تزايدت الضغوط على الرئيس الباكستاني برويز مشرف لإرغامه على تقديم استقالته بعد أن أصبح غير مرغوب فيه ليس فقط من قبل الطبقة السياسية بل حتى من قبل المؤسسة العسكرية التي سبق وحكمها لعدة سنوات. وفي هذا السياق طالب الجيش الباكستاني الرئيس مشرف بالتخلي عن منصبه الرئاسي وتقديم استقالته تفاديا لوقوعه في موقف حرج بعد إصرار الائتلاف الحكومي الذي يضم أهم حزبين في المعارضة الباكستانية على المحاسبة ومعاقبة بعد اتهامه بالتقصير في مهامه. وقالت مصادر عسكرية مقربة من الرئيس الباكستاني أن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الباكستانية الجنرال إشفاق برويز كياني سيناشد الرئيس الباكستاني بضرورة تقديم استقالته خلال أسبوع. وذهبت نفس المصادر إلى القول بأن قيادات الجيش همست في أذن الرئيس مشرف لتقديم استقالته من منصبه الرئاسي حتى يتجنب تعريض نفسه للمساءلة بما يحمل ذلك من مهانة وإذلال. وأكثر من ذلك فقد أكدت نفس المصادر على أن الجيش سوف يجعل الأمر واضحا أمام الرئيس خلال الأيام القادمة ويفهمه بان دخوله في قضية المساءلة والمواجهة مع الائتلاف الحاكم لن تكون في صالح البلاد. وكان الخناق اشتد نهاية الأسبوع من حول الرئيس مشرف بعدما تحركت أحزاب المعارضة باتجاه الإطاحة بنظام الرئيس مشرف بعد مفترة من المهادنة بين الطرفين لم تدم أكثر من أربعة أشهر. وأكد الائتلاف الحكومي الذي يضم أهم حزبين في المعارضة الباكستانية وهما حزب الشعب الذي كانت تتزعمه الزعيمة السياسية الراحلة بنظير بوتو وحزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف على مباشرة إجراءات عزل الرئيس مشرف بعد اتهامه بالتقصير من مهامه في مؤشر إلى عودة التوتر مجددا إلى الساحة السياسية الباكستانية المعروف عنها عدم استقرارها والانقلابات العسكرية والاغتيالات السياسية.