ونحن نهم بمغادرة مدينة بورتو أليغري أو "بوابة الفرحة والسعادة" ترك لنا عدد من الفلسطينيين المقيمين هناك والعاملين في تجارة القماش رسالة ستظل شهادة تاريخية حية، بعدما أعاد الآلاف من عشاق الخضرة القضية الفلسطينية إلى الواجهة في الملاعب البرازيلية تحت أنظار ساسة العالم وكاميرات الإعلاميين، مستغلين حجم الحدث الكروي للدفاع عن قضية الأمة المشردة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. فلسطينيوالبرازيل، مثلهم مثل عشرات الآلاف المقيمين في أمريكا اللاتينية أحسوا بولادة جديدة لهم بفضل هتافات أنصار الخضر في ملاعب بيلو أوريزانتي وكوريتيبا وبروتو أليغري، فقد أخرج عجمان وخليل وأبناء الأعمام راياتهم الفلسطينية من الخزانات وقصدوا بها الملعب لمؤازرة رفقاء بوقرة ورؤوسهم مرفوعة للتعبير عن مكنوناتهم المكبوتة طوال عشريات من الزمن بفعل حقرة النظام الغاشم في تل أبيب . هؤلاء الفلسطينيون منهم من ولد في الشرق الأوسط ومنهم من ولد في البرازيل ولم يجدوا وسيلة للدفاع عن قضيتهم سوى المنتخب الوطني الذي منح لهم فرصة إثبات الوجود، فعندما روينا لعجمان ما يردده مجانين الخضرة الذين قطعوا 10 آلاف كيلومتر لحضور المونديال بكى من شدة الفرحة وقال لنا: " لا أحد من العرب بقي يدافع عنا أكثر من الجزائريين والتاريخ سيحتفظ لكم بهذه المواقف إلى الأبد، فكرة القدم وسيلتنا الجديدة لإظهار للعالم أجمع بأننا لم ننته وأننا ما زلنا موجودين "… نفس الانطباع سجلناه عن ابن عمه خليل الذي ترعرع في بلد السامبا ويسافر نادرا إلى بلد الأجداد قائلا :" بفضل المنتخب الجزائري أعدتم الروح لنا هنا في البرازيل وعندما يردد الآلاف من أنصار الخضرة "فلسطين الشهداء" لا يمكنني التحكم في دموعي، لأننا لم نسمعها بتاتا في هذا البلد وانتظرنا قدوم المنتخب الجزائري بأنصاره كي نحس بأن هناك من لم ينسوننا". ولعل مشهد الراية العملاقة لعلم فلسطين وصورة القدس الشريف المعلقة بمدرجات ملاعب البرازيل من قبل أكرم البريكي أو شميسو البليدي وحاتم الوهراني تدغدغ لا محالة مشاعر الملايين …. ففرسان الصحراء وعشاق الخضرة أضحوا سفراء القضية الفلسطينية بامتياز، وهو ما يبرر تواجد صحفي إسرائيلي في منصة الإعلاميين لمتابعة كل مباراة لعبتها الجزائر في هذا المونديال.