توسيع الحلف الأطلسي ليشمل أوكرانيا وجورجيا من الدول المستقلة عن الاتحاد السوفياتي سابقا وسعي الولاياتالمتحدة إلى ضمان موطئ قدم في هذه المنطقة ماكان ليمر دون عودة الصراع الروسي الأمريكي حول النفوذ في منطقة القوقاز والشرق الأوسط. هذا كان دائما رأي المحللين الاستراتيجيين خاصة وأن جورجيا وافقت على جميع الاقتراحات الأمريكية خاصة ذلك المتعلق بإقامة درع صاروخي لمواجهة الأخطار القادمة من بلدان محور الشر كما تسميها واشنطن وعلى رأسها طهران تحت ذريعة اصرارها على امتلاك السلاح النووي. أما وقد اندلع الصراع المسلح بين الدولة المستقلة (جورجيا) بحجة فرض السيطرة على المناطق المتمردة أوستيا وأبخازيا وبين روسيا التي ترفض ضم هذه المناطق الانفصالية بالقوة، فقد فتح الباب واسعا للصراع السوفياتي الغربي وإن كان بغير الأدوات التي كانت تدار بها الحرب الباردة. والتحرك السريع لروسيا عسكريا له أكثر من دلالة ولعل أهم هذه الدلالات إثبات جديتها في رفض أي تواجد لا يخدم استراتيجيتها الدفاعية ومصالحها الحيوية في المنطقة وفي المناطق المجاورة وعلى رأسها الشرق الأوسط الذي يعد بعدا استراتيجيا لها.