رغم بيع الحصة الأكبر من أسهم النادي إلى الملياردير الإندونيسي الشهير إيريك توهير في أواخر عام 2013 ، ما زال إنتر ميلان الإيطالي لكرة القدم في دائرة المعاناة وأصبح مهددا بقوة بالغياب عن المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي في الموسم المقبل بعدما فقد الأمل منطقيا في العودة لدوري الأبطال. ومنذ بداية تطبيق نظام منح ثلاث نقاط إلى الفريق الفائز في المباراة ، لم يظهر إنتر بهذا الشكل الذي يظهر عليه في الموسم الحالي والذي يعد الأسوأ له منذ سنوات طويلة. وبعد عشر مراحل فقط من بداية الموسم الحالي ، أطاح توهير بالمدرب والتر ماتساري وتعاقد مع المدير الفني الإيطالي الشهير روبرتو مانشيني صاحب الخبرة الكبيرة على أمل انتشال الفريق من عثرته وقيادته إلى المنافسة بقوة على الساحتين المحلية والأوروبية. لكن الوضع لم يختلف كثيرا بقيادة مانشيني الذي حقق فشلا ذريعا مع الفريق على مدار الشهور الماضية ليحتل إنتر المركز التاسع في الدوري الإيطالي بعد 29 مباراة وقبل تسع مراحل فقط من نهاية الموسم. ولم يحقق إنتر أي فوز في أخر خمس مباريات خاضها بالمسابقة كما تزامن ترنحه محليا مع خروجه المبكر والمهين من مسابقة الدوري الأوروبي بالهزيمة 1 / 3 أمام فولفسبورج الألماني ذهابا ثم الخسارة أمامه 1 / 2 في ميلانو إيابا بدور الستة عشر للبطولة. وهذا بخلاف الخروج من دور الثمانية لبطولة كأس إيطاليا إثر هزيمته أمام نابولي صفر/1 في شباط/فبراير الماضي. وأمام كل هذه الكبوات ، لم يجد مانشيني ما يفعله سوى التأكيد على حاجة الفريق إلى طفرة هائلة في سوق الانتقالات لتعديل صفوفه وتدعيم قوته استعدادا للموسم المقبل. ويدرك مانشيني جيدا أن هذا المطلب يبدو أمرا صعبا للغاية نظرا لقواعد اللعب المالي النظيف التي ستضع قيودا بالتأكيد على أي استثمارات سيدفع بها توهير إلى خزانة النادي الإيطالي. ويضاعف من أزمة إنتر في هذا تراجع فرص الفريق في التأهل للدوري الأوروبي بالموسم المقبل مما يعني تراجعا في العائدات المالية للنادي بشكل كبير عما هي عليه في الموسم الحالي. ولذا ، سيكون الحل الأقرب للنادي هو التخلي عن بعض نجومه من أجل تدعيم صفوف الفريق بنجوم آخرين. وقد يكون حارس المرمى سمير هاندانوفيتش واللاعب الشاب ماتيو كوفاسيتش هما الأقرب للرحيل عن النادي من أجل توفير مقابل مالي كبير يستفيد منه إنتر في تعاقداته لاسيما مع مطالبة مانشيني بضم ثلاثة أو أربعة نجوم بارزين يأتي في مقدمتهم الإيفواري الدولي يايا توريه نجم مانشستر سيتي الإنجليزي. كما يبرز بدرو رودريجيز نجم برشلونة الأسباني ضمن الأسماء المرشحة للانتقال إلى إنتر في فترة الانتقالات المقبلة بصيف العام الحالي. ولكن من المؤكد أن الفريق يحتاج أولا إلى طفرة في نتائجه خلال المباريات المقبلة المتبقية له بالدوري الإيطالي ليكون الانتقال إليه أمرا مغريا لمثل هؤلاء النجوم الذين يتواجدون مع فرق تنافس للفوز بالألقاب وليس لاحتلال مكانا بوسط جدول الدوري. ولجأ مانشيني مؤخرا إلى حرمان لاعبيه من عطلة عيد القيامة (عيد الفصح) كنوع من العقاب بعد النتائج الهزيلة للفريق في الأسابيع الأخيرة ومنها التعادل مع ضيفه بارما مطلع الأسبوع الحالي حيث أصر على أن يواصل اللاعبون تدريباتهم استعدادا للمباريات القادمة. كما هدد مانشيني اللاعبين بعقاب آخر وهو أن يتدربو على فترتين يوميا لمدة أسبوع إذا لم يحقق الفريق الفوز في مباراته المقبلة والتي يحل فيها ضيفا على فيرونا يوم السبت المقبل. وأكدت صحيفة "توتوسبورت" الإيطالية اليوم الثلاثاء أن الصمت خيم على تدريبات الفريق أمس الاثنين والتي استمرت لمدة 50 دقيقة كما حضر المران نحو 50 من مشجعي الفريق الذين صفقوا للاعب الأرجنتيني الشاب ماورو إيكاردي رغم عدم مشاركته في مباراة بارما للإيقاف. ويمثل إيكاردي /22 عاما/ نفسه مشكلة أخرى أمام إنتر ومدربه مانشيني حيث يرفض اللاعب تمديد عقده مع الفريق إلا في حالة زيادة راتبه بالشكل الذي يطلبه والذي يفوق بقدر كبير ما يعرضه النادي مما يعني أن اللاعب قد يصبح أيضا ضمن النجوم الراحلين عن صفوف إنتر في الفترة المقبلة.