"حرموني من المنتخب 5 أعوام، لكن لا أحد بإمكانه حرماني من جواز سفري" "أنا ليبي أكثر ممّن يحكمونها حاليا ولي الشرف أن أكون مواليا لنظام القذافي" "بكيت بحرقة وأنا أرى إيبوسي جثة هامدة أمامي" "بلايلي أفضل لاعب في الجزائر وأتمنى أن يعود أحسن مما كان" "جائزة "الحذاء الذهبي" شرف لي وما قامت به "الخبر الرياضي" يشرّفها كثيرا" هو لاعب بمرتبة مناضل، فالرجل وإن كانت مهمته تسجيل الأهداف، فهو يرى أن هدفه الأساسي لن يكون داخل الشباك، ولكن أن يرى ليبيا تستعيد عافيتها من جديد، هو ليس مجرد لاعب كرة، ولكنه سياسي ورجل ثائر ظل على موقف ثابت لا يخاف أن يقول أنه مع الراحل معمر القذافي، أو أن من يديرون السلطة في بلاده لا يمثلون الشعب الليبي، يرفض أن يسمي ما حدث في بلاده ربيعا عربيا، ولكنه يقول عنه أنه "الدم العربي"، في هذا الحوار مع محمد زعبية تكتشفون شخصا لم تعرفوه من قبل، وحوارا يدور حول كرة القدم ولكن أساسه النزيف الليبي.. غادرت الجزائر مجبرا بفعل قانون يمنع التجديد للأجانب، وعدت لتتوج بجائزة "الحذاء الذهبي" التي تمنحها يومية "الخبر الرياضي"، فماذا تقول؟ الحمد لله على هذا التتويج فأنا لم أغادر الجزائر خاوي الوفاض، فلقد اجتهدت في دوري وجدته قويا مقارنة بمختلف الدوريات التي لعبت فيها، وهذا ما يعني أني وجدت راحتي في هذه البلاد، تمنيت أن أبقى لمواسم أخرى ولكن القانون حرمني من ذلك. كيف استقبلت خبر هذا التكريم؟ بفرحة كبيرة، وقد شاركني أهلي وأصدقائي هذه الفرحة، كما أن كل من يعرف محمد زعبية ولو عبر وسائل التواصل الاجتماعي هنأني بهذا التكريم، صحيح أنها جائزة فردية لكنها مهمة جدا لي، فالحمد لله أن سنوات التعب والغربة لم تذهب سدى. وكيف كان رد فعل زملائك في المنتخب، خاصة أنكم تتربصون هذه الأيام بالجزائر؟ وجدت السعادة في كل الوجوه، لقد فرح بي الجميع في المنتخب، خاصة أن تسليم الجائزة تصادف والمنتخب الوطني يتربص بالجزائر، كما أن مسيري الاتحاد منحوني كل التسهيلات حتى أكون متواجدا بالحفل، ويكفي أن نائب رئيس الاتحاد حضر شخصيا ليكون بجانبي في هذه المناسبة، وأريد أن أقول أن أكثر من فرح معي هم أعضاء فريقي السابق الاتحاد الليبي، فالاتحاد مدرسة كبيرة ويرون أنهم من صنعوا محمد زعبية وأوصلوه إلى هذه المكانة، والحمد لله أني لم أخيبهم ورفعت رؤوسهم عاليا. تسلمت الجائزة من يدي مدرب فرنسي كبير هو ريمون دومينيك، كيف تصف لنا الأمر؟ لا أحد في العالم يجهل مدربا كبيرا مثل دومينيك، وجوده في الحفل فخر للجزائر وليومية "الخبر الرياضي"، وأنا بدوري أشكر هذه الجريدة التي منحتني هذا الشرف المزدوج، شرف الجائزة وشرف أن أتسلمها من شخصية رياضية عالمية. قبل موسمين تسلم نفس الجائزة لاعب آخر اسمه ألبير إيبوسي، تعرفه جيدا، ماذا يمكن أن تقول عنه وعن الظروف التي غادرنا فيها؟ لقد كان رجلا طيبا، مسالم لأقصى حد، عشت معه أياما طويلة، أنا أكثر شخص تأثرت بما حدث له، لأني في غربة مثله، نعمل في بلاد ليست بلادنا، فرغم أن الجزائريين عاملونا على الدوام كأننا منهم، إلا أننا نبقى أجنبيين، وهذا ما جعلنا قريبين جدا من بعضنا. كيف تلقيت خبر وفاته؟ رغم أني غادرت إلى مولودية وهران إلا أنه من الصدف أني كنت متواجدا يوم المقابلة بتيزي وزو، حيث فضلت التنقل إلى هناك لمتابعة المقابلة، خاصة أن علاقتي بشبيبة القبائل وأنصارها كانت دائما جيدة، ولهذا أردت متابعة المقابلة أمام اتحاد العاصمة، وكان كل شيء عاديا وأنا أغادر الملعب ولكن قبل الوصول إلى الفندق تلقيت الخبر الفاجعة.. إيبوسي مات.. بصراحة، هل صدقت الخبر؟ الخبر انتقل بسرعة في الشارع، سارعت واتصلت بسائق حافلة فريق الشبيبة فأكد لي الخبر، تنقلت بسرعة رفقة أحد أصدقائي إلى المستشفى فوجدت الرئيس حناشي ولاعبي الشبيبة واتحاد العاصمة هناك، لا يمكن تصور الموقف، قبل ساعة أو ساعتين فقط كان يركض على أرضية الميدان وهو الآن جثة هامدة بلا روح، لم أتمالك نفسي، بكيت بحرقة على لاعب عشت معه طويلا، كنا نتدرب معا ونسافر معا، نفرح معا ونحزن معا، وفجأة يغادرنا وبتلك الطريقة. قيل وقتها أنك طلبت فسخ عقدك مع مولودية وهران ومغادرة الجزائر بحجة غياب الأمن؟ لا أبدا، لم أقل ذلك، وأتحدى أي شخص يأتي بدليل على هذا الأمر، صحيح أن أهلي خافوا عليّ عندما علموا بما حدث لإيبوسي لكن لم أفكر أبدا في المغادرة، فإذا كانت الجزائر غير آمنة، ماذا نقول عن ليبيا التي تعيش حالة حرب ؟. لماذا فشلت في شبيبة القبائل؟ لم أفشل أبدا في شبيبة القبائل، لقد التحقت بالفريق بعد أربعة أشهر توقف، أي أنني لم أكن جاهزا بدنيا، ومع ذلك في أول لقاء لعبته أمام مولودية العلمة سجلت هدفا، صحيح مررت بظروف صعبة بسبب أنّ آيت جودي لم يكن يوظفني في منصبي، ولكن لما أصبحت ألعب في منصبي بداية من نهائي الكأس أمام مولودية الجزائر أظهرت كامل إمكاناتي وسجلت بعد النهائي فقط 5 أهداف. ولماذا غادرت نحو مولودية هران؟ طلبت المغادرة لأن الرئيس حناشي أبعد 17 لاعبا ومعهم المدرب، كل الذين أعرفهم غادروا والفريق سيتجدد بنسبة كبيرة جدا، هذه الظروف جعلتني أطلب من الرئيس المغادرة إلى فريق آخر وكانت الوجهة وهران. يقال إنك لم تستطع البقاء في الشبيبة لأن تيزي وزو مدينة تنام باكرا، على عكس وهران التي تلائمك؟ أنا بطبيعتي لا يمكن أن أنام في السابعة، ولهذا وجدت وهران تناسبني أكثر، وهذا لا يعني أني اخترتها للسهر والزهو كما يقال، لكن وهران مدينة تشبهني، ألا تسمونها عندكم "باريس الثانية"، هي مدينة سياحية بامتياز، تمنحك فرصة التجول وقضاء أوقات رائعة في المطاعم والمحلات، تمنحك فرصة الحرية أكثر، ولهذا وجدت راحتي فيها، والحمد لله ذلك انعكس معي إيجابيا على أرضية الميدان. قانون الأجانب حرمك من وهران، كيف وجدت هذا القانون؟ الأكيد أن هذا القانون ليس في صالحي، وأنا لا أملك الحق في مناقشة قرارات الاتحاد الجزائري، فقط تمنيت أن لا يصدر هذا القانون وأن أبقى في الجزائر، فقد عشت سنوات رائعة هنا، الجزائر بلد يشبه ليبيا كثيرا، صحيح أنّي عشت 5 سنوات خارج ليبيا لكن في الجزائر لم أشعر كثيرا بالغربة، لم أجد صعوبة في التعامل مع الناس، لم يكن هناك تكليف بيننا، يفهمونني وأفهمهم ولهذا لم أكن أريد المغادرة. هل صحيح أنك طلبت الجنسية الجزائرية، حتى تواصل اللعب بالجزائر؟ الجنسية الجزائرية شرف لأي شخص، ولكن حتى أكون صادقا، فأنا لم أطلب الجنسية الجزائرية، ولكن اقترحت عليّ بعض من مسيري مولودية وهران و لم أعترض على ذلك، لأنه كما قلت الجزائر فخر الأمة العربية وأي شخص يسمح له بحمل جنسية أخرى سيختار الجزائرية، ولكن كما تعرف أن الحصول على الجنسية الجزائرية صعب جدا، وليس في متناول أي شخص. رغم كل ما قلته عن وهران، إلا أنك تعرضت للشتم في آخر لقاء لك، هل تشرح لنا ذلك؟ لا أعرف ماذا حدث بالضبط، صحيح أن فريق مولودية هران يعيش دائما مشاكل كبيرة، والمعارضة دائما متواجدة، ومع ذلك لم أكن أهتم لهذا الأمر، فأنا لاعب كرة قدم، ودوري على أرضية الميدان فقط، في تلك المقابلة كنا مجبرين على الفوز لتفادي الحسابات النهائية، وتفاجأت أنّه منذ بداية التسخينات وبعض الأشخاص يشتمونني، ربما أنهم سمعوا كلاما أني سأغادر إلى اتحاد العاصمة رغم أني كنت مجبرا على مغادرة الجزائر كاملة، المهم كانت الشتائم متواصلة، وكان من الممكن أن أطلب من المدرب استبعادي ولكني فضلت اللعب وسجلت هدف التعادل بعدما كنا منهزمين ولكن لا شيء تغير، وفي الشوط الثاني أضفت الهدف الثاني ومع ذلك تواصلت الشتائم.. ما كان ردك؟ كان ردي على أرضية الميدان، رفضت الدخول معهم في مناوشات لا معنى لها، فالحمراوة كانوا معي طوال الوقت ولا يمكن أن أحقد عليهم أو أخذلهم في مقابلتي الأخيرة، بل صممت على اللعب والتسجيل، وفي نهاية المقابلة نزعت القميص وعلقته في شبكة المرمى وغادرت، وحتى الآن لا أحمل أي ضغينة لأنصار المولودية فإن أحبابي هناك كثيرون، وأنا متأكد أن من شتمني ندم على ذلك. خلال تواجد بوهران انفجرت قضية بلايلي مع الممنوعات، كيف استقبلت ما حدث؟ بلايلي لا يوجد له مثيل في الجزائر، فهو أحسن لاعب في الدوري وأنا شخصيا أحب مشاهدته، يملك موهبة جعلته الأفضل، صحيح أني لم أكن أعرفه، ولكن عندما تعرفنا أحببته أكثر، وبصراحة تأسفت كثيرا لما حدث له، خاصة أني كنت في هران وقتها ولا حديث هناك إلا عن بلايلي لقد تأثرت كثيرا، الحمد لله أنه عند عودتي هذه المرة إلى الجزائر سمعت أن العقوبة خففت له، وسيعود العام القادم، سمعته عبر شريط فيديو يؤكد أنه سيفتح صفحة جديدة، خاصة أنه أصبح أبا وهذا أفرحني كثيرا، فبلايلي لاعب كبير وسيفيد المنتخب الجزائري كثيرا، وأتمنى له التوفيق عند عودته إلى المنافسة. انتهت مغامرتك في الجزائر، وكنت قريبا من الالتحاق باتحاد طنجة، ولكن لم تتمكن من ذلك بسبب التأشيرة، أليس كذلك؟ بعد ترسيم مغادرتي الدوري الجزائري وصلتني عروض من الكويت، السعودية، قطر، تونس والمغرب، وبالفعل تحدث مع رئيس اتحاد طنجة ووعدته بالتوقيع لفريقه، ولكن وجدت نفسي أمام مشكلة لم أتوقعها، حيث رفضت القنصلية المغربية بوهران منحي التأشيرة رغم أني تنقلت الكثير من المرات إلى هناك. الحجة كانت أن الليبيين ممنوعون من دخول المغرب، ألا ترى أنكم أصبحتم منبوذين حتى من أقرب البلدان إليكم؟ ليبيا تمر بأزمة كبيرة، فالشقيق لا يتفق مع شقيقه، والجار يقتل جاره، والقبلية تسيطر على حياة الناس هناك، وعندما قيل لي التأشيرة ممنوعة، لم أجد إلا تقبل الأمر، لن أرغمهم على منحي التأشيرة، فهذه طنجة وليست مكةالمكرمة حتى أغضب على عدم دخولي إليها. هل وجدت العذر مقبولا، أم شعرت بالإهانة؟ لا أقول مقبولا، ولكن لكل بلاد حق في من تستضيف، نحن في ليبيا لا نتقبل بعضنا، فكيف نطلب من غيرنا أن يتقبلنا، سمعتنا تراجعت كثيرا في كل العالم، بلاد بلا رئيس، لا وجود للشرطة، جيش محلّ، كيف تريد أن يحترمنا العالم بمثل تلك الظروف التي نعيشها؟. أين كنت عندما أعلِنت الثورة في ليبيا؟ في المرة الأولى وبالضبط بتاريخ 17 فيفري كنت في إيطاليا أعلن سقوط ليبيا عبر كل القنوات، شعرت بالخوف، حاولت الاتصال بالعائلة، ولكن كل خطوط الهاتف مقطوعة وكذلك الإنترنت، أخذت أول طائرة وعدت إلى طرابلس، وجدت الأمور عادية جدا ولا يوجد أي شيء له علاقة بالأخبار التي كانت تنقلها القنوات العالمية. وعندما سقطت طرابلس، أين كنت؟ كنت في منزل العائلة، كان صوت الرصاص أقوى من أي صوت آخر، لقد كان إعلان الحرب، الناتو يقصف بقوة المنشآت المدنية من مدارس ومصانع ومنازل، لم أكن أملك إلا البقاء في طرابلس والحياة كلها أصبحت متوقفة. في تلك الفترة كنت مطلوبا من مجلس منطقة فشلوم في العاصمة، ماهي كانت التهمة؟ فشلوم منطقة تقع في العاصمة طرابلس معروف أنّ أغلب سكانها يناصرون الأهلي الغريم التقليدي لفريقي الاتحاد، وأنا كنت أحد نجوم الاتحاد، فأرادوا إدخالي عنوة في السياسة، وكانت التهمة أنّ اللاعب محمد زعبية دخل تلك المنطقة بالسلاح، ونشروا فيديوهات ورفعوا رايات يطلبون فيها زعبية حيا أو ميتا، لقد كنت على رأس المطلوبين في تلك الفترة، لا لشيء إلا لأني لاعب في الاتحاد.. وكيف تم الأمر بعد ذلك؟ أمام تطور الأحداث قامت السلطات في طرابلس بالتحفظ عليّ وهذا لحمايتي لا أكثر، كما راسلوا رئيس مجلس فشلوم من أجل توفير الدليل الذي يدين زعبية، ولكن لا شيء كان يدينني، ولهذا تم رفض الاتهام ولم يسلموني إلى مجلس فشلوم، و وقتها رددت عبر فيديو مسجل وذكرت المكان الذي كنت متواجدا فيه وتحديث كل من يملك حقا عند زعبية أن يحضر لأخذه، والحمد لله أني تجاوزت تلك المحنة. تجاوزتها بالهرب إلى تونس، كيف تمكنت من الهرب؟ لا لم أهرب، لقد غادرت ليبيا قانونيا وبجواز سفري العادي، في ذلك الوقت كان لدي عرض من العربي الكويتي وأمضيت بالفعل على عقد أولي، ولهذا كنت مجبرا على المغادرة، وبالنظر إلى استحالة السفر جوا، اتصلت بأحد أصدقائي واخترنا السفر عبر طرق برية صعبة، حيث كانت الرحلة شاقة جدا، إذ بقينا حوالي 20 ساعة كاملة في طريق غير آمنة، والحمد لله تمكنت من الوصول إلى الحدود التونسية بمساعدة هذا الصديق الذي غامر بحياته من أجلي، حيث دخلت تونس وبعدها تنقلت إلى قطر ومنها إلى الكويت. في شريط فيديو لك قبل سقوط طرابلس اتهمت الناتو وبعض الدول العربية بما يحدث وقتها، هذا جعلك من المحسوبين على نظام القذافي؟ ما قلته واقعا، فإن كنت تحدثت في الأمر سنة 2011 فإنّ ذلك لم يتغير ونحن في سنة 2016، أنا تحدث عن أناس جاؤوا ليدمرون بلادنا، هل ترضى أنت أن يضرب بلادك أجنبيا مهما كانت جنسيته، أنا ليبي وهذه بلادي، لقد اعتدوا على المدنيين، ودمروا المنشآت الإستراتيجية، هذه ليست مقابلة كرة قدم بل هو إعلان حرب على بلدي، هل تريدني أن أسكت، ليبيا هي الخاسر الوحيد، الناس لا تدرس، لا عمل، لا جيش، لا أموال، أكبر منشأة للكهرباء دمرت عن آخرها، تكلمت عن الناتو، هذا الحلف (دخل بلادي في حيط)، هل نحاسب المسؤولين عنه أم نحاسب محمد زعبية على حقيقة قالها، من يريد محاسبتي، يسألني، هل لك كهرباء، هل لك عمل في ليبيا؟ يعتبرونك من المستفيدين من نظام القذافي، لهذا تدافع عنه؟ لا يوجد ليبي واحد لم يستفد من نظام القذافي، استفدنا من الأمن والآمان، السيولة متوفرة، المعيشة رخيسة، هذا ما استفاد منه كل الليبيين وليس محمد زعبية فقط، إذا كانت هناك مشاكل، لما لا نحلها مع بعض، ليبيا بلادنا ونحن من نختار مصيرها ونختار حاكمها وليست أمريكا أو فرنسا.. إذن أنت مازلت مع نظام القذافي، رغم أن ليبيا تغيرت؟ أين هي ليبيا، ليبيا لم تعد موجودة، إذا كان زعبية محسوب على القذافي، فلي الشرف أني محسوب على نظام معمر القذافي. ألا تخاف من ترديد بهذا الكلام؟ لماذا أخاف؟هل قول الحقيقة جريمة، القذافي توفى رحمه الله، ولكن لي الشرف أن أكون من مؤيديه، أنظر إلى ليبيا الآن، كيف لا تريدني أن أكون مع القذافي، بعد 5 سنوات لا شيء تحسن، الأمور أصبحت أكثر سوءا، تريد أن تجعلني مخطئا، إذن حسن أمور البلاد وسأكون معك. لماذا كل هذا الكلام عن محمد زعبية وليس لاعبا آخر محمد زعبية نجم صغير وصل إلى المنتخب ولم يبلغ 17 سنة، لم أخسر ولا داربي في حياتي، في ليبيا مسموح لك أن تخطئ في حق الدولة وغير مسموح لك خسارة الداربي، في كل الداربيات كنت أترك بصمة، أسجل أو أحصل على ركلة جزاء أو أنهي المقابلة أحسن لاعب، هذا جعلني معروفا ومحبوبا، لأن اللعب للاتحاد يجعلك أشهر من الرئيس، فالاتحاد دولة في حد ذاته، البعض لم يتقبل هذا النجاح ولهذا يعملون كل شيء للنيل مني. صف لنا ردة فعلك وأن ترى الصورة الأخيرة للقذافي؟ كنت وقتها في الكويت، من العيب والعار، بل من الجرم التعامل مع الرجل بتلك الطريقة، أنا لا أتحدث عن الرئيس ولكن عن رجل كبير في العمر، كل العالم كان يضحك علينا، فلا أحد يملك ذرة من الإنسانية يتقبل ما حدث. هل تم سحب جواز سفرك منك؟ أنا ليبي، لا أحد يملك الحق في حرماني من جواز سفري،أنا ليبي أكثر من الذين يحكمون حاليا، أنا أملك جواز سفر واحد وهم لديهم جوازين وأكثر، ويملكون جنسيتين وأكثر، لا رئيس الدولة ولا رئيس الوزراء ولا أي بني آدم بإمكانه أن يحرمني جنسيتي الليبية، أنا ليبي وأولى ببلادي ممن يحكمونها، أنا أعرف 60 ألف مدخل حتى أكون في ليبيا، وهم لا يعرفون إلا المطار والبساط الأحمر، الناس في ليبيا تعرف زعبية أكثر مما تعرف من يحكمها. هل تعرضت يوما لموقف خاص من الميليشيات؟ لا أبدا، ولكن أنا أسميتها في وقتها ميليشيات فتعرضت للهجوم والاتهام، كيف أسميها ميليشيات، والآن كل الليبيين يقولون ميليشات، لأنها فعلا كذلك. بحكم كل ما حدث معك، ما تقول فيما يسمى الربيع العربي؟ أنظر إلى ليبيا، إلى تونس، إلى مصر، إلى اليمن إلى سوريا، أنظر إلى كل من وصلتها رياح التغيير التي يسمونها ربيعا عربيا، كلها ارتطمت بالحائط، المعيشة غالية، الدولار ارتفع، الأورو كذلك، سعر النفط تراجع، كل هذه الدول في انحدار، هذا ليس هو الربيع العربي ولكنه "الدم العربي" الذي ينزف دون توقف. هل تعتقد أنّ الليبيين ندموا على ثورتهم ضد القذافي؟ المستفيدون لن يندموا، والذين غادروا ليبيا منذ 20 أو 30 سنة وعادوا ليأخذوا خيراتها لم يندموا، لأنهم لا يشعرون بما نشعر به نحن البسطاء الذين لا نملك غير ليبيا وطنا لنا. في مثل هذه الظروف، بماذا يمكن أن تفيد بلدك؟ وجودي هنا في الجزائر لتسلم جائزة "الحذاء الذهبي" هو فخر لليبيا، لقد عدت للمنتخب بعد 5 سنوات من الإبعاد، وسأعمل جاهدا لرفع اسم بلادي عاليا، حتى أقول للجميع أنّ ليبيا ماتزال موجودة ولها صدى في هذا العالم. عدت لتدافع عن علم ليس هو العلم الذي دافعت عنه من قبل، ما شعورك؟ صحيح أنّ العلم تغير كما النشيد الوطني أيضا، ولكن اسم ليبيا ثابت، سواء كنت مع نظام القذافي أو ضده كما هو حال بعض اللاعبين إلا أننا نعمل فقط من أجل ليبيا، لا أنكر أنه إحساس غريب عندما أقف أمام العلم الجديد، ولكن في الأخير دفاعي دائما عن بلادي ليبيا. حرموك من المنتخب لخمسة أعوام، ألم يطلبوا منك الاعتذار مثلا وإعادة استدعاءك؟ لماذا أعتذر وعن ماذا أعتذر؟ أنا تحدثت عن الناتو والعدوان على بلادي، فلا يمكن أن أعتذر عن حقيقة يعرفها الجميع. من اتخذ قرار إبعادك من المنتخب؟ لا أعرف ولا يهمني، إبعادي لم يؤثر علي ولم يحزنني حتى أبحث عن من يقف وراءه. كيف استقبلت قرار استدعائك من جديد؟ بشكل عادي جدا، لقد وصلت إلى المنتخب ولم أبلغ 17 سنة من عمري عندما كان فوزي البنزرتي مدربا سنة 2006، ولهذا تعاملت مع الأمر دون أي عواطف زائدة، فقد كان المنتخب يعاني، ويعرفون أن هناك مهاجما جيدا يلعب خارج البلاد، فاتصلوا بي، وهذا من حقي، قلت لك أنا ليبي ولدي حق في كل شيء يخص ليبيا. كيف كانت عودتك إلى الميدان؟ كنت غائبا عن لقاء الكونغو بسبب الإصابة، ولكني شاركت من قبل بعد وسجلت ثلاثة أهداف في لقاء واحد، وهذا لم يحدث منذ 1982، والأكيد أنّ ذلك أقنع الجميع بقدرتي على مساعدة المنتخب، لقد فرحت كثيرا بالأهداف وأفرحت عائلتي وأصدقائي وكل الليبيين، فأنا أجتهد لتقديم كل ما أملك على أرضية الميدان. بداية تصفيات المونديال كانت صعبة، كيف ترى حظوظكم؟ الخسارة في الكونغو كانت صعبة، ولكن أمامنا الوقت للتدارك بداية من لقاء تونس، كنت أتمنى اللعب في وهران حتى أجد دعم أنصار المولودية ولكن تم اختيار ملعب بولوغين بعدما أصر المسؤولون الليبيين على اللعب بالجزائر،التحضيرات جيدة وإن شاء الله بدعم الجماهير الجزائرية سنتمكن من تحقيق الفوز، والتواجد ضمن حسابات التأهل. اختيار اللعب بوهران أثار مشكلة بين روراوة ورئيس الجامعة التونسية، هل من تعليق؟ أنا من اقترح اللعب بوهران وهذا حتى نستفيد من جماهير المولودية، ولكن الفيفا طلبت تغيير الملعب، ولا أعتقد أن لروراوة دخل في ذلك، لقد لعبنا في المغرب ومصر كذلك في تونس، ولكن لا أحد تحدث في أمور مشابهة، أتمنى تجاوز هذا الأمر، خاصة أنّ الجزائروتونس ليس في نفس المجموعة ولا يمكن الاقتناع بحجة أن روراوة يريد إقصاء المنتخب التونسي. كيف هي علاقتك ببلقروي، ماذا تقول عن الخضر؟ بلقروي لاعب كبير وعلاقتي به مميزة منذ التحاقنا بالترجي التونسي، أما عن المنتخب الجزائري، فأنا أناصره دائما لأنه شرفنا أكثر من مرة، وفي سنة 2009 عندما واجه المنتخب المصري، كل ليبيا ناصرت الخضر وخرجنا إلى الشوارع وكأن المنتخب الليبي هو من تأهل، المنتخب الجزائري من أقوى المنتخبات بوجود محرز، سليماني، سوداني، براهيمي، فيغولي وغيرهم وأنا أذكر لك هذه الأسماء حتى تعرف أني متابع جيدا لأخبار المنتخب الجزائري. لماذا لا يوجد لاعبون كبار في ليبيا، وألا ترى أنّ اللجوء إلى لاعبي المدارس الأوروبية قد يساعد منتخبكم، كما هو الحال مع الجزائر؟ في ليبيا هناك لاعبون كبار على غرار أحمد الزوي، طارق التايب، الطرهوني وبن علي المحترف بإيطاليا، ولكن المشكلة أن ظروفنا في ليبيا تختلف مع النظام القبلي، فأنا مثلا لو كانت الظروف مستقرة في ليبيا لما غادرت الاتحاد، عندنا كل شيء متوفر فلما الغربة، الاتحاد مدرسة كبيرة وأتمنى أن أقضي فيه كل حياتي، ولهذا من النادر أن تجد لاعبين ليبيين في أوروبا. طوال الحديث أجدك تتكلم اللهجة الجزائرية بطلاقة، كيف ذلك؟ تعجبني اللهجة الجزائرية وتعلمتها خلال تواجدي بالجزائري، حتى أصدقائي الليبيين أتحدث معهم بلكنة جزائرية، فالجزائر قريبة جدا إلى قلبي، فأنا أسمع الراي منذ الصغر وتعجبني أكلات الحريرة، الطعام والشخشوخة، وأضيف على ذلك أنّ زوجة عمي جزائرية، ولهذا وجدت راحتي في هذه البلاد. في الأخير، بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ أشكر كل من ساعدني للتتويج بجائزة "الحذاء الذهبي" وأشكر كل من فرح بها معي، وأشكر "الخبر الرياضي" ومؤسسة "كوندور" للإلكترونيك، كما لا أنسى أن أوجه نداء لكل أنصار الفرق الجزائرية وخاصة في العاصمة من أجل مساندتنا أمام المنتخب التونسي.