انهزم المنتخب التونسي على نحو مفاجئ أمام نظيره البرازيلي بنتيجة (22-27) اليوم الأربعاء ضمن منافسات المجموعة الأولى للدوري التمهيدي في بطولة العالم لكرة اليد المقامة حالياً بإسبانيا. وفي صالة غرانوليرس دخلت تونس بعد انتصارين أمام كل من ألمانيا (25-23) ومونتينيغرو (27-25) وهزيمة واحدة أمام فرنسا (25-23)، مباراتها الرابعة في الدور التمهيدي أمام المنتخب البرازيلي بهدف ملحّ ألا وهو ضمان التأهل رسمياً إلى الدور الثاني، وعليه كان الانتصار مطلباً لا بديل عنه. بداية الشوط الأول من هذه المباراة شهد ارتباكاً وتسرّعاً كبيرين من قبل الفريقين وخاصة من قبل التونسيين الذين لم يسيروا على منوال ما قدّموه في مبارياتهم الثلاث الأولى، حيث لاح نزول واضح في مستوى الدفاع التونسي الذي عُرف بأدائه القوي وعزيمته الفولاذية. ورغم استهلال الهجوم التونسي جيّداً من خلال أخذ فارق هدفين منذ البداية إلاّ أنّ حالة الصيام عن التهديف التي عانت منها سواعد قرطاج على مدى 8 دقائق أسعفت البرازيليين في العودة إلى اللقاء لا سيما من خلال تياغو سانتوس الذي برز في هذا الشوط. تونس التي قدّمت أسوأ ربع ساعة لها في البطولة استفاقت بعد مرور منتصف الشوط الأول بفضل المبادرات الفردية لكل من مصباح الصانعي وكمال العلويني اللذين أعادا منتخبهما إلى مستوى نقطة التعادل (11-11). مع اقتراب هذا الشوط من نهايته خالف البرازيليون توقّعات العودة التونسية في اللقاء، وأخذوا زمام التحكّم في إيقاع المباراة من جديد وتمتّعوا بفارق هدفين انتهى عليهما الشوط الأول بنتيجة (13-11) من خلال تميّز جناحيه غوستافو كاردوزو وكانديدو في الاختراقات الذكية والهجمات المعاكسة السريعة. في النصف الثاني من الحوار التونسي – البرازيلي لم يتغيّر الكثير، بل على العكس تعقّدت الأمور أكثر وازدادت حالة التوتّر في صفوف التونسيين, وعمّت حالة من الفوضى على المستويين الهجومي والدفاعي، ليستغلّ “راقصو السامبا” الأمور على الوجه الأمثل ويوسّعوا الفارق أكثر حتى وصل إلى 6 أهداف مع مطلع الدقيقة العشرين. ولُوحظ بشدّة تأثير غياب الضارب وصاحب التسديدات الصاروخية، أمين بالنّور الذي أصيب إصابة بالغة في مباراة مونتينيغرو وغادر البطولة ليعوّضه زميله في النادي الأفريقي الجيلاني معرّف. ما تبقّى من المباراة شهد استسلاماً غريباً للمنتخب التونسي ولم تسعفه الدقائق المتبقّية لتلافي الفارق، ليبصم سفراء أميركا اللاتينية على ثاني فوز لهم ونقطتهم الرابعة (فوز على الأرجنتين وهزيمتان أمام كل من ألمانيا والبرازيل)، في حين تكبّد التونسيون ثاني هزيمة ليتجمّد رصيدهم عند 4 نقاط، وبذلك تتعقّد أوراق المجموعة أكثر فأكثر.