يتحدث المدرب الفرنسي فيليب تروسيي في هذا الحوار الذي خص به يومية "الخبر الرياضي" عن الوضعية المزرية التي يعيشها المنتخب الجزائري بعد نكسة مراكش وهزيمته المذلة أمام المنتخب المغربي برباعية كاملة كانت كافية لاستقالة الناخب بن شيخة من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري. هذا وتحدث تروسيي الذي يتواجد حاليا في الصين عن مستقبل العارضة الفنية للخضر بعد إعلان الفاف عن فتح مناقصة عالمية لانتداب مدرب كبير ليؤكد أنه غير مستعد في الوقت الحالي لترأس الطاقم الفني للمنتخب الجزائري لعدة اعتبارات. أهلا بك سيد تروسيي معك جريدة "الخبر الرياضي" من الجزائر؟ أهلا سيدي..أنا تحت التصرف، تفضل نريد أن نؤكد لك أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قامت بفتح مناقصة دولية بغية انتداب مدرب يخلف بن شيخة المستقيل، هل قدمت ترشحك لهذا المنصب؟ لا لم أرسل سيرتي الذاتية كما أنني لا أعلم بأمر هذه المناقصة. لم ترسل طلبك رغم أنك خلال أغلب تصريحاتك الأخيرة أبديت اهتماما بالعمل في الجزائر؟ لا يجب ربط عدم تقدمي بالترشح لمنصب مدرب المنتخب الجزائري بتغيير موقفي، لازلت مهتما بالعمل في الجزائر ، لكن الوقت غير مناسب في الوقت الراهن، وهذا لأنني لست بطالا ولا أبحث عن عمل، بالإضافة إلى أن وضعية المنتخب الجزائري الحالية في سباق التصفيات حرجة وتجعل أي تقني يفكر 200 مرة قبل اتخاذ القرار. ألا يمكن أن نقول بأن الطريقة التي اعتمدتها الفاف بتلقي طلبات الراغبين في خلافة بن شيخة هي التي جعلتك تعزف عن التقدم بطلبك؟ لا... ليست طريقة المناقصة ولكن ارتباطي مع النادي الصيني الذي أعمل معه يجعلني من الناحية الأخلاقية واحتراما للمسؤولين الصينيين، أعزف عن التفكير في دراسة أي عرض قبل موعد شهر أكتوبر تاريخ نهاية مدة تعاقدي مع النادي الصيني. البعض يرى أن السبيل الذي انتهجته الفاف، يجعل من المستحيل استقطاب أسماء كبيرة في عالم التدريب ؟ لا أوافقك الرأي، فطريقة المناقصة سبيل معتمد على المستوى العالمي، وأي مدرب يكون دون فريق أو يبحث عن فرصة عمل سيرسل طلبه، وأعتقد أنه لا يجب اعتبار التقدم بطلب أو إرسال السيرة الذاتية نوعا من الإهانة أو الإنقاص أو التشكيك في المؤهلات. أنت قلت أي مدرب بطال أو باحث عن العمل، إذن نفهم من كلامك أن الفاف لن تتلقى سيرا ذاتية لأسماء معروفة وكبيرة؟ هذا حكم خاطئ، وأعود وأكرر، فالمسؤولون على تسيير الكرة ببلدكم لم يخطئوا باتخاذ سبيل المناقصة العالمية وفتح المجال للتقنيين الراغبين مع منتخبكم الوطني لتقديم طلباتهم، لأن هذا النهج معتمد وعديد الاتحادات سواء بأوروبا أو أمريكا سبق وأن اعتمدت عليه، لذا القول بأن السير الذاتية التي ستصل إلى الاتحادية الجزائرية ستكون لمدربين مغمورين أو المصنفين ضمن مدربي الدرجة الثانية كلام خاطئ وقاس نوعا ما. مسؤولو الكرة بالجزائر اتخذوا قرارا بتهميش المدرب المحلي وقرروا إسناد العارضة الفنية للخضر لمدرب أجنبي، كيف ترى هذا القرار؟ مع كل احتراماتي للتقنيين الجزائريين، أرى أن مسؤول الاتحادية ببلدكم محمد روراوة قد اتخذ القرار السليم وهذا لعدة اعتبارات. نقاطعه... وما هي هذه الاعتبارات؟ تعداد المنتخب الجزائري يتشكل في غالبيته من عناصر نشأت بأوروبا وتكونت في مدارس فرنسية، ما يجعل استقدام تقني أوروبي لتأطيرها ضرورة ملحة، وهذا ليس لمعيار الكفاءة كما قلت سابقا، ولكن لتسهيل الاتصال وتقوية لحمة المنتخب خاصة على المستوى الاجتماعي الذي لا يجب إهماله، كما أنصح مسؤولي الكرة الجزائرية بإحداث القطيعة مع هذه الفترة الانتقالية ووضع حد لهذا المشكل وتعيين تقني جزائري ضمن الطاقم القادم من أجل كسب الخبرة والتجربة وتولي زمام العارضة الفنية للمنتخب في المستقبل. هل يمكننا القول أن تضاؤل حظوظ المنتخب الجزائري في لعب كان 2012 قد يجعل عديد المدربين يترددون في الأخذ بزمام العارضة الفنية للخضر على غرار ما حدث مع مواطنك حاليلوزيتش؟ هذه مغالطة، ولا يتوجب أن نبدأ بإطلاق أحكام سريعة، كل منتخب معرض للهزات، وما يحدث لمنتخبكم الوطني شبيه بالسيناريو الذي يعيشه المنتخب المصري والكاميروني اللذين سيغيبان عن الكان القادم، وكل منتخب معرض للمرور بفترة فراغ على غرار ما حدث للمنتخب الفرنسي الذي أقصي من الدور الأول لمونديال 2002 رغم أنه كان حامل اللقب وعاود الوصول للنهائي أربع سنوات بعد ذلك، لذا على محبي منتخبكم عدم تصوير وضع منتخبكم على أنه كارثي، صحيح أن الهزيمة بتلك النتيجة أمام المنتخب المغربي صعب هضمها لكن مطلوب تسيير هذه الفترة بذكاء وإعادة بناء المنتخب بصورة ذكية وفي هدوء. على ذكر هزيمة مراكش، روراوة في تصريحات له أول أمس، قال أن المشكل كان معضلة "كوتشينغ"، هل من تعليق؟ من منصبي هذا.. لا يمكنني تقديم أي تعليق على كلام رورواة. قلت في أول حديثنا أنه في الوقت الراهن لا يهمك تدريب الخضر، لكن لو يعرض عليك تدريب المنتخب الوطني بعد انقضاء مدة تعاقدك مع الفريق الصيني، هل توافق على القدوم؟ بالطبع.. سأوافق لأن الإمساك بالعارضة الفنية للمنتخب الجزائري يستهوي كثير التقنيين، وشرف كبير لي العمل بالجزائر، هذا البلد الكروي العريق الذي لطالما ضم لاعبين موهوبين، كما أن تركيبة المنتخب الجزائري الحالية أمر محفز خاصة وأن عديد اللاعبين ينشطون في نواد أوروبية كبيرة، ما يجعلني أمام تحد ممتع، إضافة إلى أن العمل بالجزائر يساعدني من الناحية الاجتماعية ويسمح لي بالاقتراب من عائلتي الصغيرة بالمغرب مقر إقامتي. لو يطلب روراوة نصيحتك خاصة وأنه من أعز أصدقائك، من المدرب الذي تراه الأحسن لخلافة بن شيخة؟ دون تقديم أسماء، ومن وجهة نظري الخاصة... فالمنتخب الجزائري مطالب بانتداب اسم كبير، يملك شخصية قوية تمكنه من فرض سيطرة على كامل المجموعة، بالإضافة إلى أن التقني المستقبلي لقيادة الخضر يجب أن تكون له فلسفة خاصة تمكنه من الاستثمار في نقاط قوة العناصر الجزائرية التي تتميز بحرارة كبيرة في اللعب. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ أريد أن أحيي من خلال منبركم هذا كل أصدقائي بالجزائر كما أتمنى أن تعود الكرة الجزائرية لسابق عهدها الذي عرفت به وأعود وأقول أن نكسة مراكش فترة عابرة تمر بها كل المنتخبات وأنه يتوجب على مسؤولي الكرة الجزائرية إيجاد الحلول في أقرب الأوقات لأن الكرة الجزائرية مكانها دوما في المقدمة.