حصدت الطرقات الوطنية والولائية منذ بداية شهر رمضان المبارك، حياة أكثر من 100 مواطن، وتسببت في سقوط 2011 جريحا نتيجة 1500 حادث مرور، منها 96 حادثا مميتا. وأرجعت وحدات الحماية المدنية سبب ارتفاع حوادث المرور إلى عدم احترام قانون المرور، والسرعة الجنونية لعدد من السائقين، بالإضافة إلى المشاحنات التي انتقلت من الشوارع إلى الطرقات؛ مما تَسبب في حوادث خطيرة خاصة خلال الساعات الأخيرة من النهار وقبل موعد السحور. وقد وجّه المكلف بالإعلام على مستوى الحماية الملازم برناوي نسيم، نداء لكل العائلات، لتحسيس أبنائها بضرورة عدم التهور في السياقة مع استغلال الخط الأخضر لمصالح الدرك والشرطة، للإعلام عن التجاوزات الخطيرة التي تحدث عبر الطرقات. ورغم كل الإجراءات المتخَذة من طرف مصالح الأمن؛ من شرطة ودرك تحسبا لشهر رمضان وموسم الاصطياف لتجنب حوادث المرور، إلا أن الأرقام الأخيرة الخاصة بإرهاب الطرقات، تؤكد ارتفاع الظاهرة منذ بداية السنة الجارية، لتتم مضاعفة الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الجمعيات التي تُعنى بالسلامة المرورية والهيئات الأمنية، بالتقرب من السائق الذي يُعتبر المسؤول الأول عن حوادث المرور، لحثه على ضرورة احترام السرعة القانونية وعدم اللجوء إلى التجاوزات الخطيرة. وحسب تصريح الملازم برناوي سليم، فإن السرعة "الجنونية" لبعض السائقين الشباب غالبا ما تنتهي بحوادث مرور أليمة، قد ينجو منها من يقود بسرعة، لكن يخلّف وراءه عدة وفيات عبر الطريق؛ بسبب الاصطدام والتجاوز الذي يكون في غير محله. وتشير الأرقام المقدَّمة من طرف وحدات الحماية المدنية، إلى تسجيل بين الفترة الممتدة من 29 جوان إلى 08 جويلية الجاري، أكثر من 86 حادث مرور أليم، أدت إلى وفاة 89 شخصا بمكان الحادث، منهم 74 رجلا و9 نساء، بالإضافة إلى 6 أطفال، مع جرح أكثر من 2011 آخرين. وسُجلت أثقل حصيلة في اليوم الثالث من شهر رمضان بوفاة 17 شخصا في يوم واحد، في حين خلّف آخر حادث مرور سُجل فجر أمس بولاية معسكر، 7 وفيات وجريحا إثر انحراف شاحنة وسقوطها من أعلى جسر على علو 25 مترا، وعلى متنها 8 عمال كانوا متوجهين نحو ورشة بناء بمدينة المحمدية. ومن جهته، أشار بيان لخلية الإعلام لقيادة الدرك الوطني، إلى إحصاء في الفترة الممتدة من 29 جوان الفارط إلى 05 جويلية الجاري، وفاة 91 شخصا وجرح 880 آخرين في 459 حادث مرور. واحتلت السرعة المفرطة صدارة ترتيب أسباب وقوع الحوادث ب 242 حالة، يليها التجاوز الخطير ب 52 حادثا، و38 حادثا بسبب السير على اليسار. وحسب تصريح المكلف بالإعلام المقدم كرود عبد الحميد، فإن السياقة تحت تأثير التعب وإرهاق الصوم وراء ارتفاع حوادث المرور خلال هذا الشهر الفضيل، فالكل يريد الوصول إلى بيته قبل موعدي الإفطار والإمساك؛ مما يجعل الكثافة المرورية تتواصل لساعات طويلة، ناهيك يقول المقدم عن ظاهرة ركن السيارات بطريقة عشوائية بالقرب من المساجد لأداء صلاة التراويح وكل ما ينجر عن ذلك من اختناقات مرورية. ونظرا لخصوصية شهر رمضان لا يمكن ردع وتغريم هؤلاء المواطنين المخالفين، لذلك تَقرر توزيع أعوان الدرك قرب المساجد لتنظيم عملية ركن السيارات وتنظيم المرور بعد انتهاء صلاة التراويح. ومن جهة أخرى، يقول المقدم كرود إن ارتفاع درجات الحرارة دفع بالعديد من المواطنين إلى السفر بعد موعد الإفطار، غير أن الإنارة الخافتة عبر الطرقات وتأثيرات الصيام طوال اليوم وعدم أخذ القسط الكبير من الراحة، تجعل السائق يقوم بتجاوزات خطيرة ويستعمل السرعة للوصول إلى مقصده قبل موعد الإمساك، وهو ما يرفع توقعات حدوث حوادث مرور أليمة، كما تتوقع قيادة الدرك الوطني أن يرتفع عدد مستعملي الطريق خلال الخمسة عشر يوما المقبلة؛ مما سيخلّف اختناقات مرورية عديدة قرب الأسواق ومساحات الترفيه، وعليه تقررت مضاعفة حملات التحسيس خاصة عند نقاط المراقبة المرورية لمطالبة السائقين بضرورة توخي الحيطة، مع الإعلام عن التجاوزات الخطيرة عبر الرقم الأخضر "1055". وقد بادرت مديرية الأمن الوطني، من جهتها، بفتح مطاعم لإفطار الصائمين في الطرق، للحد من السرعة المفرطة خلال الدقائق الأخيرة قبل موعد الإفطار، الأمر الذي كان له صدى واسع وسط مستعملي الطريق، الذين استحسنوا المبادرة.