في إطار عملية التضامن مع الشعب الصحراوي، نظمت اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة ورابطة الهواء الطلق للترفيه وتبادل الشباب، مخيمين صيفيين احتضنهما كل من إكمالية العقيد عباس وثانوية الزيانية بشرشال لفائدة 336 طفلا صحراويا حددت مدة إقامتهم ب 40 يوما، وانطلق المخيم منذ 16 جويلية الفارط ويستمر حتى 26 أوت الجاري، حيث تم تسطير برنامج ترفيهي وثقافي مدروس، لضمان الإقامة الجيدة والاستجمام للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة. ولمعرفة تفاصيل البرنامج سألنا السيد بوشمال عبد المالك مدير مركز الزيانية، الذي يضم 197 مصطافا منهم 127 طفلا و 73 بنتا، فقال » يستفيد الأطفال خلال مدة إقامتهم من برنامج ترفيهي تربوي ثقافي حسب الأجندة الأسبوعية للمخيم، حيث يضم برنامج الترفيه السباحة في شواطئ شرشال الرائعة، وخرجات في الهواء الطلق كما برمجت زيارة الى المدينة الأثرية بتيبازة وآخرى للضريح الملكي الموريتاني، وسطرنا زيارة لمقام الشهيد بأعالي العاصمة«. من جهة أخرى، يضيف محدثنا » حرصنا على تقديم برامج ثقافية وفق البيئة الصحراوية تحت إشراف الفرقة البيداغوجية للمركز، كما يقدم البرنامج مسابقات ثقافية فكرية تقدم إثرها جوائز تشجيعية للفرق الناجحة تشجيعا للفرق الناجحة لإحداث جو تنافسي بين الأطفال، الى جانب النشاطات الثقافية كالرسم، الغناء والمسرح. وحول الإمكانيات البشرية والمادية المسخرة لخدمة الأطفال، قال أن ميزانية المركز تشرف عليها ولاية تيبازة التي وفرت 10 حافلات لنقل الأطفال لتجول داخل الولاية وخارجها حتى يتعرف الأطفال على المناطق السياحية بالجزائر، الى جانب فريق من المؤطرين والمرشدين، وكذا الطبيب والممرضة والطباخين. والجدير بالذكر، أن الأطفال جاؤوا برفقة 12 مؤطرا من بلدهم. أما بالنسبة للوجبات الغذائية المقدمة للأطفال، فيقول مدير المركز »لقد حرضا على تقديم غذاء متوازن نراعي من خلاله احتياجات الجسم، ففي الصباح يأخذ الأطفال فطور الصباح المتمثل في الحليب أو الحليب بالشكولاطة مصحوبا بالخبز والزبدة والمربى، أما الغذاء فيتكون من سلطة، طبق رئيسي بقاعدة لحوم بيضاء أو حمراء، الى جانب الفاكهة والماء المعدني، وبعد القيلولة التي تبدأ من الساعة الواحدة والنصف حتى الرابعة والنصف بعد الزوال، يتناول الأطفال الحليب يبدأون بعدها في ممارسة نشاطات أخرى، وتكون وجبة العشاء متكاملة هي الأخرى«. من جهته، أكد الطاهر وعدادة أحمد، رئيس رابطة الهواء الطلق للترفيه وتبادل الشباب، أن ولاية تيبازة سخرت كل الإمكانيات لضمان راحة الأطفال الصحراويين بالمركزين. مشيرا الى مراعاة الظروف النفسية والمعيشية، وكذا المناخية لأبناء المخيمات بغرض التخفيف من معاناتهم. وعن سر اختيار البيئة الصحراوية في النشاطات الثقافية، قال السيد وعدادة » حتى لا يشعر الطفل أنه بعيد عن وطنه وعالمه، وحتى يتحقق التوازن النفسي لديه، حرصا على رسم معالم بيئة صحراوية لخدمة الغرض«.
وخلال وجودنا بالمخيم، تحدثنا الى مجموعة من أطفال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الذين أبدوا سعادة كبيرة بوجودهم بالجزائر. مشيرين الى جمالها الساحر وأهلها الطيبين، فمريم محمد سالم (13سنة) وهي من الأطفال النجياء، لم تتردد في القول » أنا سعيدة جدا بوجودي في الجزائر، صراحة أشعر أنني وسط عائلتي، علاوة على أن الطبخ الجزائري فن، فالكثير من الأطباق التي تقدم لنا تسيل لعابي وأحب تناول المزيد منها، كما أعجبت كثيرا بالشواطئ الجزائرية الجميلة، خصوصا شواطئ شرشال التي تعتبر تحفة، فقد سبق لي زيارة بعض الشواطئ الإسبانية رفقة عائلتي، كما أعجبت أيضا بالمناطق الأثرية بتيبازة وشرشال. أما الغالية محمود (14سنة) التي تعشق الغناء والانطلاق، فقالت » أنا فرحانة فرحانة... المناخ رائع والبحر أيضا... إنها فعلا فرصة للراحة، كما أن النشاطات التي نتعلمها بالمخيم مثل الغناء من أكثر الأشياء التي تشعرني بالسعادة، وبالمناسبة أقدم لكم تحية خاصة من صحرائنا تحمل رسالة حب وود للحكومة والشعب الجزائريين، وهي ذات الأغنية التي نقدمها كتحية لكل من في المخيم، نقول في مطلعها: تحيا الجزائر شعبا وحكومة، يعيش بوتفليقة رئيس الجزائر". أما الداي إبراهيم (13سنة) الذي يحلم بأن يصبح طبيبا، فيقول " حاليا انتقلت الى السنة السادسة وهذا سر وجودي بالمخيم، كوني من التلاميذ النجباء، لقد أعجبت كثيرا بالجزائر، وأتمنى أن أواصل دراستي على ترابها وأن أصبح طبيبا يعالج الناس ويخفف من آلامهم«. من جهته، الطفل سلامة صالح (12سنة) من مخيم العيون، لم يخف انبهاره بجمال الطبيعة الغناء وزرقة البحر الساحرة وعشقه للسباحة، وقال » لقد كانت الرحلة رائعة تعرفنا خلالها على العديد من المناطق في الجزائر، لم أشعر بالتعب والآن أعيش أجمل أيام حياتي في المخيم رفقة أصدقائي والمؤطرين، الذين أعتبرهم عائلتي، أكثر الأشياء التي تعجبني هي لعب الكرة، فأنا أتمنى أن أكون مثل اللاعب كريستيانو رونالدو«.