أثار قرار الحكومة السويدية عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية حالة ارتباك شديد أمس، لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتادت على هضم حقوق الفلسطينيين أمام أعين العالم اجمع دون أن يتحرك هذا الأخير ساكنا لإنصافهم. وشكل قرار رئيس الوزراء السويدي الجديد ستيفان لفين، سابقة لدولة أوروبية عضو بالاتحاد الأوروبي بدليل أن الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير السويدي في إسرائيل كارل منيوس نيسر، من اجل إجراء محادثات بخصوص هذا الموضوع. وذهب رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية افيغدور ليبرمان، المعروف عنه عداءه الشديد لكل ما هو فلسطيني إلى الإعراب عن أسفه لقرار الوزير الأول السويدي الذي تولى قيادة الحكومة السويدية قبل شهر. وبلهجة حادة قال ليبرمان، اليمني المتطرف أن "الوزير الأول لفين يجب أن يفهم أن إعلان مثل هذا أو فعل من طرف خارجي لا يمكن أن يحل محل مفاوضات مباشرة بين الطرفين"، الفلسطيني والإسرائيلي. وتناسى ليبرمان أن ما قام به الوزير الأول السويدي، يندرج ضمن المعقول ويصب في إطار الشرعية الدولية التي تعترف بحق الشعوب المستعمرة ومنها الشعب الفلسطيني بحقه في إقامة دولته المستقلة. وكان سيفان لفين، الذي فاز الشهر الماضي بالانتخابات العامة في السويد قال في خطابه العام الجمعة الأخير، إن "حل الدولتين يتطلب اعترافاا متبادلا وإرادة لتعايش سلمي ولهذا ستعترف السويد بالدولة الفلسطينية". وهو القرار الذي سارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى الإشادة به حيث أكد أن ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية مطروح على طاولة الكثير من الدول الأوروبية. وقال إن "موقف السويد عظيم ومشرف بأنها قد أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في القريب العاجل حسب ما قررت الحكومة السويدية". وأعرب عباس عن أمله بأن تحذو دول العالم حذو السويد "التي قامت بهذه الخطوة الجريئة". ونفس الموقف عبّر عنه صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي وصف قرار الوزير الأول السويدي بالشجاع، داعيا في الوقت نفسه باقي الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى حذو نفس حذو السويد.وتؤكد السلطة الفلسطينية إلى أن ما لا يقل عن 112 بلدا تعترف بالدولة الفلسطينية في رقم مرشح إلى أن يرتفع إلى 134 من بينها سبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويتعلق الأمر بكل من جمهورية التشيك والمجر وبولونيا وبلغاريا ورومانيا ومالطا وقبرص.وباشرت السلطة الفلسطينية في حملتها من اجل دعم مسعاها في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في ظرف ثلاث سنوات وفق ما تضمنته المبادرة التي طرحها الرئيس عباس، مؤخرا أمام المشاركين في أشغال الجمعية العام الأممية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.وفي هذا السياق أكد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن الاعتراف بدولة فلسطين هو "الطريقة الوحيدة للقضاء على الإرهاب". وقال أبو ردينة انه "حان الوقت ليعترف العالم بأسره بدولة فلسطين لأنها الطريقة الوحيدة للقضاء على الإرهاب"، داعيا "الإدارة الأمريكية إلى مراجعة سياساتها لأنه من دون ذلك فسينتشر الإرهاب في كل مكان". وكانت الولاياتالمتحدة وفي تعليقها على إعلان رئيس الوزراء السويدي، عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين اعتبرت أن ذلك أمر "من السابق لأوانه". وقالت جنيفر بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "دعم واشنطن لمبدأ قيام دولة فلسطينية ولكن عبر عملية سلام وحل تفاوضي، واعتراف متبادل بين الفلسطينيين وإسرائيل". والحقيقة أن الولايات المتحدثة التي تعتبر إسرائيل حليفها المدلل لا يمكن لها اتخاذ أي موقف خارج الرغبة الإسرائيلية، وهو ما جعلها تفشل طيلة السنوات الماضية في مساعي الوساطة التي قادتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة من اجل تسوية اعقد وأقدم صراع بمنطقة الشرق الأوسط.