عادت مولودية وهران تجر أذيال الهزيمة من العاصمة وسقطت في ملعب بولوغين أمام مضيفتها مولودية الجزائر التي تمكنت من هز شباك ناتاش بعد ثلاثة لقاءات كاملة حافظ فيها الفريق على عرينه نظيفا، هزيمة جاءت تماما عكس طموحات الجميع الذين كانوا يمنون النفس بالعودة بنقطة التعادل كأضعف الإيمان لمواصلة المشوار دون خطأ والبقاء في البوديوم، لكن جرت الرياح بما لا تشتهيه سفن الحمراوة وتكبد الفريق خسارة بطعم العلقم وخسر معها مكانته في البوديوم قبل جولة واحد عن نهاية الموسم، وما تغير أيضا هذه المرة هو أن مصير المولودية بخصوص إنهاء المنافسة في البوديوم مع الثلاثة الأوائل لم يعد بأيديها حيث صار لزاما عليها الفوز يوم الجمعة القادم أمام البطل وفاق سطيف وانتظار تعثر صاحب الصف الثالث شباب بلوزداد في الداربي العاصمي الذي سيجمعه أمام اتحاد الحراش بملعب «لافيجري» وأيضا خدمة من العلمة المطالبة بوقف زحف لازمو، وعلى العموم كل شيء يبقى ممكنا وجميع الاحتمالات تبقى واردة كما أن حظوظ ممثل عاصمة الغرب الجزائري تبقى قائمة وبإمكانه اقتطاع تأشيرة دولية في نهاية الموسم الذي صار يلفظ آخر ساعاته. «الحمراوة» لعبوا أحسن في الشوط الأول وقد لعب أشبال المدرب الفرنسي كافالي شوطين متباينين في ملعب بولوغين بالعاصمة، حيث أنهم كانوا أحسن تنظيما وانتشارا خلال المرحلة الأولى ما سمح لهم بالتحكم في زمام اللعب وأتيحت لهم عدة فرص خطيرة على غرار الفرصتين السانحتين اللتين ضيعهما نقاش، غير أن الحمراوة تراجعوا بشكل ملفت خلال المرحلة الثانية وعجزوا عن مجاراة الريتم العالي الذي فرضه المحليون. 43 دقيقة لم تكن كافية للتعديل وقد سجل أصحاب الأرض هدفهم الوحيد في الدقيقة 47، غير أن عناصر الحمري فشلت في العودة في النتيجة رغم أنه كان بحوزتها 43 دقيقة كاملة، وظهر واضحا أن رفاق حمدادو لم يستطيعوا التحكم في اللعب أمام المد الهجومي المتواصل للعميد الذي لم يكتف بالهدف وكان بإمكانه مضاعفة النتيجة في عدة فرص لاسيما منها تلك التي نابت فيها العارضة عن الحارس ناتاش. ضربة الجزاء كانت بمثابة المنعرج لا يختلف اثنان في أن رفاق بزاز كانوا في أفضل أحوالهم وكان بإمكانهم تحقيق التعادل على الأقل، غير أن ضربة الجزاء التي استفاد منها العميد مع أولى دقائق الشوط الثاني والتي سجل منها هدف الفوز، كانت بمثابة منعرج اللقاء الذي أخرج الحمراوة عن تركيزهم وجعله تحت الضغط، وهو ما يفسّر تراجع أدائهم في هذه المرحلة. التغييرات لم تأت بالجديد في الهجوم رغم التغييرات التي أحدثها كافالي في القاطرة الأمامية إلا أنها لم تؤت ثمارها ولم تأت بالجديد، حيث ورغم أنه أعاد نقاش للتشكيلة الأساسية وأقحم الشاب بن شاعة أساسيا لأول مرة إلا أن كل هذا لم يشفع لخط الهجوم الذي تواصل عقمه وسباته وصار أحد أهم أسباب تعثرات الفريق، ولو أن بن شاعة لا يمكن الحكم عليه في أول لقاء وقد أظهر بالمناسبة أداء مقبولا.