أجرى مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص الى السودان ريتشارد وليامسون أمس بالعاصمة السودانية، مباحثات مع سيلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب تناولت إضافة إلى بحث مذكرة الاعتقال في حق الرئيس البشير الأوضاع في منطقة آبيي وإقليم دارفور. وقال سيلفاكير خلال اللقاء الذي جمعه بالموفد الأمريكي أن توقيف الرئيس عمر البشير لن يكون في مصلحة السودان واتفاق "نيفاشا" للسلام الشامل في جنوب السودان. وأكد المسؤول السوداني أن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على دول الجوار التي تعيش معظمها حالة من التوتر وعدم الاستقرار مما يستدعي إجراء دراسة معمقة لقرار التوقيف وتداعياته. وقدم سيلفاكير تطمينات للموفد الأمريكي حول الوضع في منطقة آبيي وأبلغه أن الحكومة شكلت إدارة للمنطقة وبدأ المواطنون في العودة الطوعية إلى منازلهم وقراهم التي هاجروها بسبب المواجهات الدامية التي شهدتها شهر ماي الماضي. وأضاف أنه سيتم تشكيل الإدارة المحلية في المنطقة ونشر قوات لحفظ الأمن والاستقرار لضمان عودة جميع النازحين إلي مناطقهم الاصلية. للإشارة فإن شريكي الحكم في السودان كان قد وقعا في ال9 جوان الماضي على اتفاق لتسوية أزمة آبيي المنطقة الغنية بالنفط بعد تحولها إلى مسرح للاشتباكات الدامية خلفت مقتل العشرات شهر ماي الماضي ونزوح المئات الآخرين. من جانبه أعرب المبعوث الأمريكي ريتشارد وليماسون عن تقدير الرئيس الأمريكي جورج بوش لحكم شريكي اتفاق السلام الشامل لتجاوز أزمة آبيي واحتواء التوتر الذي وقع مؤخرا بالمنطقة، موضحا أن تعيين الإدارة المؤقتة لآبيي تعتبر مؤشرا للحل النهائي للمشكلة. وقال المبعوث الأمريكي في تصريحات صحفية أدلى بها بعد اللقاء انه بحث مع سيلفاكير تطورات الأوضاع في اقليم دارفور والجهود المبذولة وتهيئة الأجواء لإجراء الحوار السياسي للتوصل إلى حل نهائي للنزاع المحتدم في هذا الجزء من الأراضي السودانية. ولم يشأ المسؤول الأمريكي إثارة موقف بلاده من طلب اعتقال الرئيس البشير المتهم باقتراف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. واكتفى بالقول أن أمريكا وبالرغم من أنها ليست عضوة في محكمة الجنايات الدولية فهي بالتالي ليست طرفا في قراراتها فإنها كقوة دولية تتأثر بما يصدر عن هذه المحكمة من قرارات في إشارة ضمنية إلى دعم واشنطن لمذكرة التوقيف. وكان المبعوث الأمريكي شرع في زيارة إلى المنطقة بدأها بزيارة الى تشاد حيث التقى بالرئيس إدريس دبي وسلمه رسالة من الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يطالب بان تكون هناك مفاوضات سريعة لحل أزمة دارفور. ومن المقرر أن تدوم زيارة المبعوث الأمريكي أسبوعا يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين الحكوميين السودانيين ويزور كلا من إقليم دارفور وجوبا ومنطقة آبيي.