حقق المنتخب التشيكي لكرة القدم ثأره من نظيره اليوناني وأنعش آماله ببلوغ الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2012 بالفوز عليه 2-1 الثلاثاء على ملعب “مييسكي” في فروكلاف وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى. وجاء الهدفان التشيكيان في الدقائق الست الأولى من اللقاء عبر بتر ييراتشيك (3) وفاتشلاف بيلار (6)، ليصبح فريق المدرب ميكال بيليك صاحب أسرع ثنائية في تاريخ البطولة القارية، قبل أن ينجح اليونانيون في تقليص الفارق في الشوط الثاني عبر البديل ثيوفانيس غيكاس (53). وكان المنتخب التشيكي، وصيف بطل 1996، استهل مشواره في النهائيات بالخسارة أمام روسيا 1-4، لكنه نجح اليوم في التعويض على حساب اليونانيين الذين أخرجوه من الدور نصف النهائي لنسخة 2004 بالفوز عليه بالهدف الذهبي 1-صفر. وأصبح وضع اليونان التي كانت خسرت أمام تشيكوسلوفاكيا بطلة 1976 (1-3) في الدور الأول من نسخة 1980، صعبا جدا خصوصا انها اكتفت بالتعادل (1-1) في الجولة الأولى أمام بولندا شريكة الضيافة مع أوكرانيا والتي تلتقي لاحقا مع روسيا في مباراة قد تشهد تأهل الأخيرة في حال فوزها لأنها سترفع رصيدها إلى 6 نقاط، مقابل 3 لتشيكيا ونقطة لكل من اليونان وبولندا، وبما أنها فازت على تشيكيا فالأفضلية ستكون لمصلحتها في حال فوز الأخيرة على بولندا في الجولة الأخيرة السبت المقبل وخسر فريق المدرب الهولندي ديك ادفوكات أمام اليونان. وأجرى مدرب اليونان البرتغالي فرناندو سانتوس تعديلين في خط الدفاع حيث أشرك كيرياكوس بابادوبولوس كوستاس كاتسوناريس الذي خاض المباراة الأولى في خط الوسط، بسبب إيقاف سقراطيس باباستاتوبولوس لطرده أمام بولندا، وافرام بابادوبولوس للإصابة التي ستبعده عن النهائيات، وآخرين في خط الوسط مع إشراك صاحب هدف الجولة الأولى ديميرتيس سالبيجيديس ويورغوس فوتاكيس اساسيين، فيما جلس سوتيريس نينيس على مقاعد الاحتياط وانتقل كاتسوناريس إلى قلب الدفاع. كما بقي المهاجم فانيس غيكاس على مقاعد الاحتياط لمصلحة كوستاس فورتونيس. أما من ناحية تشيكيا فأجرى بيليك تعديلا في خط الدفاع بإبقاء رومان هوبنيك على مقاعد الاحتياط وأشرك دافيد ليمبرسكي بدلا منه لكن على الجهة اليسرى فيكا انتقل ميكال كالديتش إلى قلب الدفاع، كما أشرك توماس هوبشمان اساسيا في خط الوسط على حساب يان ريزيك. وكانت البداية صاروخية بالنسبة للتشيكيين إذ افتتحوا التسجيل منذ الدقيقة الثالثة عبر ييراتشيك الذي وصلته الكرة عند حدود المنطقة بتمريرة متقنة من هوبشمان فسيطر عليها ثم تخطى جوزيه هوليباس قبل أن يسددها في شباك الحارس كوستاس شالكياس الذي لمسها بيده دن أن يتمكن من صدها. ولم يكد أبطال 2004 يستفيقون من صدمة الهدف حتى اهتزت شباكهم مرة أخرى بد 3 دقائق بفضل خطأ فادح من الحارس اليوناني الذي اخفق في اعتراض عرضية ثيودور جبري سيلاسي فمرت الكرة من تحت يده ووصلت الى بيلار الذي أودعها الشباك من بين مدافعين (6)، مسجلا هدفه الثاني لأنه كان صاحب الهدف الوحيد أمام روسيا ومانحا منتخب بلاده أسرع ثنائية في تاريخ البطولة القارية، متفوقا على ثنائية هولندا في مرمى ألمانيا عام 1992 عندما تقدم المنتخب “البرتقالي” 2-صفر بعد 15 دقيقة عبر فرانك رايكارد روبرت وروب فيتشغه (3-1 في الدور الأول أيضا). وتعرض اليونانيون لضربة أخرى عندما اضطر سانتوس إلى استبدال الحارس شالكياس بميكايل سيفاكيس بسبب الإصابة (21) لكنهم كانوا قريبين من العودة إلى أجواء اللقاء من ركلة حرة نفذها هوليباس لكن الحارس بتر تشيك كان له بالمرصاد (27). انتقل بعدها الخطر إلى الجهة المقابلة حيث اضطر سيفاكيس إلى التدخل ببراعة لصد تسديدة من القائد توماس روزيسكي (28)، ثم ألغى الحكم هدفا لليونانيين بداعي التسلل على يورغوس فوتاكيس (39). وفي بداية الشوط الثاني، تمكن اليونانيون من العودة إلى أجواء اللقاء بفضل البديل غيكاس الذي دخل بدلا من يورغوس فوتاكيس، حيثاستفاد لاعب سامسونسبور التركي من خطأ فادح للحارس بتر تشيك الذي افلت الكرة من يده بعد عرضية من يورغوس ساماراس، ليضعها في الشباك التشيكية (53). وحاول المنتخب اليوناني الذي لم يحقق في مشاركاته الثلاث السابقة سوى انتصار واحد في دور المجموعات كان عام 2004 على البرتغال المضيفة، أن يكرر سيناريو مباراته مع بولندا حيث ضغط سعيا خلف التعادل لكنهم روحهم القتالية لم تكف كافية هذه المرة لكي يتجنبوا الهزيمة واحتمال خروجهم من الدور الأول كما كانت الحال في 2008، وذلك لأن التشيكية عرفوا كيف يتعاملون مع الضغط ليخرجوا بالنقاط الثلاث، محققين فوزهم السادس على منافسيهم مقابل هزيمة واحدة وتعادلين (6 من المواجهات التسع بينهما كانت ودية).