دعت مصالح الدرك الوطني المواطنين، أمس، إلى احترام قوانين المرور والابتعاد عن السرعة المفرطة، خاصة خلال الساعات الأخيرة من النهار وقبيل موعد الإفطار، وذلك بعد ارتفاع حوادث المرور نهاية الأسبوع الفارط إلى 59 حادثا توفي على إثرها 17 شخصا وجرح 97 آخر، وحسب حصيلة لهذه المصالح فإن المواطنين، بفعل الصيام والإرهاق، يفرطون في السرعة للوصول إلى مقاصدهم قبل أذان الإفطار وهو ما يخلف يوميا حوادث مرور مميتة. المتجول وسط مختلف الأحياء والمدن الكبرى خلال هذا الشهر الكريم يلمس تحول الطرقات والأزقة إلى مساحات لسباق السيارات ساعات قبل موعد الإفطار، حيث يتسابق الجميع لبلوغ مقاصدهم ضاربين بقانون المرور عرض الحائط، المهم عندهم الدخول إلى منازلهم مع موعد الإفطار، فلا إشارات المرور ولا الطرق الممنوعة تصدهم، وغالبا ما ينتهي بهم الأمر في قاعات الاستعجالات بسبب حوادث المرور القاتلة التي تكون نتاجا للتهور والمناورات الخطيرة. وللحد من هذه التجاوزات، شددت دوريات ونقاط المراقبة التابعة لمصالح الدرك الوطني نشاطها خلال الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار بسبب تسجيل حوادث مرور مميتة خلال هذه الأوقات والتي تعود بالدرجة الأولى إلى السرعة المفرطة، وحسب آخر بيان للمصالح فقد سجل يوم الخميس الفارط 30 حادث مرور،9 منها مميتة أدت إلى وفاة 10 أشخاص وجرح 46 آخرين، في حين سجل يوم الجمعة الفارط 29 حادث مرور،7 منها مميتة أدت إلى وفاة 7 أشخاص وجرح 51 آخرين. وفي تصريح ل''المساء'' أوضح مسؤول خلية الإعلام، المقدم عبد الحميد كرود، أن الإرهاق وتعب الصيام يتصدران قائمة مسببات حوادث المرور خلال هذا الشهر الكريم، الأمر الذي دفع بقيادة الدرك الوطني إلى مطالبة دوريات أمن سرايا الطرقات بتمديد ساعات العمل إلى ما بعد الإفطار لحمل المواطنين على احترام قانون المرور، مع التركيز على التجمعات الحضرية الكبرى وعند مداخل ومخارج الأسواق التجارية. من جهة أخرى، دعت مصالح الدرك المصلين إلى التنقل راجلين إلى المساجد لأداء صلاة التراويح والاستغناء عن السيارات التي تحدث خلال السهرات الرمضانية اختناقات مرورية حادة عند المداخل والطرقات المؤدية للمساجد بسبب الركن العشوائي للسيارات التي أخذت مكان الراجلين في الأرصفة، وهو ما يخلف -يوميا- مناوشات وشجارات ما بين سكان الأحياء القريبة من المساجد والمترددين عليها من خارج الحي. أما بالنسبة لنشاط دوريات الدرك الوطني قرب الأسواق فهي تتم بشكل عادي، حيث تفرض احترام قوانين الركن ومسافات الأمان وخروج ودخول السيارات إلى مختلف الأسواق التي تعرف في مثل هذا الوقت من السنة حركية كبيرة. ويذكر أن اليوم الأول من شهر رمضان المصادف للفاتح أوت الفارط سجلت مصالح الدرك الوطني فيه هلاك 19شخصا وإصابة 97 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في 46 حادث مرور، فيما لقي 8 أشخاص حتفهم وإصابة 72 آخرين بجروح جد خطيرة في 37 حادث مرور في اليوم الثاني، وهو ما أدى إلى تسجيل خسائر مادية معتبرة بالمركبات وعدد من المرافق العمومية. من جهتها، أحصت مصالح الأمن الوطني خلال اليوم الأول من الشهر الكريم 41 حادث مرور أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 52 آخرين، وعليه تؤكد آخر الدراسات بخصوص حوادث المرور أنها ترتفع خلال شهر رمضان من كل سنة بنسبة تزيد عن 50 بالمائة.