تحصي جمعية براهيمي محمود لمساعدة مرضى السكري بولاية تلمسان، أكثر من 28 ألف مصاب بداء السكري موزعين على مستوى بلديات الولاية ال53، يتابعون علاجهم الطبي بطريقة عشوائية نظرا لنقص بعض المرافق الصحية القريبة، خاصة دار مرضى السكري، في انتظار استكمال عدة مشاريع لإنجاز مستشفيات وعيادات خاصة، حسب معطيات مديرية الصحة بولاية تلمسان. ومن المنتظر أن تساهم هذه المشاريع في تخفيف الضغط عن بعض العيادات الأخرى، خاصة تلك الموجودة بحيي بوذغن وشتوان وعيادة رواق. وقصد تحسين علاج الأمراض المزمنة كالسكري، قامت المصالح الولائية بتخصيص غلاف مالي ضخم من أجل اقتناء جهاز "الليزر" وبعض اللواحق الأخرى. وفي سياق متصل، كشف رئيس جمعية "براهيمي محمود" لمساعدة مرضى السكري لولاية تلمسان، عن ضرورة التركيز على معايير الوقاية والتشخيص المبكر للمرض قبل تأزم الداء، لأن الأرقام الأخيرة تؤكد إحصاء 28 ألف مصاب بداء السكري، بعد أن كان العدد لا يفوق 17 ألف مصاب خلال سنة 2006، وهو رقم لا يعكس العدد الحقيقي للمصابين بهذا الداء بولاية تلمسان، لأن أغلب فئات هذه الشريحة يخضعون للعلاج التقليدي بدل التردد على المراكز الصحية، بسبب المسافة الموجودة بين هذه المرافق الصحية والبلديات النائية التي يأتي منها المرضى، ناهيك عن التكاليف الباهظة للعلاج بالعيادات الخاصة. كل هذا ساهم في زيادة عدد المرضى بالولاية. وحسب رئيس الجمعية، فإن المصابين بمرضى السكري صنف "ب" تصل نسبتهم إلى 45 بالمائة؛ 35 بالمائة منهم مصابون بأمراض القلب، و30 بالمائة مصابون بأمراض الكلى و20 بالمائة مصابون بمضاعفات صحية أثرت على نظرهم. 500 تلميذ مصاب بالسكري من جهة أخرى، ارتفعت نسبة الإصابة بداء السكري بين تلاميذ المدارس في ولاية تلمسان، الأمر الذي دفع جمعيات أولياء التلاميذ إلى دق ناقوس الخطر، فالكثير من التلاميذ المصابين يجهلون إصابتهم، كما يجهل الأساتذة أحوالهم الصحية، بالتالي لا يعرفون كيفية التعامل معهم. وفي هذا الإطار، دعا رئيس جمعية "براهيمي محمود" إلى ضرورة التكفل الأمثل بالتلاميذ المصابين بداء السكري في ولاية تلمسان، والذين تجاوز عددهم 500 مصاب، مطالبا بضرورة التعامل مع الدفتر الصحي للتلاميذ لمعرفة مشاكلهم الصحية ومراعاتها كالتبول في أوقات كثيرة والأكل في أوقات مختلفة أو الدخول في غيبوبة، وهنا شدّد رئيس جمعية "براهيمي محمود" لمرضى السكري على أهمية وجود طبيب وممرضة وأخصائي نفساني على مستوى كل مدرسة أو مؤسسة تربوية لمراعاة الظروف الصحية للتلاميذ ومساعدتهم على تجاوزها. وقد كشفت دراسة جديدة قامت بها جمعية "براهيمي محمود" لمرضى السكري، عن أن سبب انتشار السكري بين أطفال ولاية تلمسان هو الانتشار المفرط للبدانة في الوسط المدرسي بسبب الإقبال الكبير للتلاميذ على استهلاك المشروبات الغازية والعصائر ورقائق البطاطا (الشيبس) وغيرها من الأطعمة غير الصحية، وهو ما دفع الجمعية إلى القيام بحملة ولائية للمطالبة بتخفيف نسبة السكر في هذه المشروبات، بالتنسيق مع مديرية الصحة والتجارة والجمعية الوطنية لتصنيع المشروبات، لإنقاذ صحة الأطفال من الأمراض التي تحدق بهم في ظل فوضى الاستهلاك.