منذ لقاء كوت ديفوار الذي انتهى بفوز الخضر بثلاثية لهدفين خلال مجريات كأس إفريقيا 2010، لم تتمكن عناصر المنتخب الوطني إلا تسجيل هدفين في مباراتين رسميتين عن طريق كل من ڤديورة ويبدة، حيث تمكن الخضر هذه المرة من كسر الحاجز الكبير الذي كان يحول بينهم وبين شباك المنافسين عندما سجلوا أول هدف في عهد الناخب الوطني الجديد وحيد حاليلوزيتش الذي أكد في أول ندوة صحفية عقدها مباشرة بعد قدومه إلى الجزائر أن أصعب مهمة سيكز عليها هي الخط الأمامي للخضر الذي سيحاول جاهدا من أجل الحد من العقم الذي يعاني منه، وهو ما نجح فيه التقني البوسني نسبيا في أول خرجة له عندما وفق البديل بوعزة الذي راهن عليه مدرب الخضر في تسجيل هدف التعادل وفك شفرة العقم الهجومي الذي لطالما عانى منه رفقاء غزال. لمسة الناخب الوطني الهجومية بدأت تعطي ثمارها كل من شاهد مباراة الخضر ضد نجوم التايفا عشية أول أمس لاحظ أن المدرب وحيد حاليلوزيتش لعب بطريقة هجومية وكأنه يلعب داخل الديار وهي الطريقة التي لم نشاهد المنتخب الجزائري يلعب بها منذ مدة طويلة ، خاصة أن مغامرته باللعب خلال أغلب أطوار المرحلة الثانية بأربعة مهاجمين يعد مجازفة لكنها أتت بثمارها في لقاء دار السلام بعدما تمكن بوعزة من تسجيل الهدف الوحيد وإحداث قطيعة مع العقم. استعمل كافة أسلحته الهجومية للنيل من التنزانيين لعل أهم نقطة تستحق الإشادة هي استعمال حاليلوزيتش كافة أسلحته الهجومية في مواجهة أشبال بولسن، حيث أقحم كل المهاجمين الذي نقلهم معه إلى تنزانيا، وأكمل المواجهة ب4 مهاجمين، كي يتمكن من الفوز ويعود بالنقاط الثلاث، سيما أنه كان على وشك تحقيق الانتصار لولا سوء الطالع الذي لاحق مهاجمينا. المنتخب لم يخلق فرصا مماثلة خارج الديار منذ سنوات ما يمكن قوله عن مردود الخط الهجومي في لقاء دار السلام هو أن المنتخب الوطني لم يتمكن من خلق فرص مماثلة خارج الديار منذ مدة طويلة، فمنذ لقاء القاهرة أمام المنتخب المصري، لم يتمكن الخضر من خلق فرص حقيقية للتهديف في لقاء خارج الديار، فلا في بانغي ولا في مراكش ولا حتى في عنابة خلقنا فرصا مثل تلك التي أضاعها عناصر القاطرة الأمامية للخضر في مواجهة أول أمس. غياب جبور وبودبوز أثر سلبا على مردود الخط الأمامي من دون شك، فإن غياب الثنائي رفيق جبور ورياض بودبوز أثر سلبا على مردود هجوم المنتخب الوطني، ففي حال حضور لاعبي سوشو وأولمبياكوس فإن ذلك كان سيمنح إضافة كبيرة للقاطرة الأمامية للخضر، خاصة أن جبور لما تصله الكرات كتلك التي وصلت إلى بن يمينة فإن لا يضيع أمام الشباك، كما أن بودبوز بتحركاته السريعة كان سيخلف زياني بشكل ممتاز في الشوط الثاني وكان قادرا على منح الإضافة اللازمة للخضر. بعودة اللاعبين لمستواهم فإن الأمور ستتحسن أكثر هذا ولا يزال الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش يأمل في عودة لاعبي الخضر إلى مستواهم الحقيقي خاصة مراد مغني الذي سيعود إلى سابق عهده أو أحسن بكثير مع المدرب الحالي للمنتخب الوطني ، والمقبل على تصفيات صعبة في كان 2013 ومونديال 2014 والتي ستحدد مصير المدرب البوسني على رأس المنتخب. لمسة حاليلوزيتش كانت حاضرة وبقوة القاعدة تقول أن الشوط الأول للاعبين والشوط الثاني للمدرب، وهذا ما شاهدناه في لقاء تنزانيا، حيث لم نؤد شوطا أول في المستوى ولعب رفقاء بوڤرة بشكل جيد خلال مجريات الشوط الثاني الذي ضيعوا فيه العديد من الفرص السانحة للتسجيل، وبالنظر إلى عامل اللعب خارج الديار وأمام جمهور المنتخب المنافس فإن الخضر كانوا الأقرب للفوز على المنتخب التنزاني الذي ضيع هو الآخر العديد من الكرات. لاعبو الخضر فازوا بالعديد من الصراعات الفردية الشيء الجديد الذي لاحظناه في مواجهة أول أمس هو فوز لاعبي المنتخب الجزائري بأغلب الصراعات الفردية التي دخلوا فيها مع نظرائهم التنزانيين، فبن يمينة فاز بالكرات العالية وحتى المدافعون في شاكلة مصباح وحتى متوسط الميدان مهدي لحسن استرجع الكثير من الكرات في مؤشر إيجابي للمنتخب، سيما أن حاليلوزيتش قال من قبل للاعبيه أن المنتخب الذي يفوز بالصراعات الثنائية سيفوز بالنقاط الثلاث.