أكد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال أمس، أن ولاية قسنطينة ستكون في الموعد مع انطلاق تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015 في أفريل المقبل، وذلك بالنظر إلى تقدم أبرز المشاريع التي تحتاجها التظاهرة عند بدايتها، على غرار قاعات العروض وقصر الثقافة والفنادق الجاري بناؤها أو تأهيلها، فضلا عن استكمال إنجاز الجسر الكبير "صالح باي"، الذي يُعد تحفة معمارية، تدعمت بها هذه الولاية، التي تسعى الحكومة إلى إعادة إشعاعها العلمي والثقافي. وأوضح السيد سلال في هذا الإطار، أن زيارته إلى الولاية على رأس وفد وزاري هام يضم 15 وزيرا، وعقده لمجلس وزاري مصغر موسع إلى السلطات المحلية، يندرج في إطار تنفيذ هذه المساعي، وإعطاء دفع قوي للتحضيرات الجارية لاحتضان هذه الولاية لتظاهرة الثقافة العربية، مذكرا، بالمناسبة، بأن الحكومة خصصت في إطار هذه التظاهرة، 7 ملايير دينار لتنفيذ 50 مشروعا بالولاية، فضلا عن تخصيصها ل54 مليار دينار لبعث المشاريع التنموية الأخرى التي ستسهم، دون شك، في تغيير وجه هذه الولاية العريقة. وفي حين أوضح أن المجلس الوزاري المصغر الذي تم عقده، بحث فضلا عن مستوى تقدم المشاريع وحثِّ المشرفين عليها، على تسريعها وكيفية إشراك المواطن في هذه التظاهرة وكذا إسهام الولاية في التظاهرة الأممية المقررة العام المقبل من خلال مشروع مدينة الأنوار، أكد أن مستوى تقدم عدد معتبر من المشاريع على غرار قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة ودار العروض "زنيت" وكذا فندق "ماريوت" الجاري إنجازه، وفندقي "سيرتا" و«بانوراميك" الجاري ترميمهما قبل منح مهام تسييرها كلها لشركة "ستاروود" العالمية، سيمكّن قسنطينة من أن تكون في الموعد عند انطلاق التظاهرة في 16 أفريل المقبل. وبالمناسبة، فقد دعا الوزير الأول كافة المؤسسات العلمية والثقافية بقسنطينة، إلى التأهب الجيد لإنجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، مؤكدا أن هذه التظاهرة التي تتزامن مع سنة "الأنوار" التي أعلنتها الأممالمتحدة للعام المقبل، لا تقتصر نشاطاتها على الفنون والثقافة فقط، بل تتعداها كذلك إلى المجال العلمي الثري الذي تزخر به هذه الولاية. وطلب السيد سلال خلال إشرافه أمس على تدشين المدينة الجامعية منتوري 3، من المشرفين على سير هذا المرفق العلمي الحيوي، الاستعداد التام للمشاركة في الموعد الثقافي الذي تحتضنه هذه الولاية العام المقبل، داعيا إلى استكمال كافة العمليات الأخيرة المتعلقة بمنشآت المدينة الجامعية الجديدة التي تبلغ طاقة استيعابها 44 ألف مقعد بيداغوجي، موزعة على 10 مؤسسات بيداغوجية تضم 3 مدارس عليا، 6 كليات ومعهدا واحدا، فضلا عن 19 إقامة جامعية. وقد شرع هذا الصرح التعليمي الجديد الذي يجري الآن ربطه بمختلف المرافق الحيوية للولاية، على غرار المدينة الجديدة علي منجلي والطريق السيار، في استقبال الطلبة بداية من الموسم الدراسي الماضي، فيما كلّف إنجازه 37,1 مليار دينار. ودعا سلال إلى تعزيز هذه المنشأة بهيكل صحي وبمقر للأمن الوطني لضمان أمن الطلبة، مع دعمها بقصر للعلوم، "يجعل الجامعة تواكب التطورات والتقدم المسجل في المجال العلمي". وقبل ذلك، عاين الوزير الأول مشروع قاعة العروض من طراز "زنيت"، والتي تسع 3000 مقعد، حيث شدّد على ضرورة الاستفادة من التسيير الأجنبي لهذه المنشأة العصرية بعد فتحها المقرر في جانفي المقبل لمدة 3 سنوات بدلا من سنة واحدة، ثم نقل هذه المهام للإطارات الجزائرية بعد أن تكون قد استفادت من الخبرة. وألح على ضرورة تجهيز هذا المشروع بعتاد من الطراز العالي، وطالب بالتهيئة الجيدة لمحيط موقعه، وتزيينه بأشجار النخيل. ودشن السيد سلال خلال زيارته إلى عاصمة الشرق الجزائري، الجسر الكبير "صالح باي"، الذي تم إنجازه وفق نمط معماري عصري، أضفى رونقا وجمالا على المدينة العتيقة. ويمتد طول هذا الجسر العملاق الذي تم تصميمه بنظام الأعمدة الممدودة، إلى 4,3 كلم، فيما يصل عرضه إلى 27 مترا، وكان هذا الإنجاز الكبير الذي وصفه الوزير الأول بالتحفة المعمارية، قد عرف تأخرا في استكماله بسبب بعض المشاكل التقنية المرتبطة بطبيعة تصميمه المعقدة، وموقعه المميز الذي يقطع واد رمال. كما دشن السيد سلال خلال زيارته لقسنطينة، خزّانا للمياه بسعة 50 ألف متر مكعب، يندرج إنجازه وتجهيزه في إطار أشغال تحويل مياه سد بني هارون الموجه لتعزيز تموين 200 ألف ساكن بأعالي قسنطينة، بمياه الشرب. وقد تم إنجاز هذه المنشأة الفنية التي ستموّن مدينتي ميلة وقسنطينة انطلاقا من سد وادي العثمانية، من قبل شركة صينية، بغلاف مالي بقيمة تفوق 1,7 مليار دينار، ويُنتظر ربطها مستقبلا بخزانين آخرين بسعة 20 ألفا و10 آلاف متر مكعب؛ من أجل ضمان تموين غير منقطع بمياه الشرب لمجموع الأحياء الواقعة بأعالي المدينة. وبالمناسبة، دعا الوزير الأول إلى تدعيم وتعزيز السقي الفلاحي انطلاقا من هذه المنشآت، والاعتناء بالمواقع التي أُنجزت بها. ووقف بوسط المدينة على الأشغال الجارية لبناء فندق من طراز "ماريوت". كما استعرض مشاريع تأهيل فندقي "سيرتا" و«بانوراميك"، وإنجاز فرع جهوي للمدرسة الوطنية لمهن الفندقة والإطعام، قبل أن يختم زيارته الميدانية لعاصمة الثقافة العربية، بتسليم عقود الاستفادة ومفاتيح سكنات اجتماعية بمقر الولاية، ثم تدشين المحطة الجوية الجديدة لمطار محمد بوضياف.