يتصور البعض أن المدرب الشاب أندريا ستراماتشوني المدير الفني لإنتر ميلان الإيطالي ظهر من الفراغ وليس لديه أي خبرة في عالم التدريب، لكن ستراما البالغ من العمر 36 عاماً فقط يرى أنه لا يقل عن مواطنه أريغو ساكي والبرتغالي الاستثنائي جوزيه مورينيو، الذي تجمعه معهما صفات كثيرة مشتركة. ويتشابه ستراماتشوني مع ساكي ومورينيو في أن الثلاثة لم يلعبوا في بطولة الدوري الممتاز وبدأوا كلهم مسيرتهم التدريبية في سن صغيرة ثم تولوا قيادة أحد الأندية الكبيرة. ربما يكون البرتغالي الاستثنائي جوزيه مورينيو قد حقق كل شيء مع إنتر ميلان بفوزه بالدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا عام 2010، لكن المدرب الشاب أندريا ستراماتشوني قد تفوق عليه!. وقال ستراماتشوني عن مسيرته كلاعب: “انتهت مسيرتي في الملاعب مبكرا بسبب الإصابة، وكذلك ذلك أكثر اللحظات حزناً في حياتي كلها، لقد كانت بمثابة تدمير كل شئ في حياتي، لقد تبخر حلمي في اللعب بالدوري الممتاز، وحتى هذه اللحظة حينما ألعب الكرة لدقائق ركبتي تتورم”. وأضاف: “رسالتي للجميع هي أنه يمكنك أن تكون مدربا حتى ولو تكن لاعب شهيراً، ويمكن أن تقود فريقا كبيرا، لقد فعلت ذلك مما لا شئ، وهذا هو نجاحي الحقيقي، لقد بدأت في البحث عن اللاعبين الذين يمكنهم تغيير أدوارهم داخل الملعب، وعملت في الدرجات الدنيا وكذلك كشافا للمواهب لعدد كبير من أندية المحترفين التي ساعدتني كثيراً”. وتحدث ستراماتشوني عن تشكيلة “النيراتزوري” الحالية وخاصة القائد خافيير زانيتي البالغ من العمر 39 عاما والوافد الجديد أنتونيو كاسانو. وقال المدرب الشاب: “زانيتي ليس بشراً فهو فوق البشر، فهو أول من يصل أرض الملعب للتدريب وآخر من يغادره، وبعد التدريب يواصل التدريبات بشكل منفرد لأداء بعض التدريبات الوقائية من الإصابات، وهذا سر قدرته على اللعب حتى هذه السن، فهو يخوض كل مباراة وكأنها أول مباراة يلعبها مع الإنتر”. أما عن كاسانو المنتقل حديثا لإنتر من غريمه التقليدي ميلان قال ستراماتشوني: “أنا وكاسانو نتحدث نفس اللغة، التي تكسبك احترام الجميع”. وحقق إنتر ميلان نتائج مبهرة تحت قيادة ستراماتشوني، إذ يحتل حاليا المركز الثاني في ترتيب الدوري الإيطالي برصيد 27 نقطة بفارق أربع نقاط عن يوفنتوس حامل اللقب والمتصدر بعد 12 مرحلة. كما أنه قاد النيراتزوري للفوز على ميلان في ديربي ميلانو الشهير ثم هزيمة يوفنتوس في عقر دار الأخير بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.