كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن الملف الأسود للبرازيلي (جواو هافيلانج) الذي يؤكد تلقيه مبالغ طائلة من الرشاوي أثناء فترة عمله كرئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA من شركة أي إس إل للتسويق الرياضي والتي كانت تعمل مع الفيفا قبل عدة سنوات وتسوق بطولات كأس العالم. وأكدت المحكمة السويسرية الفدرالية أن هافيلانج قد حصل على ما يُعادل 9.8 مليون يورو، وحصل نائبه وعضو اللجنة التنفيذية “ريكاردو تيكشييرا” على مبلغ 8.4 مليون يورو. وأمرت المحكمة بالافراج عن الوثائق التي تكشف حقيقة الثنائي اللذين حصلا على ملايين الدولارت كرشاوي قبل إفلاس شركة أي إس إل الشريك الرئيسي لتسويق الفيفا والذي انهار وأعلن إفلاسه في عام 2001. وتم الكشف عن الوثقائق لخمس مؤسسات إعلامية واحدة منهم هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” والتي سبق لها وأعلنت في نوفمبر 2010 خلال برنامج بانوراما عن تورط ثلاثة من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA من بينهم تيكشييرا قد حصلوا على رشاوي من شركة أي إس إل عام 1990، حين كانت الرشوة التجارية ليست جريمة في سويسرا آنذاك. وقال بيان صادر عن البي بي سي “واجهنا معركة قانونية طويلة وتم الكشف عن الوثائق التي حققت فيها المخابرات السويسرية في رشوة وفساد الفيفا اليوم”. وأضاف البيان “مراسل بي بي سي (أندرو جينينجز) قال في برنامج بانوراما في نوفمبر 2010 أن مسؤولي الفيفا هم المستفيد الأكبر من رشاوي شركة أي إس إل السويسرية للتسويق الرياضي والتي حصلت مراراً وتكراراً حق تسويق كأس العالم من جانب الفيفا بفضل دفعها للرشاوي إلى رئيس الاتحاد وتيكشييرا -رئيس الاتحاد البرازيلي-”. وأكدت الوثائق أن هافيلانج قد حاول المساومة ودفع مبلغ 5.5 مليون فرانك سويسري ما يُعادل 3.6 مليون يورو من أجل انهاء التحقيق في مكتب الإدعاء وكي لا يتم الكشف عن هويته لأي وسيلة إعلامية. من جانبه قام الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم بالكشف عن هذا الملف في توقيت مقارب لنفس توقيت نشر بي بي سي هذه الحقائق، وقال الفيفا “إن القرار الذي اتخذته المحكمة السويسرية يؤكد ان هناك مسؤولين أجنبيين فقط سيتم نشر اسميهما كجزء من القضية ورئيس الفيفا الحالي (سيب بلاتر) ليس متورطا في هذه القضية”. وكان هافيلانج قد تولى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم لمدة 24 عاماً قبل أن يخلفه بلاتر في عام 1998، ولكن هافيلانج /96 عاماً/ لا يزال الرئيس الفخري للفيفا وقد عُولج على نطاق واسع في مستشفى ريو دي جانيرو هذا العام من التهاب في المفاصل، وقالت بعض الصحف البرازيلية أن هافيلانج قد قرر الاستقالة من عضوية اللجنة الأولمبية الدولية بسبب هذه المشاكل الصحيحة لكنه في الأساس استقال أواخر العام الماضي قبل جلسة التحقيق المقررة معه في هذه القضية وليس لأمر أخر!. جدير بالذكر أن بلاتر كان على علم بالوثائق التي قامت المحكمة السويسرية بنشرها وكان يدرك حصول هافيلانج وتيكشييرا على رشاوي وقد حاول مع بقية أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا انفاق مبلغ مليوني ونصف المليون فرانك سويسري كتعويض بشرط أن يتم اسقاط أي إجراء قضائي ضد الثنائي البرازيلي.