على الرغم من صغر سن نجم الأرسنال ومنتخب تشيلي أليكسيس سانشيز نسبيا (26 عاماً) إلا أن حياته الكروية والشخصية فيها الكثير للكتابة حولها وإلقاء الضوء عليها.. كيف لا وهو الذي أبدع مع كل الفرق التي لعب لها وفي خمس دوريات مختلفة ونجح في كل تلك الإختبارات على الرغم من اختلاف الثقافة الكروية وأسلوب اللعب في كل منها. سانشيز ولد في بلدة صحراوية تدعى توكوبيلا في شمال تشيلي لأم فقيرة تصيد الأسماك حيث عانى أليكسيس الصغير من ضنك العيش وفقر الحال لكن ذلك لم يقتل هوايته في ممارسة كرة القدم في أزقة بلتده الصحراوية. لم يتلق سانشيز تعليما مميزا ولم يذهب إلى الجامعة لكن موهبته الفطرية قادته إلى اللعب في فرق الأشبال والناشئين في بلدته وعن طريقها وصل إلى فريق كوبريلوا الشبه المحترف في عام 2004 ليلعب بداية مع فريق الشباب وفي السنة التالية لعب للفريق الأول لكن بأجر متواضع لم يكفي لدفع الغرامة عن والدته التي تم تغريمها لعدم امتلاكها رخصة لصيد الأسماك وكانت قيمتها ألف دولار فقط واللطيف أن والدة سانشيز رفضت الانتقال والعيش مع ابنها في أوروبا بل اَثرت البقاء في بلدتها الصحراوية وفي ذات المنزل الذي ولد به أليكسيس لكن تم تجديده وتحديثه لها وهي في العادة تجمع جاراتها كل أسبوع في منزلها لمشاهدة ابنها وهو يلعب مع فريقه. أثّر هذا الموقف في سانشيز كثيرا مما دفعه للبحث عن وكيل لاعبين ينتشله إلى عالم الإحتراف الحقيقي فوجد وكيلا اشترى منه عقده وقام بالبحث لإيجاد فريق أوروبي لضم الموهبة التشيلية. في عام 2006 استطاع هذا الوكيل إقناع إدارة نادي أودينيزي الإيطالي بأليكسيس فوقع النادي الإيطالي معه واستمر سانشيز مع اودينيزي حتى عام 2011 تخللها فترتي إعارة لكل من فريق كولوكولو الشهير في تشيلي لموسم واحد وفريق ريفربلات الأرجنتيني لموسم واحد أيضا.. في المجمل لعب لأودينيزي 112 مباراة وأحرز خلالها 21 هدفا. انتقال سانشيز إلى برشلونة كانت خطوة عملاقة لسانشيز حيث تم شراؤه بمبلغ 25 مليون يورو وقدم مستويات ممتازة مع الفريق الكتالوني حيث خاض 141 مباراة وأحرز 47 هدفا. رغبة برشلونة في تجديد الدماء تم بيع سانشيز إلى الأرسنال هذا الصيف مقابل 35 مليون جنيه وها هو يحمل الأرسنال على كتفيه حيث تأقلم سريعا مع الأجواء الإنجليزية وسجل 13 هدفا للجانرز في 20 مباراة خاضها حتى الاَن في مختلف المسابقات وهي نسبة مرتفعة جدا لمهاجم خبر اللعب في دوريات تشيلي والأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وهو من طينة النجوم الذين يكسبون خبرات واسعة وعريضة في سن صغيرة حيث بات نجما يجمع بين الخبرة والشباب معا. مسيرته الدولية مع منتخب تشيلي أكثر من رائعة أيضا حيث خاض 77 مباراة دولية أحرز خلالها 26 هدفا منها هدفان في مرمى منتخب عربي وهو العراق وأكثر منتخب سجل في مرماها سانشيز هي الأوروجواي (ثلاثة أهداف). سانشيز قدم بطولة كأس عالم محترمة في البرازيل حيث قاد منتخب تشيلي إلى الدور الثاني وكاد أن يُخرج البرازيل وأحرز هدفين في مرمى أستراليا في دور المجموعات والبرازيل في الدور الثاني. في النهاية.. مازال سانشيز لديه الكثير والكثير ليقدمه في عالم كرة القدم وننتظر منه مواصلة الإبداع مع الأرسنال وتألقه في كوباأمريكا 2015 وتصفيات كأس العالم ومونديال 2018 أيضا فهو مهاجم مجتهد ويستحق أن نرفع القبعة له.
