دعا السيد محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، المرشدين الدينيين الذين سيرافقون الحجاج إلى البقاع المقدسة إلى الالتزام بمهامهم وتوعية الحجاج للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر، والتي تحركها تيارات فكرية تحاول تمرير أفكار هدامة لزعزعة السلم والاستقرار وزرع الفتنة والدمار والقتل. وشدد السيد عيسى، في التعليمات التي وجهها للمرشدات والمرشدين الدينيين والأئمة الذين ستوكل لهم مهمة مرافقة الحجاج للبقاع المقدسة خلال موسم الحج، والمقدر عددهم بحوالي 100 مرشد ومرشدة على ضرورة التصدي للتيارات الفكرية السياسية التي تستغل موسم الحج لتمرير أفكارها الهدامة. مشيرا إلى أن أفراد هذه التيارات يتجولون بأماكن تواجد الحجيج بالسعودية، ويحاولون الاحتكاك بهم بحجّة إرشادهم دينيا وتقديم خدمات لهم، حيث يحاولون التقرب منهم ودخول غرفهم لغسل امخاخهم بأفكار تحريضية ضد بلدانهم وضد أنظمتهم السياسية. ودعا السيد عيسى، خلال افتتاح فعاليات يوم دراسي لفائدة المرشدات والمرشدين الدينيين وأعضاء مجلس الفتاوى، أول أمس، بدار الإمام بالمحمدية بالجزائر، لأن يكونوا حصنا منيعا أمام هذه الأفكار التي وقفت الجزائر في وجهها خلال حملة ما يسمى ب"الربيع العربي"، وعدم السماح لهؤلاء الأشخاص الأجانب بدخول أماكن إقامات الحجاج. وشبّه الوزير هذه التيارات ب"جرثومة الشك" التي تحاول التشكيك في الانتماء والوحدة الوطنية، والتي يجب مقاومتها كونها أصعب من الجراثيم والأوبئة المتنقلة كفيروس "ايبولا"- على حد قوله -. وفي سياق تحذيره من هذه التيارات التي تحاول زرع أفكارها والتظاهر بالفتوى، أكد المسؤول أن مرجعية التوجيه والإرشاد الوحيدة في الحج هي مرجعية هيئة الإفتاء وحدها، لذا يجب التوجه لهذه الهيئة والاجتهاد عندما يكون أي اختلاف في الآراء. وذكر الوزير، بمهمة المرشد الديني من حيث أثرها الديني، مؤكدا على إلزامية احترام دفتر شروط هذا الالتزام بحذافيره. مطالبا إياهم بعدم التقصير في المهمة التي سيذهبون من أجلها إلى المملكة العربية السعودية، والمتمثلة في خدمة الحجاج وعدم البخل عليهم في تقديم النصح والإرشاد ومخاطبتهم بلغة سهلة يفهمها الجميع بما يمكّنهم من أداء مناسك الحج على أكمل وجه. والسهر على مرافقتهم روحيا بتأدية رسالتهم الفقهية والدينية بكل سهولة وسلاسة ولو باللهجة العامية لتجنب الأخطاء في أداء الفريضة التي غاليا ما تكون بسبب سوء الفهم. ووجه الوزير نداء للجزائريين المقبلين على أداء مناسك الحج بأخذ احتياطاتهم الصحية للوقاية من الأوبئة والأمراض التي غالبا ما يتعرضون لها بسبب الحرارة وتغيير نوع الغذاء، خاصة بالنسبة للمرضى وكبار السن، والحفاظ على صحتهم لأداء الفريضة بعدم تبديد طاقتهم في الأسواق. ومن جهته أكد الشيخ بربارة، المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، أن الدولة عملت مع السلطات السعودية على توفير أحسن الظروف المادية للحجاج الجزائريين هذه السنة خاصة ما تعلق بالإسكان والنقل، حيث تم توزيع الرحلات الجوية بين الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الجوية السعودية، علما أن الرحلات التي تنزل بمطار جدة تعود لأرض الوطن من مطار المدينةالمنورة، والرحلات التي تنزل في المدينة تعود من جدة حتى لا يجد ال28 ألفا و800 حاج الذين سيؤدون مناسك الحج هذه السنة مشكل التنقل برا بين جدةوالمدينة. وفيما يخص الإسكان أوضح الشيخ بربارة، أن الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، بعث وفدا من عدة قطاعات وزارية للسعودية خلال التحضير لموسم الحج للتكفل بتأجير العمائر التي سيقيم بها حجاجنا، حيث تم اختيار عمائر قريبة من الحرمين الشريفين، وكذا عمائر أخرى قريبة من مكان رمي الجمرات. مشيرا إلى أن مصالحه سترسل وفدا في 2 سبتمبر المقبل للسعودية، للتأكد من مدى التزام المتعاملين السعوديين بعقد الإيجار فيما يخص المساحة المخصصة لكل حاج بغرف الإقامة والتي يحددها القانون ب4 أمتار لكل شخص. وأعلن المتحدث في ندوة صحفية عقدها على هامش اللقاء عن عقد اجتماع ما بين 10 و13 سبتمبر القادم بالسعودية، سيجمع رؤساء البعثات بممثلي المنظمة العالمية للصحة، حيث سيخصص لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة من الأمراض. وذكر المسؤول بأن أول رحلة من الحجاج ستحل بالبقاع المقدسة يوم 7 سبتمبر المقبل.