يبدو أن رئيس الفاف محمد روراوة لن يتوقف عن سياسة ضم أحسن اللاعبين الفرانكوجزائريين للمنتخب الوطني، فبعد بلفوضيل وغلام في انتظار تسوية قضية ياسين براهيمي، علمنا بأن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يعمل في صمت لتسوية ملف نجم نادي أولمبيك ليون الصاعد ياسين بن زية، حيث كشف مصدر جد مقرب من اللاعب الفرانكو جزائري ل»الخبر الرياضي»، بأن اتصالات سرية قائمة منذ شهور بين الاتحاد الجزائري لكرة القدم والمهاجم الواعد عن طريق بعض الوسطاء وأفراد عائلة اللاعب البالغ 19 سنة ودون شك فإن قضية بن زية ستثير زوبعة كبيرة في الاتحاد الفرنسي إذا ما نجح روراوة في خطفه من بين أحضان «الديكة» خاصة أن الفرنسيين لم يهضموا بعد كيفية خطف سفيان فيغولي وقبله بودبوز اللذين ظلا لسنوات من ركائز منتخبات فرنسا للشبان. بن زية رفض اللعب للخضر في أقل من فئة 20 سنة حسب مصادرنا الموثوقة، فإن عدة جولات من المفاوضات والمحادثات تمت بين مسؤولين في الفاف وفي المنتخب الوطني وعائلة اللاعب كي يلتحق بن زية بأحد المنتخبات الشابة للخضر في السنة الجارية لاسيما منتخب أقل من عشرين سنة غير أن المهاجم الواعد و المتألق في مونديال المكسيك السنة الفارطة مع فرنسا رفض فكرة اللعب للفئات الشابة لأسباب موضوعية . الاتصالات بين عائلة بن زية والفاف مستمرة كما أكدت مصادرنا المختلفة والمحيطة باللاعب الفرانكوجزائري بأن المحادثات مع المسؤولين الجزائريين لم تتوقف وبقيت سارية لاسيما أن ياسين في تحسن مستمر ومسيرته الاحترافية بدأت في أكتوبر الفارط عندما أبرم أول عقد احترافي له مع أولمبيك ليون بعدما ظل لسنوات نجم مركز تكوين النادي أين سجل في الفئات الشابة 36 هدفا في 22 مباراة لعبها، ويفضل أقرباء ياسين مواصلة لعبه في الفئات الشابة لمنتخب «الديكة» حتى تتضح معالم مستقبله الدولي خاصة أن مشاركته المنتظمة في أكبر التظاهرات العالمية والأوروبية سواء مع فرنسا أو مع ليون ستخدم مشواره. ياسين نجم مونديال المكسيك للشبان يتألق في «الأوروبا ليغ» كان بن زية قد خطف الأضواء في مونديال المكسيك لأقل من17 سنة عندما سجل 5 أهداف وحاز على الحذاء البرونزي ليفرض نفسه كقطعة أساسية في منتخب أقل من 19 سنة حاليا، إذ يعول عليه مسؤولو المنتخبات الفرنسية في القاطرة الأمامية مما يفسر توظيفه المبكر في الفريق الأول لنادي ليون، حيث لعب كبديل لقلب الهجوم غوميز وسنه لم يتعد ال17 سنة وحاليا شارك بن زية في عدة مباريات كاحتياطي ولعب مقابلتين كأساسي في كأس أوروبا وسجل هدفين وهو لم يبلغ العشرين مما يعني بأن مخطط مسيرة ابن مدينة روان الفرنسية يسير بخطى عملاقة نحو النجومية. الصحافة الفرنسية تشبهه ببن زيمة والأرقام في صالحه على ضوء المعطيات السالفة الذكر، أصبحت الصحافة الفرنسية تقارن ياسين بن زية بمهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة نظرا لتشابه طريقة لعب الاثنين ولأصولهما الجزائرية وتألقهما مع نفس الفريق وهو نادي أولمبيك ليون عبر نفس مركز التكوين لكن وبلغة