عبر العديد من أولياء التلاميذ والأسرة التربوية ببلدية اسطاوالي، عن انتقادهم للنقائص التي لم تجد السلطات المحلية حلا لها إلى حد الآن، ملحين على ضرورة التكفل بها، خاصة أننا على أبواب الدخول المدرسي، وتحديدا ما تعلق بمشكل النقل المدرسي الذي يشكل هاجس التلاميذ وأوليائهم. وحسب بعض الأولياء، فإن معظم مدارس اسطاوالي تشهد نقصا ملحوظا في خدمات النقل المدرسي، خاصة في الأحياء المنعزلة، حيث يتكبد أولياء التلاميذ يوميا مشقة إيصال أبنائهم إلى المدرسة، وينتقل تلاميذ آخرون بمفردهم إلى المؤسسات التربوية معرضين أنفسهم لخطر الطريق، كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام، من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، حيث يجتازون الطريق السريع وبعض المسالك الوعرة يوميا ذهابا وإيابا. وصرح بعض أولياء التلاميذ ل"المساء"، أن أبناءهم يتأخرون عن مقاعد الدراسة، فيما يضطر البعض منهم، خاصة الفتيات، إلى ترك الدراسة نهائيا بسبب هذا المشكل، متسائلين عن مصير حافلات النقل المدرسي التي خصصتها وزارة التضامن الوطني لنقل تلاميذ الأحياء النائية. من جهة أخرى، تشهد العديد من الأقسام بالمؤسسات التربوية في بلدية اسطاوالي اكتظاظا محسوسا، حيث يفوق عدد التلاميذ في القسم الواحد 40 تلميذا، الأمر الذي يفرض على المسؤولين التدخل العاجل وتوفير ظروف ملائمة للتمدرس. وأكد لنا بعض تلاميذ المنطقة أن الاكتظاظ داخل حجرات التدريس أثر على تحصيلهم العلمي، مرجعين ذلك إلى الظروف المزرية التي يزاولون فيها تعليمهم، لاسيما وسط الفوضى التي أصبحت تميز الأقسام، حيث يتعدى عدد التلاميذ الحد المعقول، مما أثر بشكل كبير ومباشر على تحصيلهم الدراسي، ناهيك عن شغب التلاميذ الذي يعرف تناميا مستمرا، مما أنهك الأساتذة وتسبب في خلق جو غير مريح بخصوص تأدية واجبهم على أكمل وجه. من جهتهم، تحدث بعض المعلمين والأساتذة عن تذبذب النقل المدرسي، مؤكدين أنه غير منتظم ويصل إلى بعض المدارس متأخرا في غالب الأحيان، متسببا بذلك في حرج للتلاميذ، إضافة إلى تعطيلهم عن أوقات الدراسة، مضيفين أن ساحات بعض المدارس تشهد ضيقا نظرا للعدد الهائل من التلاميذ، فضلا عن أنها تتحول إلى برك من المياه في حال سقوط الأمطار، مما يحرم التلاميذ من اللعب في فترة الاستراحة. كما تفتقر العديد من المؤسسات التربوية للصيانة، ناهيك عن انعدام مطعم مدرسي، حيث يتناول التلاميذ وجبات باردة لا تفي بالغرض المطلوب، خصوصا مع قطعهم لمسافة بعيدة في طريق عودتهم من المدرسة، لذلك تطالب الأسرة التربوية باسطاوالي بتخصيص حافلات للنقل المدرسي، والنظر إلى الانشغالات التي طرحتها، مشيرة إلى أن المجلس الشعبي البلدي وعدها بإيجاد حلول، إلا أنه لم ينفذ ذلك. وأكد مصدر مسؤول من المجلس الشعبي لبلدية اسطاوالي على برمجة مشروع لإعادة تهيئة العديد من المؤسسات التربوية الموجودة على مستوى إقليم البلدية، كما سيتم إدراج مشروع جديد يخص بناء ثانوية جديدة.