تتشكل صبيحة اليوم الثاني لعيد الأضحى طوابير طويلة لمواطنين يحملون أضاحي العيد على أكتافهم، ينتظرون ساعات طويلة لتقطيعها من قبل جزار محترف، رغم أن سعر التقطيع غير قار ولا يخضع لتسقيف قانوني، إذ يحدد تبعا لحجم الأضحية والزبائن بشهادة الجزارين إذ لايهتمون بالسعر بقدر اهتمامهم بأمر أن تكون كل أجزاء الأضحية مقسمة ومعدة بانتظام. استطلعت "المساء" في حديثها لبعض الجزارين عن السر وراء إقبال المواطنين على الجزار لتقطيع أضحية العيد، فكانت البداية مع عمي كمال الذي تجاوز عتبة الخمسين سنة وتكونت لديه خبرة كبيرة في تجارة اللحوم، يقول: "أرباب الأسر اليوم من الجيل الجديد يعزفون عن تعلم بعض الحرف، إن صح التعبير، من منطلق أن لكل صنعته، ومنه ما الداعي للتعلم؟، فإلى وقت مضى كنا لا نقوم بتقطيع أضحية العيد بالوتيرة التي نعمل بها اليوم. وعموما في اعتقادي، أرباب الأسر يفضلون دفع المال عوض التعلم، ورغم أن العملية بسيطة إلا أنها تبدو صعبة بالنسبة للبعض". وعن الأثمان" أكد محدثنا أنها تحدد تبعا لحجم الأضحية، فإن كانت كبيرة قد تصل عملية التقطيع إلى حد 1500دج، وإن كانت صغيرة أو متوسطة الحجم فتتراوح بين 800 إلى 1000دج". من جهته، أفاد قصاب آخر في العاصمة بالقول بأن التوافد الكبير للمواطنين عليه صبيحة اليوم الثاني من العيد جعله يستعين بعدد من العمال لمساعدته على إتمام العمل مبكرا، لاسيما أن بعض المواطنين يصرون على إنهاء التقطيع مبكرا، ليتسنى لربات الأسر إعداد الكسكسي لوجبة الفطور، لذا أصبح بعض المواطنين من أبناء الحي وجيراني يتصلون بي هاتفيا لأخذ مواعيد التقطيع قبل غيرهم، وفي كثير من الأحيان أتنقل إلى البعض ليلا لإنهاء العملية طبعا وقبض المال، فالتنقل إلى منزل الشخص تكون تسعيرته مختلفة عن المحل. لكل حرفته... وتقطيع أضحية العيد يتطلب أن يكون الجزار ذا خبرة ومهارة، يقول الجزار وليد صاحب محل باب الوادي، مضيفا؛ تظهر احترافية الجزار في الطريقة الدقيقة التي يعتمدها في فصل اللحم،حيث يجعل ذلك المخصص للقلي على جنب، و الموجة للشوربة على حدة والمخصص للكسكسي بأحجام مختلفة وما يعد به "البوزلوف" و"الدوارة" على جنب، كما أن التقطيع باحترافية يضمن سلامة قطع اللحم من التفتت وهو السبب الذي يجعل أغلب المواطنين يفضلون الوقوف في طوابير في ساعات مبكرة من الصباح ويدفعون المال عوض تكبد عناء التقطيع الذي يتطلب جهدا كبيرا.