أحب الفنان التشكيلي مراد تياعشت المرأة القبائلية، فخصص لها أكثر من لوحة في معرضه المقام حاليا برواق «عائشة حداد»، والذي تتواصل فعالياته إلى آخر يوم من الشهر الجاري، كما رسم القصبة والفانتازيا والطبيعة الصامتة وغيرها من المواضيع. مراد تياعشت، فنان تشكيلي من مواليد عام 1977، تراوحت أعماله بين الواقعية والانطباعية، وشارك في العديد من المعارض في عدّة ولايات من الوطن، إضافة إلى تونس، واليوم يعرض عشرين لوحة من بين أعماله برواق «عائشة حداد». رسم الفنان ثلاث لوحات عن المرأة القبائلية؛ رسم في الأولى «المرأة القبائلية في الينبوع»، حيث تظهر امرأة ترتدي الزي التقليدي القبائلي، تشد جرة بالقرب من ينبوع يسترسل منه الماء، وعمد الفنان في لوحته هذه إلى الدقة وذكر التفاصيل، خاصة المتعلّقة منها باللباس الذي ترتديه المرأة، كما استعمل ألوانا على واقعيتها بدون فرقعة ولا خيال. نفس الشيء نجده مع لوحتيه المتبقيتين عن المرأة القبائلية؛ الأولى حول نفس المرأة، لكن هذه المرة تملأ جرتها بالماء، والثانية لا ترتدي الوشاح وتحمل طفلا، وهما في حالة تأمل للأزهار المحيطة بالمكان، ودائما مع المرأة، رسم مراد، ‘بورتري' لمرأة شاوية ترتدي حليا تقليديا وصففت شعرها بضفيرتين، أمّا لوحة «امرأتان بالحايك» فجاءت حسب عنوانها، تضم امرأتين ترتديان «الحايك» وتقفان بشموخ عند عتبة البيت. ودائما مع المرأة ب«الحايك»، رسم الفنان عدة لوحات عن القصبة وأبرز فيها المرأة العاصمية وهي تتجوّل بين أزقتها الضيقة، وها هي في لوحة «باب أخضر» تنزل السلالم وخلفها باب أخضر لمنزل من القصبة الجميل، وفي لوحة «القصبة 3» نرى جمعا من الأطفال يجلسون رفقة رجل على عتبة باب دار. في المقابل، إعجاب مراد بالفروسية دفعه إلى رسم لوحتين عن الفنتازيا، مبرزا جمال الأحصنة وشجاعة الفرسان، حاملين بنادقهم، مندفعين نحو هدف محدّد، غير مبالين بالأخطار ولا الأهوال، وغير بعيد عن الصحراء، رسم الفنان ثلاث لوحات عن البدو وحياتهم التي تتميّز بالتنقّل والحرية. وفي هذا السياق، رسم الفنان عائلة من البدو في واحة بالقرب من جدول ماء، ويظهر على اللوحة، تناسق الألوان الجميلة، علاوة على تفاصيل الرسومات المتعلّقة بالجملين ورجلين وامرأتين، وفي لوحة أخرى، نرى البدو يقطعون جدولا ليصلوا إلى الصفة الأخرى، ليواصلوا ترحالهم. ولم يتجاهل مراد تياعشت الطبيعة الصامتة، فرسمها في أربع لوحات، واختار التمر ليعرضه في ثلاث لوحات كاملة، حيث تظهر حباته في اللوحة الأولى كأنّها حقيقية نظرا لدقة رسومات الفنان، ورسمها تتساقط من سلة وبالقرب منها فاكهة التين الشوكي والتين والرمان وكذا قصعة وقلة، أما في اللوحة الثانية، فعاد التمر إلى السلة، بيد أنّ لوحة «مزهية من الخزف» رسم فيها الفنان مزهرية جميلة مزينة بإتّقان تحمل باقة من الفواكه.