أخيرا انتصرت الجزائر في المونديال ….. أخيرا طردنا النحس الذي لاحقنا منذ لقاء الشيلي في إسبانيا 82 وعزز الخضر بذلك حظوظهم في بلوغ الدور الثاني من المونديال الجاري ببلد الكرة والسامبا والكرنفال البرازيلي.. ما فعله لاعبونا أمس هو ما كان يجب أن نفعله ضد بلجيكا، نلعب كرة تليق بنا، نقدم وجها يشرف الجزائر ، فلم يسبق وأن كان لدينا مثل هذا التعداد البشري في المنتخب منذ الثمانينيات ، إلى درجة أن المدرب يستطيع تغيير تشكيلتين في مباراتين متتاليين دون عناء . رفقاء براهيمي تحرروا أمس ضد منتخب كوري كنا أحسن منه بكثير ، الشبان لعبوا بالأسلوب الذي عهدوه وبالروح التي يتجاوب معها الملايين من العشاق فحققوا الانتصار بالنتيجة والأداء. صحيح أن كوريا الجنوبية لم تستطع مقاومة خفة وسرعة لاعبينا،ولا سيما في الشوط الأول ولم تكن قوية بالشكل الذي يفرمل طموح الأفناك في الشوط الثاني ، لكن تحرر التشكيلة من ضغط التكتيك وقناعة فيغولي والآخرين بضرورة التوجه نحو الهجوم، كشف للعالم أجمع بأن المنتخب الذي واجه بلجيكا ورفض اللعب ليس هو المنتخب الجزائري، وأن الصورة القاتمة التي أخذها الصحفيون عنا ما هي سوى هفوة مدرب كان بصدد كسب الخبرة. ومثلما وعد لاعبونا بعد هزيمة بلجيكا، حيث قالوا بأنهم سيهاجمون مهما كانت تعليمات «الكوتش»، فقد كانوا عند وعدهم، وأمتعونا أمس وسجلوا رباعية تاريخية في نهائيات كأس العالم . المنتخب الوطني استعاد ضد كوريا هويته الهجومية، التي كان ينتظرها الجميع ضد الشياطين والتي اختفت بسبب الخوف من قوة رفقاء هازارد، واستعاد لاعبونا أمس النسق الذي يليق ببراهيمي وفيغولي وجابو وبن طالب، وكلهم يحسنون مداعبة الكرة ويحبون اللعب الهجومي ولا يمكن لهم أن يلعبوا بشكل مغاير . فعلها الشبان و أكدوا بأنهم قادرون على تحقيق حلم الملايين بالمرور إلى الدور الثاني لمقابلة العملاق الألماني، لكن ذلك يمر حتما عبر كسب نقطة ضد الحليف الروسي، فتحية لفرسان الصحراء …. وهذه هي البداية و» مازال ما زال».