يزور سياح مختلف مدن العالم، وحتى الجزائريين منهم، كلما قصدوا الصحراء الجزائرية، الصخرة العملاقة الواقعة بوادي تيغرغرت بمدينة جانت، عروس التاسيلي، يتأمّلون رسومات حجرية عادة ما يلتقطون لها صورا ويستفيدون من إرشادات الدليل والمختصين في تاريخ المنطقة، وهم يقدمون لهم شروحات وتوضيحات وافية حول تاريخ تلك الصخرة، والكل يتابع باهتمام، تسجيل المعلومات ويطرحون الأسئلة للاستفسار عن قصة تلك الرسومات من رموز نادرة تعود إلى تاريخ وجغرافيا المنطقة التي تعود إلى نحو خمسة آلاف سنة. واكتشفت الصخرة التي تحمل الرسم في بداية القرن الماضي، وسميت ب"البقرة الباكية"، حيث صارت مزار كلّ من يحل بمدينة جانت السياحية، وتوجد هذه التحفة الفنية والتاريخية في أعماق حظيرة الطاسيلي الثقافية والطبيعية، باعتبارها أكبر متحف مفتوح على الهواء في العالم وفي محيطها آلاف التحف الفنية والأثرية الأخرى التي تروي كلها فصولا من تاريخ الإنسان القديم الذي عمر المنطقة ومغامراته مع الصيد والكفاح من أجل البقاء.