يتواصل المهرجان الدولي "الصيف الموسيقي بالجزائر" بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح، حيث عرفت السهرة الرابعة توافدا ملفتا للعائلات الجزائرية، وتميز البرنامج الفني لسهرة أول أمس بمشاركة أصوات استحضرت أجمل الأغاني التي اشتهرت خلال سنوات الثمانينات والتسعينات، كما عادت بعض الأصوات لتنهل من التراث الفني للأغنية الجزائرية الكلاسيكية أو ما يسمى بالأغنية الأندلسية، مع تسجيل حضور للمطربة سيرين بن موسى لتمثيل الأغنية التونسية في التظاهرة. استهل السهرة التي قادها رضا خزناجي مع جوق "بلدة"، الفنان غاني الجزائري بوصلات في طابع الشعبي كأغنية "موعود ليك بالسعادة والخير" التي اشتهر بها مطرب أغنية الشعبي الكبير بوجمعة العنقيس، وأعيدت الأغنية على يد العديد من الأسماء، ثم غنى "البارح" للراحل الهاشمي قروابي فكانت بمثابة الأغنية المفتاح لباب المتعة والتفاعل مع الجمهور، الذي صفق وغنى مع المؤدي وتعالت الزغاريد في القاعة، كما أدى غاني الجزائري أغنية ثانية للراحل الهاشمي قروابي "جيب راسك لي وأجي نقصرو"، ثم غنى لدحمان الحراشي "يا الرايح". وختم غاني الجزائري برنامجه الموسيقي بأغنيتين من رصيد عميد الأغنية الجزائرية رابح درياسة، ووفق في أدائه وبثّ النشوة في قلوب الحاضرين فغنوا جميعا "يالحوتة" و"الممرضة". أما الجزء الثاني من الحفل فأحياه نصر البليدي وإن كان مريضا فقد ألهب قاعة ابن زيدون واهتز الجميع لأغانيه التي عرفت شهرة منقطعة النظير في سنوات التسعينات، على غرار "كاتبة" و"الراي رايي وأنا مولاه" و"نبكي على الراي اللي مكاش"، وأنهى وصلته بتكريم ابن مدينته وأستاذه رابح درياسة، فأدى الأغنية الخالدة "نجمة قطبية" و"يحياو أولاد بلادي". من جانبه، اقترح محمد وجدي على الحاضرين أغنية "عياتني هذي الطريق" في الطابع البدوي، وهي من أشعار الشيخ عبد القادر الخالدي، ثم غنى "حكمت وسط الباب شايخة" و"ما نحكي ما نشكي". واعتلت المطربة التونسية المنصة، ليس فقط لتؤدي بعض الأغاني من "الريبرتوار" التونسي، لكن لتكريم الأغنية الجزائرية، وأدت شذرات من أغنية الشعبي، إذ استهلت بأغنية "حاسبني وخوذ كراك" للراحل دحمان الحراشي وتابعت ب"سالي قلبي يعطيك خبارو" و"شهلة لعيون"، و"أنا في الحب" و"يا حمام سلم على البهجة"، ثم تعرج المطربة لتقديم مجموعة من الأغاني التونسية "لا يقوله سيدي بويا" و"فالقد طويلة صالحة". وختمت السهرة المطربة المتألقة نعيمة الدزيرية بأدائها لمجموعة من الأغاني من الفنون المجاورة للأغنية الأندلسية، وافتتحت ب"من حب هذي الغزالة" و"القلب بات سالي والخاطر فارح"، و"آش ما يبرد نيراني"، و"يا ضو عياني يالقمري زرق الجنحان" والعديد من الأغاني النابعة من أصالة وجمال الفن الجزائري، بفضل كلمته الطيبة ولحنه العذب، وفوق ذلك الصوت القوي والمرهف لسيدة الطرب العاصمي نعيمة الدزيرية، تمكنت بسهولة من إدخال الفرحة في قلوب الحاضرين الذين كانوا أغلبهم من العائلات.