في خطوة مفاجأة قرر المكتب الفدرالي المنعقد أمس وبالتشاور مع رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محفوظ قرباج منع أندية الرابطة الأولى من التعاقد مع اللاعبين الأجانب بداية من الميركاتو الشتوي المقبل، حيث لن يكون بإمكان الأندية الجزائرية التعاقد مع اللاعبين الذين لا يحملون الجنسية الجزائرية دون النظر إلى مستواهم أو مسيرتهم الدولية، وهو القرار الذي سيحدث جدلا كبيرا في الوسط الرياضي. الأجانب الذين يملكون عقدا سيكملونه ويغادرون القرار الجديد لمسؤولي الكرة الجزائرية سيدخل حير التنفيذ بداية من فترة التوقيعات القادمة، أي في الميركاتو الشتوي لن يكون بمقدور أي فريق جزائري التعاقد مع لاعب أجنبي واللاعبين الحاليين الذين يملكون عقودا بإمكانهم إكمال مدة العقد الذي يربطهم بالنادي الذي ينتسبون إليه وبعدها يغادرون البطولة الجزائرية وسيكون بإمكان الأندية التي لم تتعاقد مع لاعب أجنبي أن تفعل ذلك قبل غلق فترة التحويلات الحالية يوم الجمعة القادم الموافق ل31 جويلية. صعوبة الحصول على العملة الصعبة وراء القرار برر قرار المكتب الفدرالي أول أمس بمنع التعاقد مع اللاعبين الأجانب بالفوضى التي تسود العملية، خاصة في الصعوبة التي تجدها النوادي في الحصول على العملة الصعبة وكيفية تحويلها لحساب اللاعبين لدفع أجورهم وكذلك تعويضات التأمين والتكوين إضافة إلى الصعوبات المالية التي تعاني منها الأندية الجزائرية التي تضعها، القرار اتخذ كذلك حسب المسؤولين إزاء تصرفات بعض وكلاء اللاعبين والفاعلين في كرة القدم الذين وصفهم البيان بعديمي الضمير. القرار سيشجع التعاقد مع اللاعبين المغتربين، لكن؟ القرار الذي تم اتخاده من قبل مسؤولي الكرة في البلاد سيستفيد منه بالدرجة الأولى اللاعبين المغتربين مزدوجي الجنسية الذين سيكونون قبلة مسؤولي النوادي الجزائرية بداية من الميركاتو الشتوي، لكن الإشكال الذي ستواجهه النادي والذي اتخذته الفاف ذريعة لمنع التعاقد مع الأجانب سيبقى قائما، لأن المغتربين لن يقبلوا أجورهم بالدينار الجزائري وسيطالبون بالعملة الصعبة وبهذا سيظل الإشكال قائما والحل الوحيد سيكون اللاعب المحلي الذي سيكون أكبر المستفيدين. القرار يتنافى وقانون العمل الدولي وتطبيقه ليس أكيدا ما قامت به الفاف بمنع التعاقد مع اللاعبين الأجانب يعتبر منافيا لقانون العمل في الجزائر، فاللاعب يعتبر عاملا في الجزائر يملك شهادة إقامة وشهادة عمل ومن حقه تلقي مستحقاته بالعملة الصعبة، وإلا كيف نفسر تواجد الآلاف من العمال الأجانب في الجزائر وكيف يتم دفع رواتبهم، القرار الذي اتخذ أمس بإمكان النوادي الطعن فيه لأنه يتنافى والقوانين الخاصة بالعمل وتطبيقه على أرض الواقع لن يكون إلا بموافقة مسؤولي الأندية. ماذا سيكون موقف الفيفا من قرار الفاف؟ من يريد تطبيق هذا القرار يبدو أنه لم ينتبه لقانون حرية تنقل اللاعبين التي يتبناها الاتحاد الدولي للعبة بداعي محاربة العنصرية وسبق لأوربا أن عرفت قضية مشابهة لهذا القرار من قبل، منع الأجانب من اللعب في الجزائر سيلقى ردود أفعال قوية جيدة والكل ينتظر رد فعل أعلى هيئة كروية حول هذا القرار الذي لا يبدو أنه سيطبق وسيلغى قريبا.