تعتبر المرأة البليدية عملية طلاء المنزل أمرا مهما يدخل ضمن التحضيرات الواجب اعتمادها لاستقبال شهر رمضان، لأنها تولي أهمية قصوى لعامل النظافة، كما لا يفوتها اقتناء قدر جديد من الفخار خاص لإعداد الشوربة، إلى جانب اقتناء بعض الأواني الأخرى وغطاء جديد للمائدة الذي يستبدل هو الآخر لأن المنزل يلبس حلة جديدة وجميلة للترحيب بهذا الضيف الكريم ، والتي لا تقوم بهذه الترتيبات سالفة الذكر تكون محل تعليقات المجتمع البليدي لأنها خالفت عادات وتقاليد المنطقة حسب ما أشارت إليه السيدة ''روفيلة'' وهي ربة بيت من البليدة. تتضمن التحضيرات لشهر رمضان الكريم أيضا اللجوء إلى تكديس المواد الغذائية بطريقة غير معهودة بالمقارنة مع باقي أشهر السنة، دون أن ننسى التوابل والدويدة أوالشعيرات الضرورية لتحضير طبق الشوربة. تفطر العائلات البليدية حسب السنة النبوية بالتمر والحليب، ثم تؤدي صلاة المغرب جماعيا بالمنزل طيلة شهر رمضان، بينما يتجه البعض إلى بيوت الله لأداء الصلاة، وعند عودتهم يتناولون طبق الشوربة المعدة أساسا من الدويدة والتي تحضر بمرق أبيض، بعدها يتم تذوق باقي الأطباق التقليدية الأخرى مثل المثوم والبرانية وخداوج فوق الدربوز دون أن ننسى ''المشرملات'' التي تعد ضرورية، ولا يغيب عن موائد البليديين طاجين البرقوق الذي يحضر بالتفاح واللوز ويكون مصحوبا بالقهوة. بعد الإفطار يتجه الجميع لأداء صلاة العشاء والتراويح، بعدها يجتمع البليديون لإقامة السهرات الرمضانية عند الأقارب والأحباب كما جرت عليه العادة خلال الشهر الفضيل، حيث تعد المرأة لهذه السهرات مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية على رأسها الصامصة والمحنشة والقطايف، لأنها قلما تلجأ إلى اقتناء الزلابية أو قلب اللوز من الخارج. وعن وجبة السحور فإن البليديين يفضلون المسفوف بالرائب أو الكسكسي بالحليب، بينما يحضر للطفل الصائم لأول مرة الشاربات، وهي عبارة عن سائل مسكر تضاف له باقة من الياسمين ويوضع في الكأس خاتم والدته أو أخته الكبرى. من جهة أخرى تفضل العائلات البليدية إقامة حفلات الختان في ليلة القدر المباركة في جو عائلي يحضره الأهل والأحباب حيث تقام الوليمة. ولا يفوت أهل البليدة قضاء هذه الليلة المباركة في المساجد للتضرع إلى الله بالدعاء وقراءة القرآن وأداء صلاة الفجر، كما تحضر المرأة البليدية أنواعا كثيرة من الحلويات العصرية بمناسبة العيد دون أن تهمل الأنواع التقليدية كالخشخاش والمسمن والبغرير.