كان وقع الخسارة التي منيت بها التشكيلة الحراشية في افتتاح مباريات الرابطة الوطنية الأولى أمام الجار أمل الأربعاء، شديدا جدا على عشاق أصحاب الزي الأصفر والأسود، حيث تعرض الكواسر لصدمة كبيرة بالنظر للآمال الكبيرة التي كانوا يعلقونها على فريقهم الشاب، وكانوا يتوقعون من لاعبيهم تسجيل دخول قوي في البطولة قبل أن يصطدموا بالأمر الواقع، وبالخسارة المرة التي تكبدها الاتحاد، في لقاء لم يكن أشد المتشائمين في صفوف الأسرة الحراشية يتوقع أن يضيع زملاء الحارس ليمان نقاطه. الخسارة ليست نهاية العالم والموسم لا يزال طويلا ورغم أن التشكيلة الحراشية كانت أمام فرصة ثمينة لتسجيل دخول قوي في البطولة والظفر بأولى نقاطها بما أنها كانت الفريق المستقبل، إلا أن الأمور سارت عكس ما كانت تشتهيه سفن الكواسر، الذين اضطروا لتجرع مرارة الهزيمة الأولى داخل الديار والتي كانت جد مؤملة ومؤثرة، لكنها ليست سببا لكي يفقد عشاق الصفراء الثقة بفريقهم، الذي يبقى بالرغم من كل شيء مرشحا للعب الأدوار الأولى هذا الموسم، وقادرا على قول كلمته وخلط حسابات الكبار مثلما فعله في عديد المناسبات، والخسارة في المباراة الأولى ليست نهاية العالم، لأن الموسم لا يزال طويلا والفريق سيكون بإمكانه التدارك في الجولات المقبلة سواء داخل الديار أو خارجها. قضية الملعب أثرت على اللاعبين وأفقدتهم تركيزهم ورغم أن التشكيلة الحراشية لم تظهر بوجه كبير في المباراة الرسمية الأولى لها، وظهرت عليها العديد من النقائص على جميع المستويات بشهادة المدرب عبد القادر يعيش، إلا أن الأمر الذي يجب الاعتراف به هو أن قضية الملعب أثرت بشكل كبير على تركيز اللاعبين، خاصة وأن الحراش يملك تشكيلة شابة ولاعبين لا يتمتعون بالخبرة التي تسمح لهم بتسيير مثل هكذا مواقف، وهو ما جعل الفريق يفقد تركيزه خصوصا في ظل الحرب الإعلامية التي سبقت المباراة بين المسؤولين والرابطة، إثر تغيير الملعب من الحراش إلى الرغاية، خاصة وأن اللعب في ملعب جديد أثر على اللاعبين نفسيا وفنيا أيضا بالنظر لغياب المعالم فيه. التشكيلة أمام فرصة التدارك والفوز على العلمة سيكون بمثابة الانطلاقة ومن حسن حظ أشبال المدرب عبد القادر يعيش، أنهم سيكونون أمام فرصة مناسبة من خلال استضافتهم للمرة الثانية فوق ميدانهم، حيث ستحل عليهم مولودية العلمة ضيفا هذا الأسبوع، وهي المناسبة التي لن يضيعها أبناء الصفراء من أجل تدارك هزيمتهم الأولى، والظفر بالنقاط الثلاث التي ستكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية للاتحاد هذا الموسم، خاصة وأن الخصم من العيار الثقيل ويبقى من أفضل الأندية في البطولة، بدليل إطاحته بالعميد في الجولة الأولى، وهو ما يزيد من أهمية الفوز عليه خصوصا من الناحية النفسية، لأن الأمر سيجعل اللاعبين يكتسبون الثقة بقدراتهم ويتخلصون من الضغوطات المفروضة عليهم. الأنصار مطالبون بالوقوف بجانب فريقهم وعدم الضغط على شبانه ومهما يكن، فإن الكواسر مطالبون بالوقوف بجانب فريقهم في السراء والضراء، وتشجيع لاعبيهم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والحرجة، من خلال مساندتهم بالرغم من صعوبة تجرع مرارة الهزيمة الأولى داخل الديار، خاصة وأن الحراش تملك هذا الموسم فريقا شابا ولاعبين يتميزون بإمكانيات فنية وبدنية عالية، وهم فقط بحاجة إلى من يدعمهم ويقف بجانبهم من أجل تفجير قدراتهم، وهي المهمة التي على الأنصار أن يؤدوها بامتياز باعتبارهم الرجل الثاني عشر في تشكيلة المدرب عبد القادر يعيش، والضغط على اللاعبين الحاليين لن يزيد الأمور سوى تعقيد.