الأرقام فإن ياسين حقق نتائج أحسن من بن زيمة في نفس الفئة على حد قول وتحليلات وسائل الإعلام الفرنسية. ياسين تربى يتيم الأب،يملك جواز سفر جزائري ويزور وهران بانتظام لعل الشيء الذي سيخدم الفاف في قضية إقناع ياسين بن زية باللعب للخضر مستقبلا هو أن ياسين نشأ يتيم الأب وتكفلت أمه بتربيته بالقرب من مدينة روان أين لعب لفرق المنطقة في فئة الأصاغر قبل تنقله إلى مركز تكوين نادي ليون،ويحمل ياسين الجنسيتين الفرنسية والجزائرية من أبويه الوهرانيين كما أنه يحمل جواز سفر جزائري ويزور عاصمة الغرب الجزائري بانتظام خلال عطله الصيفية، غير أن مسيرته الكروية التي بدأت تخطف الأنظار قد تجبره على اختيار إحدى الوجهتين خلال السنتين القادمتين،إما الاستمرار مع الديكة أو اللحاق بالخضر. مناجيره الفرانكو سينغالي يرفض الحديث عن الخضر إذا كان ياسين يستمع لنصائح أخويه لاسيما الأخ الأكبر مصطفى، فإن وكيل أعماله السينغالي الأصل، جبريل نيايغ، لا يسير في نفس مسلك عائلة بن زية، فيما يخص فكرة اللعب للمنتخب الجزائري، حيث علمنا بأن المناجير يريد بقاء ياسين مع فرنسا على الأقل خلال السنوات الثلاث القادمة كي يضمن عقدا احترافيا مهما وهو العقد الذي وبحسب رأي المناجير لا يتم سوى بتوابل المنتخب الفرنسي في حين أن مسؤولي الفاف يخشون استمرار الضغط على بن زية ويحدث لياسين ما حدث لبن زيمة سنة 2006 عندما سعى كفالي لجلب بن زيمة وناصري، فضغط دومينيك على الاتحاد الفرنسي لتوظيف هذا الثنائي مع أكابر فرنسا مبكرا ليقطع الطريق أمام الطموحات الجزائرية. نادي ليون يريد تمديد عقد بن زية خوفا من الميلان، اليوفي وليفربول لأن فرقا أوروبية عديدة تريد الظفر بخدمات اللؤلؤة بن زية منهم نادي ليفربول، الميلان وجوفنتوس، فإن نادي ليون يريد عقد جلسة جديدة نهاية هذا الشتاء مع بن زية ووكيل أعماله لإبرام عقد جديد بأجرة أكبر تضمن للنادي الفرنسي حقوقه في حال بيعه لأحد النوادي العملاقة في أوروبا وبطبيعة الحال، فإن مسيري ليون يصرون على بقاء بن زية مع المنتخب الفرنسي لضمان بيع «منتوجهم» في أعلى مستوى، وهو نفس السيناريو الذي حدث لبن زيمة مع المناجير الفرانكو جزائري، كريم جزيري سنة 2006 وضاعت ورقة بن زيمة من بين يدي الخضر. ضم بن زية في تعداد حاليلوزيتش أهم وسيلة إغراء حسب العارفين بهذا الملف، فإن الفاف ضيّعت فرصة إغراء ياسين باللعب لأكابر الخضر عوض الحديث عن الفئات الشابة، في الظرف الحالي، حيث همس لنا بعض الوسطاء بأن الفاف كانت قادرة على اقتراح ضم بن زية في تشكيلة حاليلوزيتش الذاهبة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة وهي منافسة طموحة قد تعجل بانتقال ياسين من المنتخب الفرنسي إلى المنتخب الجزائري مثلما فعل سعدان مع بودبوز الذي أغراه بالمونديال، فسارع إلى تلبية دعوة المنتخب خاصة أن الفرنسيين حاليا لن يترددوا في توجيه الدعوة لياسين مع منتخب أكبر من سنه ولو لدقائق شكلية مثلما فعلوا مع بن زيمة ويحاولون القيام به مع براهيمي لقطع الطريق أمام الجزائر.