الإكثار من الزيارات وتقوية صلة الرحم في شهر رمضان والممتدة إلى غاية السحور، أهم ما يميز يوميات الصائمين بولاية جيجل، حسب السيدة عريض مختصة في الطبخ التقليدي التقتها «المساء» مؤخرا بالعاصمة عقب مشاركتها بمهرجان إبداعات المرأة في الطبخ. نستقبل شهر رمضان الكريم بولاية جيجل بإقامة الولائم، حيث ندعو كل المقربين لمقاسمتنا الطعام، تقول السيدة عريض، وتضيف «نفرح لاستقبال هذا الشهر بإعداد البغرير والخفاف والكسكسى بالحوت والدويدة التي نكون قد حضرناها خلال شهر شعبان، فلا يخفى عليكم أن النسوة بالولاية يجعلن من شهر شعبان محطة للقيام بفتل كل ما يمكن أن نحتاج إليه من كسكسى للسحور والدويدة لإعداد الشوربة لتكون جاهزة خلال الشهر الفضيل. وتستقبل العائلات الجيجلية شهر رمضان الكريم بتحضير شوربة الدويدة البيضاء بلحم الغنم التي تكون حاضرة على المائدة طيلة أيام الصيام، بينما يحبذ البعض الآخر من العائلات التنويع بين شوربة الدويدة وشوربة الجاري الذي تشتهر به المنطقة ويتشابه إلى حد كبير مع الولايات المجاورة لها مثل ولاية سطيف، ولعل السبب في تمسك النسوة بشوربة الدويدة كون كبار السن يحبون كثيرا الإفطار على هذا الطبق خلال رمضان، بينما يعتبر الكسكسي الحلو سيد المائدة بالسحور، حيث تميل العائلات إلى التسحر على الكسكسي الحلو المرفق بأكواب الرائب، أو بالرخسيس أو«البراج بالتمر» مرفقة طبعا بالرائب أو اللبن، «حيث نميل في السحور إلى تناول الوجبات الحلوة لتعطينا الطاقة التي تمكننا من التغلب على تعب يوم كامل من الصيام بفصل الصيف». لا تزال العائلات الجيجلية تميل إلى إحياء بعض العادات القديمة في رمضان، حيث يتم دعوة الأقارب والأحباب للسهر حسب محدثتنا، فيتم الإعداد لبعض الحلويات الخاصة بهذا الشهر ومنها قلب اللوز الذي يعد بالمنزل ويكون مشبعا بماء الزهر والشاربات، إلى جانب كعك المنقاش، وهليلات اللوز، ولا تحلو القعدة إلا بإبريق الشاي المعبق برائحة النعناع مؤكدة أن الضيوف لا يغادرون المنزل إلا بعد تناول وجبة السحور المتمثلة في طبق الكسكسي الحلو وهي ميزة تختص بها ولاية جيجل.