وقعت حادثة غريبة في نهاية لقاء كوريا بالقرب من غرف تبديل الملابس بملعب بورتو أليغري، عندما خرج بعض اللاعبين الجزائريّين رافضين التصريح للصحافة منهم نبيل غيلاس الذي قال للبعثة الإعلامية الجزائرية : «قرّرت عدم التصريح لأني عندما أقرأ على بعض المواقع وشبكات التواصل ما يكتب عنا أتأسف وأفضل عدم الكلام للصحافة الجزائرية وهذا خياري، فهناك من قال بأننا نتشابك وهناك من قال بأن غلام غادر المنتخب وغيرها من الإشاعات وهو ما لم أتقبله»…. موقف غيلاس تلته خرجة القائد مجيد بوڤرة الذي حاول تهدئة غضب الصحفيّين الجزائريين من سلوكيات رفاقه قائلا : «صدقوني لا يوجد اتفاق بين اللاعبين لمقاطعة الصحافة وهناك سوء تفاهم فقط سأسويه مع زملائي فأنتم منا ونحن منكم وكلنا هنا من أجل الجزائر»، كم كان الفرق شاسعا بين كلام الساحر الماجيك الذي يفوح بالوطنية وحب الغير، وسلوك نبيل غيلاس الذي كاد أن يفجر العلاقة مع الإعلاميّين، الأول تصرّف كجزائري يحسن التفريق بين القيل والقال، والثاني رضخ لغضبه ولم تنتصر فرحة الفوز على سذاجته لأنه ببساطة يعيش بين لوحة الإنترنيت، يسبح من موقع إلى موقع ويرصد كلام «الفايسبوك» بما فيه من سلبيات ولا يحسن التفريق بين النقد والشتم والإشاعة والدعاية، لكن موقف غيلاس وبعض رفاقه كشف بأنهم ليسوا لاعبين كبارا ولن يكونوا من الكبار، ولم يتقبلوا الانتقادات التي وجهت لهم في مباراة بلجيكا، فالكبير يتعلم من أخطائه يا سوداني ويا غلام والرسالة موجهة لغيركما، فكم من مرة تعرض بيكمباور للنقد وكم من مرة هاجمت صحافة نابولي مارادونا وقبل شهور تعرض ميسي نفسه لحملة انتقاد شديدة في برشلونة وقائمة أساطير الكرة طويلة … فأين أنتم من هؤلاء؟، المنتخب الجزائري ليس فيه ميسي ولا رونالدو ولا بيلي ولا زيكو وكلهم خضعوا لأمر الكرة الساحرة، اليوم تلعب جيدا الكل يصفق عليك وغدا تؤدي مباراة سيئة فتطالك حتما عاصفة الانتقاد، وبفضل هذه العاصفة تتقوى في اليوم الموالي لتصحيح أخطائك، كي تكون أحسن في الموعد المقبل، وحتى إن كنا نحترم موقف كل لاعب وحرية كل عنصر في التعبير فإنه يجب على لاعبينا أن يفهموا بأنهم يلعبون للمنتخب الجزائري وليس لنواديهم، وعندما تكون في منتخب الملايين فيجب أن تحترم صحافة الجزائر وواجب عليك أن تتكلم معها وتبدي ما في جعبتك بكل روح رياضية ما دمت ترتدي بذلة الخضر وتحت راية الجزائر، ومثلما يصيب اللاعبون يخطىء الصحفيون والعكس صحيح، فلا نقول بأن الصحفيين ملائكة أو أنبياء وبالحوار والنقاش نتقدم يا سادة .