حقق نصر حسين داي فوزا معنويا في آخر لقاء له بالديار هذا الموسم، على حساب مولودية سعيدة و بثلاثية نظيفة وهو الانتصار الذي يسمح للمحليين بمبارحة المركز الأخير في الوقت الذي أثبت فيه السعيديون ضعفا كبيرا و لم يقووا على مجاراة النشاط الكبير الذي أبداه «فنانو» النصرية. عرف الشوط الأول، مستوى فنيا متواضعا ومملا في بعض فتراته، وهو الوضع الذي يعكس الحالة النفسية الصعبة التي يتواجد فيها الفريقان. و مع ذلك، فإنّ النصرية، فرضت سيطرتها الخفيفة، على أرضية الميدان مع اعتماد المدرب مزجري على خطة 3 – 5 – 2 لأول مرّة منذ انطلاق الموسم من طرف الفريق العاصمي الذي خلق أول فرصة في الد11، بواسطة زنو الذي تلقى كرة من خثير ورأسية مهاجم النصرية، تمر فوق العارضة و في الد14، العائد إلى التشكيلة الأساسية، ماضي، يقذف داخل منطقة العلميات لكن لسوء حظه، محاولته اصطدمت بقدم رفيقه ملولي الذي حرم فريقه من فتح مجال التهديف، وتواصل سيطرة أصحاب الأرض، و لو «بريتم» بطيء، وفي الد22 النشيط ماضي يُمرّر كرة على طبق لزنو لكن الدفاع السعيدي و الحارس كيال يبعدان الخطر. استفاقة خفيفة للزوار في ربع الساعة الأخير حركت هذه الفرص مشاعر الزوار الذي خرجوا من قوقعتهم و خلقوا أوّل فرصة في الد27، عن طريق حمدي الذي كانت قذفته قوية غير أنها أخطأت المرمى، وفي الد32، الزاوي يتسفيد من تمريرة على طبق من وسط الميدان لكن رأسيته مرّت جانبية. و في الد34، المدافع ملولي يكفّر عن ذنبه وينقذ فريقه من هدف أكيد بعد محاولة «العاصمي» بورابة مبعدا الخطر في أخر لحظة. الحكم حرم النصرية من ركلة جزاء في الد37 رفض حكم اللقاء في الد37، منح ضربة لدرارجة، إثر عرقلته داخل منطقة العمليات. وتبقى آخر فرصة للمحليين في الد45، من صنع عباس الذي كان في وضعية جيّدة للتسجيل و بتصويبة داخل منطقة الجزاء الحارس كيال يتصدى ببراعة للكرة. ومع بداية المرحلة الثانية، واصل الفريق المحلي ضغطه على مرمى الحارس كيّال و هو ما مكّنهم من هز شباكه في الد60 بواسطة المتألق درارجة الذي قام بعمل فني فردي جميل جدا انطلاقا من وسط الميدان و دون صعوبة يفتتح مجال التهديف و كاد بن يحيى في الد62، أن يضيف الهدف الثاني بعد تمريرة دقيقة من درارجة الذي فعل كل شيء في هذه المواجهة لكن مرة المدافع بن يحيى مرّت جانبية و حاول الزوار الرد على الهدف بواسطة بورابة في الد66 دون جدوى وفي الد80 ينجح بوسعيد من تسجيل هدف الأمان والاطمئنان بقذفة قوية داخل منطقة العمليات مستغلا تمريرة على طبق من زميله عباس. و في الد 86، المتميّز درارجة يعمق جراح السعيدين بهدف ثالث بعد تمريرة الاحتياطي حفيظ. لتنتهي المواجهة بفوز النصرية بثلاثية تودّع بها أنصارها القليلين الذين تابعوا هذه القمة بين أضعف فريقين في البطولة في انتظار الجولة الأخيرة. بطاقة اللقاء ملعب 20 أوت، أرضية صالحة، جمهور قليل جدا، ثلاثي التحكيم بقيادة: أمالو، بونوة، عزرين الإنذارات: عاتق الد19(م.سعيدة) الأهداف: درارجة الد60، 86، بوسعيد الد85 (ن.ح.داي) ن. ح. داي: بلهاني، خثير، عباس( بشاحة الد83)، مرباح، بوسعيد، ملولي، علاق، ماضي ( بن يحيى الد58)، بن دبكة، زنو( حفيظ الد83)، درارجة. المدرب: مزجري م. سعيدة:كيال، عدادي، بن ثابت، عاتق، قنيفي ( أورحمان الد85)، زاوي ( أورحمان الد85)، ولد تيقيدي (سوداني ال65)، حمدي، بورابة، مقداد (بن العطا الله الد71)، فلولي. المدرب: قروج رجل المقابلة: درارجة فعل كل شيء في مواجهة «الوداع» دون مبالغة كان درارجة، رجل مواجهة أمس، أو بالأحرى، فضل توديع أنصار الفريق بطريقته الخاصة و هو الذي أعلن عن رحيله، لكنه لم يود المغادرة دون أن يترك بصمته بعد مساهمته في الانتصار الثمين المحقق على سعيدة و قيامه بجهد كبير طوال ال90 الدقيقة، مؤكدا فيها بالمرّة قدراته الفنية العالية و حسن تمركزه و تمريراته الدقيقة و حسّه التهديفي من الدرجة الأولى و هو ما أهله لتوقيه ثنائية ستبقى راسخة في ذهنه في آخر لقاء له تقريبا بملعب 20 أوت مع النصرية هذا الموسم. مزجري: «الفوز العريض يؤكد قدرات الفريق» أكد مدرب النصرية، مزجري أن فوز فريقه مستحق بالنظر للأداء المقدم طوال التسعين دقيقة، مضيفا في ذات الوقت أن أشباله أثبتوا بأنهم لا يستحقون السقوط إلى القسم الثاني و بأنهم يملكون القدرات الفنية و قال إن الانتصار سمح للفريق بمغادرة المركز الأخير. قروج: «لم نكن نتوقع هذه النتيجة وأنا جاهز لمواصلة المشوار» «في الواقع، لم نكن نتوقع هذه النتيجة الختامية، رغم أن الظروف التي وصلنا إليها إلى العاصمة كانت توحي بأننا سنجد صعوبات كبيرة بعد حلولنا برّا ومع ذلك، كنا نطمح في خطف نقطة التعادل على أقل تقدير للبقاء في المركز ما قبل الأخير، لكن الظروف لم تسمح لنا بذلك و سنحاول الفوز بلقائنا الأخير بالديار أمام شبيبة بجاية و سنعتمد على الشبان و بخصوص مستقبلي فإن الكرة بين أيدي المسيّرين و أنا جاهز لكل الاحتمالات».