كان الناخب الوطني قد صرح قبل انطلاق التربص التحضيري بسيدي موسى بأنه سيستغل المبارتين الوديتين اللتين سيخوضهما رفقاء رياض بودبوز ضد كل من المنتخب التونسي والكاميروني، في منح الفرصة وتجريب جميع العناصر الذين تم توجيه الدعوة لهم لحضور التربص من أجل الوقوف على قدرات وإمكانيات كل لاعب من تشكيلته، وقد تجسد كلام المدرب البوسني في الواقع خلال لقاء أول أمس، ضد المنتخب التونسي أين أبان حاليلوزيتش نيته في تفادي ظلم عناصره ومنحهم فرصة كاملة قبل الإبقاء على اللاعبين الذين يستحقون التواجد ضمن كتيبته ومن خلال فرض أنفسهم وإظهار كامل قدراتهم وإمكانياتهم على البساط. سوداني صال وجال وكان محاربا فوق الميدان قدم المهاجم السابق لجمعية الشلف مردودا كبيرا فوق أرضية ملعب تشاكر حيث خلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل، كما أظهر إمكانيات كبيرة تجسد تجاوزه فترة اللعب الهاوي، أين صال وجال وكان بمثابة المحارب بعد أن أبان عن طريقة لعب راقية وحماس كبير، ما بيّن تطور مستواه بعد أكثر من شهرين من التحاقه بنادي غيماراش البرتغالي، وعلى الرغم من أن سوداني لم يفلح في الوصول إلى شباك الحارس التونسي إلا أنه أقنع كثيرا بالمستوى الكبير الذي قدمه كما اغتنم الفرصة كاملة وكسب نقاطا تحسب له لدى الناخب الوطني وبشهادة هذا الأخير، وهو ما يبين نوايا مهاجم غيماراتش في انتزاع مكانة غزال في صفوف الخضر. غيلاس خيّب ولم يقدم ما كان منتظرا منه من جهة أخرى كان أول أمس، فتحي غيلاس مهاجم نادي ريمس الفرنسي، وطيلة ال58 دقيقة الأولى التي لعبها خارج الإطار حيث خيب آمال التقني البوسني الذي كان ينتظر وجها أحسن بكثير من الذي ظهر به غيلاس في لقاء تونس، أين ظهر هذا الأخير فاقدا لضالته ومعالمه فوق أرضية الميدان ولم يتمكن من مجارات ريتم المباراة على الرغم من أنه كان متوسطا، كما أن المستوى الهزيل الذي قدمه أمس الأول المهاجم الجزائري أبان للعيان أسباب التخلي عن خدماته في صفوف الفريق الوطني في عهد الشيخ سعدان، وعلى الرغم من أن مهاجم نادي ريمس يحبذ الخطط الهجومية السريعة على غرار تلك التي اعتمد عليها حاليلوزيتش أول أمس، إلا أنه خيب أمل مدربه ولم يرق أداؤه للمستوى المطلوب. مفتاح خارج الإطار ونحو إعادة النظر في دعوته في ذات الإطار وعلى الرغم من أن الظهير الأيمن لاتحاد العاصمة ربيع مفتاح قد لعب أول أمس، 84 دقيقة بتمامها قد مكنه من التحصل على فرصة كاملة، إلا أنه كان بمثابة النقطة السوداء في تشكيلة الفريق الوطني حيث شكل نقطة ضعف خط الدفاع الجزائري، وهو ما تسبب في إثارة غضب الجماهير الحاضرة بملعب تشاكر الذي ثارت ثائرتها على مردود اللاعب العاصمي، الذي أظهر إمكانيات محدودة وهو الأمر الذي من شأنه أن يبعث التقني البوسني لإعادة النظر في توجيه الدعوة له في المناسبات المقبلة على الرغم من أن حاليلوزتش قد طالب من أنصار تشاكر تشجيع مفتاح إلى آخر دقيقة شارك فيها.