وسط الزحام وأشخاص توجهت إلي البرازيل من أجل الاستمتاع بكرة القدم يبدأ غدا شهر رمضان في الكثير من دول العالم ومن بينها البرازيل. وعلى بعد ما يقل عن نصف ميل من استاد ماراكانا الشهير في البرازيل يقع المسجد الوحيد في المنطقة والذي على أهبة الاستعداد للشهر الأهم في العام، شهر رمضان. استعداد أهل الدين يجلس أمام المسجد الحارس محمد زينهم عابدين على مقعد وبجواره آلاف اللافتات التي تحتوي على مواد متعلقة بالإسلام ومكتوبة باللغات البرتغالية والعربية والإنجليزي'. ويقول عابدين الذي انتقل إلي البرازيل منذ 21 عاما متحدثا عن إقبال الأفراد على المسجد: "في المعتاد يكون لدينا 100 أو 150 فرد هنا من أجل الصلاة يوم الجمعة، حيث يقوم الإمام بإلقاء خطبة باللغة البرتغالية على المصلين." ثم يواصل الحديث: "لكن في كأس العالم الوضع مختلف فقد قام بجلب الكثير من الأفراد لنا، فهناك الجمهور الجزائري ومذيعي التليفزيون وعدد من اللاعبين، والجماهير العربية." الرأي الطبي لكن في إطار آخر وبعيدا عن الأمور الدينية تقوم صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بمقابلة رون موغان الطبيب المتخصص في التغذية الرياضية جامعة لوفبرا الانجليزية :"نحن نعلم القليل للغاية عن أسلوب الصيام هذا." وقام موغان بعمل مجموعة عمل من أجل البحث في تأثير الصيام على الرياضي في أولمبياد 2012، حيث كان الشهر الفضيل قد حل في موعد أولمبياد لندن ووجد أن الصيام يؤثر على الرياضي الذي يحتاج إلي جهد كبير مثل الماراثون لكن هذا التأثير ضئيل على كل حال. وتابع : "هناك العديد من المتغيرات في كرة القدم تجعل الأمر يبدو مستحيلا من حيث التأثير على الجهد داخل الملعب." وأضاف: "في الالعاب النزالية 0.1 % أو حتى 0.01% من التفوق يمكن أن تصنع الفارق في مسألة الفوز والهزيمة لكن في كرة القدم هناك العديد من العناصر تؤثر عن النتيجة النهائية والنتيجة دائما ما تحدد من خلال بعض الأمور الهامشية البسيطة." أما الدكتور مايكل دي هوغي رئيس اللجنة الطبية للاتحاد الدولي فيقول: "لقد قمنا بدراسة هامة مع طبيب الاتحاد الجزائري لكرة القدم النتيجة كانت إيجابية .. فإذا تم التعامل مع الصيام بشكل ذكي يمكن أن تتكيف مع الأمر فقبل شروق الشمس يجب أن تحصل على القدر الكافي من الماء الذي يجعلك تستمر به طوال اليوم." بالنسبة للاعبين، فبداية من المنتخب السويسري حيث يتواجد عدد من اللاعبين المسلمين على رأسم شيدران شاقيري الذي سجل هاتريك للفريق في مباراة هندراوس نجد أن المتحدث باسم الفريق حسم الأمر بشكل نهائي وأكد أن كل لاعب في الفريق سوف يفطر حتى نهاية مشاركته بكأس العالم. لكن الجدل كان داخل المعسكر الفرنسي، حيث يقول المدير الفني ديديه ديشامب ::هذا أمر حساس .. لا يمكن أن أقول شيء، نحن نحترم ديانة كل فرد، كل لاعب لديه معتقد يجب أن يمارسه بحرية هو في النهاية يصبح عادة، لذا أنا لا أجد ما يقلني كل شخص سيتكيف مع الأمر." والمنتخب الجزائري المتأهل إلي دور ال16 أيضا وسيلعب وقت الصيام أكد أنهم على اتم استعداد لمساعدة كل لاعب مسلم في الفريق سيلعب خلال الصيام. ويقول طبيب الفريق: "لدي كامل الاحترام لكل لاعب في الفريق وقناعاته الدينية بالطبع لكني ومن وجهة نظري الخاصة أعتقد أن كل لاعب من الأفضل بالنسبة له أن يتناول الماء بشكل متواصل طوال اليوم." موقف اللاعبين عدد من اللاعبين لديه قناعة بأن الصيام سيكون له تأثير إيجابي عليهم وفي مقدمتهم كولو توريه مدافع كوت ديفوار الذي خرج من البطولة قبل بداية الشهر الفضيل. وصرح قائلا: "أول خمس أيام في غاية الصعوبة .. وبعد أن يقوم الجسد بالتكيف مع الأمر تشعر بسعادة حقيقة وأن جسدك نظيف وتشعر بأنك أقوى بعد نهاية الشهر." إلا أن شقيقه يايا توريه له رأي آخر حيث يقول :"الصيام، هل تستطيع أن تري مدى ارتفاع درجة الحرارة هنا؟ من الممكن أن أموت." ونفس الأمر رآه الألماني مسعود أوزيل الذي أعلن أنه لن يصم طوال مشاركته قائلا: "أنا هنا من أجل العميل، لا أستطيع الصوم طالما أؤدي عملي".