من الأشياء الغريبة في مواقف حاليلوزيتش أنه قزم من قيمة لاعب غرناطة إلى درجة أن وحيد وصف براهيمي بالبهلوان والمهرج أو ال guignol الذي يحسن المراوغة وفقط بعيدا عن منطقة الخصم. وبقي حاليلوزيتش مصرا على موقفه رغم المردود الكبير الذي قدمه ابن المنيعة ضد كوريا ثم روسيا وحرم الخضر من خدماته في لقاء ألمانيا انتقاما منه، حيث يرى وحيد بأن كل اللاعبين الذين جلبهم روراوة لا يصلحون. ……و" غلام وماندي لا يصلحان للمنتخب" نفس الطرح وقع على الظهيرين عيسى ماندي وغلام إلى درجة أن البوسني وحين يوظف واحدا منهما يستثمر في الأخطاء الفنية التي يرتكبها ويسعى إلى التقليل من مستواهما وهو ما دفع بلاعب نابولي إلى الإعلان صراحة عن غضبه في سوروكابا وتفوه غلام بكلام ضد المدرب أمام مسمع ومرأى مساعديه الذين نقلوها للبوسني وأقسم بأنه سيحرم غلام من مبارتي الدور الأول. وحيد:" فيغولي ليس لاعب مونديال" تصرفات حاليلوزيتش ومزاجيته مست كذلك سفيان فيغولي الذي سعى وحيد إلى إبعاده بأي شكل من الأشكال وقالها صراحة في سيدي موسى قبيل تنقل المنتخب إلى سويسرا :" لست بحاجة إلى فيغولي لدي حلول كثيرة وأحسن منه ولو كان القرار بيدي لما وضع في القائمة، فسفيان ليس لاعب مونديال". وعندما علم روراوة بأن وحيد قد يتخذ قرارات تجاه فيغولي تدخل شخصيا وأجرى لقاء صلح بينهما وطلب من سفيان تحمل المدرب بضعة أسابيع ستكون الأخيرة . حاليلو:"ضد ألمانيا سندافع لتفادي الخسارة برباعية" الغريب في أمر المدرب، الذي تحول بفعل دموعه ، إلى بطل في الجزائر أنه كاد يعيد نفس سيناريو بلجيكا خلال مباراة ألمانيا، حيث فاجأ البوسني الجميع عندما قرر اللعب بطريقة دفاعية تشبه الطريقة التي لعبنا بها ضد بلجيكا وعندما سأله مسيرو المنتخب عن الغرض من ذلك قال البوسني :" أريد مغادرة المونديال بخسارة صغيرة وليس برباعية" مما يدل على أن وحيد لم يستوعب درس الدور الأول ويفضل تقزيم قدرات براهيمي وجابو وفيغولي الهجومية. اجتماع طارئ بغرفة وحيد ليلة لقاء ألمانيا بعدما تبين فعلا بأن حاليلوزيتش سيعتمد على وسط ميدان دفاعي محصن ضد ألمانيا وسيبعد براهيمي وجابو لدكة البدلاء، سارع مسيرو المنتخب الوطني للحديث مع البوسني واللقاء كان عشية مباراة الدور ثمن النهائي بغرفة المدرب، حيث حاصره ثلاثة مسيرين وطالبوا منه مراجعة نفسه لأن الجزائر ليس لها ما تخسره ولا يمكن أن نلعب بالشكل السلبي الذي لعبنا به ضد بلجيكا وبقي النقاش طويلا مع حاليلوزيتش الذي خشي الخسارة الثقيلة ضد ألمانيا حتى لا تشوه صورته، ليقوم مسيرو المنتخب بعمل جواري مع اللاعبين في صورة فيغولي ولحسن وسوداني كي يهاجموا ولا يكتفون بالدفاع، بمعنى أن المسيرين طالبو من اللاعبين بشكل غير رسمي التمرد على خطة حاليلوزيتش. التاريخ سيحتفظ بالإنجازات قبل كل شيء قال لنا القائد مجيد بوقرة " الكوتش وحيد معمول بهذا الشكل بشخصيته ومزاجيته وجنونه ونحن نحاول التكيف معه يوميا " هذه الجملة تلخص بعض الشيء الجوانب الخفية للمدرب البوسني الذي لا يمكن أن نقول بأنه ليس مدربا كفءا ولا نقلل من المجهودات التي بذلها مع الخضر والتاريخ الكروي الجزائري سيحتفظ لا محالة باسم البوسني كونه أهل الجزائر للدور الثاني من المونديال لأول مرة في تاريخها ، وهو الشيء الأهم عند الشارع الرياضي الجزائري فالإنجازات تتغلب دوما على السلبيات.