تشهد سوق ساحة الشهداء، مع بدء العد التنازلي لحلول شهر رمضان الفضيل، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين وتحديدا النساء، لاقتناء لوازم هذا الشهر، وفقا لما تقتضيه العادة التي تتطلب تغيير الأفرشة والأواني لاستقبال هذا الضيف العزيز على قلوبنا. المكان شبيه بخلية النحل في سوق ساحة الشهداء لكثرة الوافدين عليه من داخل العاصمة وخارجها، حيث يعتبر قبلة لعدد كبير من المتسوقين والمتسوقات بالنظر إلى وفرة السلع وبخس الأثمان، حيث يجد الزبائن ضالتهم وبالأسعار التي تناسبهم، وهو ما تبين ل«المساء» عقب الجولة الاستطلاعية التي قامت بها إلى السوق، حيث اتضح لنا بأنها اكتست حلة جديدة، وأهم ما ميزها امتلاء الطاولات بأشكال وأنواع وألوان جديدة ومختلفة من الأواني وكل ما تتطلبه المطابخ من لوازم بدءا بالملاعق، مرورا بالأطباق على اختلاف استعمالاتها للشوربة أو السلطات أو الأطباق الحلوة، وصولا إلى فناجين وكؤوس الشاي والماء، حيث أكد الباعة الذين تحدثت إليهم «المساء» أن «سلعة رمضان» كما يصطلح على تسميتها، أدخلت إلى سوق ساحة الشهداء، بداية من الأسبوع الأول من شهر شعبان، على اعتبار أن الزبائن وتحديدا النساء، بدأن يسألن عن الجديد في مجال الأواني المنزلية، ولأن الطلب كبير، تم تزويد السوق بكميات كبيرة منها، موضحين أنها ستنفذ خلال الأسبوع الأخير من شهر شعبان وتحديدا تلك الخاصة بماركات مشهورة منها «شاف» و«كيتشن»، وحول نوعية الأواني التي يكثر عليها الطلب، أكد أحد الباعة الذي كان منهمكا في الإجابة على أسئلة النساء حول سعر بعض الأواني لكثرة التهافت عليه، فإن اللواتي يقصدن منهن ساحة الشهداء يحبذن اقتناء كل الأواني، حيث يكثر الطلب على القدور الفخارية والضاغطة والصحون بأحجام مختلفة قصد التنويع، كما يكثر الطلب على الأطباق المصنوعة من الفخار وتحديدا طبق الشوربة، لأن شهر رمضان يضيف؛ «لا يحلو من دون إبريق الشاي، نشهد أيضا الطلب الكبير على الأباريق والكؤوس، ونبيع أيضا بالنظر إلى موسم الحر كميات كبيرة من الأواني الخاصة بالمثلجات، وتلك التي تقدم بها الفواكه، والفلان.... وبصفة عامة تقيم النساء بحلول شهر رمضان حربا على الأواني القديمة، ويفضلن أن تكون المائدة مزينة بأطباق جديدة تعكس فرحتهن بحلول هذا الضيف العزيز». تركنا محدثنا يسابق نفسه من أجل تلبية طلبات كل الزبونات ورحنا ندردش مع بائع آخر، قال بأنه يأتي بسلعته من ولاية العلمة، وتعمد هذه السنة التركيز على الأواني التي تخدم موسم الصيف، كالقوارير الخاصة بتعبئة الماء والمشروبات، وكذا الصحون الخاصة بالسلطات، مشيرا إلى أنه رغم أن الأسعار تعرف هذه السنة ارتفاعا محسوسا مقارنة بالسنوات الماضية، تقدر بنسبة 10 بالمائة، فمثلا بالنسبة للقدور الصغيرة يقدر ثمنها ب 1000 دج فما فوق، فيما يصل ثمن القدر الضاغط من الحجم الصغير إلى 4500 دج، إلا أن الطلب كبير، مما يعني أن الأسعار أمام الفرحة باستقبال شهر الصيام تصبح غير مهمة. لم يقتصر الطلب على الأواني فحسب، إنما امتد إلى الأقمشة والشرشف الخاص بالمطبخ الذي يعتبر أهم ركن في المنزل خلال الشهر الفضيل، حيث التفت النساء حول بعض الطاولات لاقتناء شراشف جديدة لطاولة الطعام بلونين مختلفين لمزيد من الجمالية، فيما راحت أخريات يقتنين ستائر جديدة لتزيين المطبخ، إلى جانب الإقبال على اقتناء العلب التي توضع بها التوابل والتي عرضت منها أنواع جديدة بألوان مشرقة لجلب انتباه المتسوقات. من جهة أخرى، خص بعض التجار طاولاتهم بما يتطلبه الشهر الفضيل من مكسرات، على غرار اللوز والجوز لصنع حلويات رمضان والكثير من الفواكه المجففة المطلوبة لصنع طاجين الحلو مثل البرقوق، المشمش والزبيب، حيث أكد لنا البائع أن بعض النساء شرعن مع دخول شهر شعبان في اقتناء كميات معتبرة من اللوز والجوز، هذا الأخير الذي قدر سعره ب 1000 دج للكيلوغرام الواحد، مشيرا إلى أن في هذه السنة، يعرف المشمش المجفف ارتفاعا في السعر حيث وصل سعره إلى 900 ألف دج للكيلوغرام الواحد.