يضمن مركز الاستماع القانوني والنفساني المنبثق عن الجمعية الوطنية لنجدة نساء في شدة التي تأسست عام 1995، السرية التامة وحرية اتخاذ القرارات للمتصلات واستقبالهن بالمركز رفقة أبنائهن، وخدمات أخرى أطلعتنا عليها السيدة بلعلى مريم رئيسة الجمعية خلال زيارتنا للمركز· بأسف كبير تحدثت السيدة مريم عن الوضعية الاجتماعية المزرية التي وجدت عليها النسوة بتمنراست وجانت خلال قيامها ببعض الأنشطة الاجتماعية في اطار نجدة النساء، خصوصا أن أغلبهن يعانين من الفقر المدقع الذي يحول دون ضمان لقمة عيشهن وأولادهن الذين وجدناهم محمومين وحفاة إلى جانب وفاة الكثيرات اثناء الولادة قالت السيدة بلعلى· وتطرقت محدثتنا الى العراقيل التي تقف في وجه الجمعية والتي تحول دون القيام بمهمة النجدة وأولها الظروف المادية خصوصا أن سعر التذكرة من تمنراست الى العاصمة باهض جدا· وعن شروط الايواء بالمركز قالت إن المركز يضمن الإيواء من 6 أشهر الى سنة، لكن للنساء المتضررات جدا فقط، حيث يوجد لدينا 5 أستوديوهات وكل استوديو يستقبل ثماني نساء ويوجد به 3 غرف، وغالبا ما يكنّ ضحايا الاغتصاب، والعنف الجنسي والنساء الحوامل نزيلاتنا، وهناك من تقضي ليلة واحدة فقط بالمركز، فلدينا اتفاق مع قوات الأمن والدرك الوطني يقضي بإحضار المرأة المعنفة الى المركز بعد إيداع شكواها وهذا يضمن لها الإيواء في تلك الليلة لتقرر بعده ما تنوي القيام به· وعن كيفية التعامل مع وضعية الفتيات اوالسيدات المغتصبات قالت في البداية نطلب من المرأة المغتصبة ان تبقى بملابسها وأن لاتغتسل، تقدم شكوها لدى الأمن ثم تتجه الى الطبيب الشرعي للكشف عنها، ثم نبدأ بعملية العلاج البسيكولوجي حيث تقوم الأخصائيات بالمركز بالمهمة وفي نفس الوقت تتابع المغتصب قضائيا، ولأن الكثير من الفتيات يخشين من مواجهة الأهل، لهذا يرفضن العودة الى البيت، ونحن بدورنا نحاول اعادة ربط العلاقة بين الفتاة وعائلتها مع افهامهم انها ضحية ولا تستحق المعاملة القاسية وقد استقبل المركز منذ افتتاحه 50 حالة اغتصاب بين فتيات عذروات وسيدات متزوجات· وإلى جانب استقبال المركز النساء المطرودات تعسفا وضحايا العنف بشتى أنواعه مع أبنائهن تحرص الجمعية على مواصلة الأبناء للدراسة مع إعادة إدماج المرأة من خلال التكوين المهني ومحو الأمية والعمل في ورشات الخياطة لكسب قوتهن بأيديهن لضمان المستقبل·