مرارا وتكرارا سواء في البرامج التلفزيونية أو بالدعاية وقد نجحوا في مسعاهم بعد الإقبال الجماهيري الكبير للأمريكيين على مباريات الدورة ولم تكن هناك مقابلة بمقعد فارغ وقدمت الولاياتالمتحدة أنجح بطولة على مدار التاريخ من حيث الإقبال بعد أن وصل متوسط الحضور الجماهيري إلى حوالي 70 ألف متفرج في المباراة الواحدة ،كما أن شعبية الكرة في أمريكا زادت مقارنة بما كانت عليه قبل 1994. كلينسمان أخرج الألمان من عنق الزجاجة في لقاء الافتتاح لم تقم الفيفا بإجراء تغييرات على نظام المنافسة وحافظت على نفس صيغة دورتي 86 و 90،وانطلق مونديال أمريكا رسميا يوم 17 جوان 94 بلقاء ألمانياوبوليفيا بملعب شيكاغو أمام 63 ألف مشجع،ويومها أسالت بوليفيا الفائزة في التصفيات على البرازيل العرق البارد لحامل اللقب ولولا الهدف الذي خطفه كلينسمان في الدقيقة 61 لتكرر سيناريو مقابلة الافتتاح في الدورتين السابقتين. إقصاء غير متوقع لكولومبيا، والسعودية ونيجيريا سرقتا الأضواء لم تحمل نتائج الدور الأول مفاجئات عديدة باستثناء إقصاء المنتخب الكولومبي الذي كان مرشحا للفوز بالكأس بعد المستوى الخرافي الذي قدمه أشبال ماتورانا في التصفيات وخرجت كولومبيا من المجموعة الأولى التي تأهل منها رومانياوسويسرا وأمريكا، كما تأهلت البرازيلوالسويد وعجزت الكاميرون على تكرار سيناريو 90،وصعدت أيضا ألمانيا وإسبانيا وبلغاريا والأرجنتينوالمكسيك وإيطاليا وإيرلندا وهولندا وبلجيكا بالإضافة لمفاجأتين من العيار الثقيل تتمثل في تأهل نيجيريا بعد أداء بطولي وفوزها على بلغاريا واليونان بالأداء والنتيجة ونفس الشيء بالنسبة للسعودية التي هزمت بلجيكا بهدف أسطوري لسعد العويران،وخيب المغاربة الآمال وغادروا البطولة بثلاث هزائم وشهد الدور الأول آخر هدف لمارادونا على اليونان قبل أن يغادر بسبب فضيحة المنشطات. إسكوبار والهدف المميت بعد أيام من انتهاء المونديال انتشر خبر مأساوي عن مقتل اللاعب الكولومبي أندري إسكوبار مسجل هدف في مرماه في لقاء أمريكا أقصي من خلاله منتخب كولومبيا،ومباشرة بعد العودة إلى كولومبيا تنقل إسكوبار إلى المقهى الذي كان متعود الجلوس فيه في مدينة ميدلين وهناك تم اغتياله رميا بالرصاص يوم 22جويلية بسبب ذلك الهدف . حاجي أرسل الأرجنتين إلى الديار وباجيو أنهى أحلام النسور الخضراء مقابلات الدور الثمن نهائي انطلقت في الثاني جويلية واستطاع المنتخب الروماني إحداث المفاجأة بفضل نجمه حاجي مسجل الهدف الثالث في شباك الأرجنتين مانحا الفوز لبلاده 2-3،أما نيجيريا فبعد أن كانت متفوقة على إيطاليا بهدف أمونيكي عاد الطليان بقوة بوساطة صاحب الكرة الذهبية وقتها روبيرتو باجيو مسجل الثنائية ومنهيا حلم النيجيريين في الإبحار بعيدا ،وانتهى أيضا مشوار السعوديين على يد السويد 1-3 وسحقت إسبانيا سويسرا 0-3 كما تأهلت ألمانيا على حساب بلجيكا 2-3 وهولندا على إيرلندا 0-2 وتأهلت بلغاريا على المكسيك بضربات الجزاء، أما البرازيل فمرت بصعوبة أمام أصحاب الأرض أمريكا بهدف يتيم سجله بيبيتو. إبداع برازيلي وستويشكوف عطل الماكينات الألمانية مقابلة البرازيلوهولندا كانت أبرز مواجهات الربع نهائي وأفضلها على الإطلاق ويومها قدم البرازيليين أداء لا ينسى بفضل روماريو وبيبيتو الذي قام بحركته الشهيرة بعد تسجيل الهدف وفازت البرازيل 2-3،أما أكبر مفاجئات الدور هي إقصاء ألمانيا على يد بلغاريا 1-2 في لقاء تألق فيه ستويشكوف وسجل هدفا تاريخيا،كما تأهلت إيطاليا على إسبانيا 1-2 بفضل باجيو كالعادة أما رومانيا فانتهت مغامرتها بركلات الجزاء أمام السويد. روماريو منقذ البرازيل وباجيو لم يترك مجال لمناورات البلغار النصف نهائي الأول بين إيطاليا وبلغاريا عرف عدة صراعات فردية خصوصا بين ستويشكوف مسجل هدف بلغاريا وباجيو مسجل هدفي إيطاليا ومانحا الفوز للاتزوري1-2 ولم يترك مجال للبلغار لتكرار مفاجئتاهم السابقة،أما البرازيل فتأهلت بشق الأنفس أمام السويد بفضل الهدف الوحيد الذي سجله روماريو قبل عشر دقائق من النهاية. ركلات الجزاء حسمت المعركة ومنحت السامبا كأسها الرابعة اللقاء النهائي لعب يوم 17جويلية بلوس أنجلس أمام 94 ألف متفرج،المقابلة كانت منذ الوهلة الأولى توحي بأنها ستذهب لركلات الجزاء وهو ما حصل فعلا وابتسمت في الأخير للبرازيل 2-3 ومن غرائب الأقدار أن من ضيع من جانب إيطاليا ثلاثة من أحسن لاعبيها وهم ماسارو وباريزي وباجيو،ليحتفل رفقاء روماريو بالتاج الرابعة الغائبة عن البرازيل منذ 24 سنة. روماريو وبيبيتو توأم في الملعب وأعداء خارجه في كل دورة سابقة كان هناك لاعب واحد يعتبر أيقونتها لكن في دورة أمريكا لا يمكننا الفصل بين الثنائي روماريو وبيبيتو اللذان كانا كالتوأم فوق الميدان وكل لاعب يعرف ما يفكر به زميله في عقله الباطن،لكن الكثير لا يعلم أن الثنائي علاقته باردة مع بعض منذ سنوات وصلت لحد القطيعة والعداء والتصريحات المعادية في الجرائد.