افتُتحت أمس بالنادي الوطني للجيش (الجزائر العاصمة)، فعاليات المؤتمر الثالث للبرنامج العربي للأعمال المتعلقة بالألغام، تحت شعار "إدارة التلوث المتبقي"، بمبادرة المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، بالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني؛ حيث ترافع الجزائر عبر هذا الفضاء الهام، من أجل عالم خال من الألغام وانعكاساتها الخطيرة على الإنسانية والمحيط البيئي. وأشرف على افتتاح هذا اللقاء رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس، الذي أكد أن الجزائر (سلطات، مجتمع مدني وهيئات استشارية)، "تبذل جهودا كبيرة في مجال نزع الألغام"، داعيا إلى تعزيز التعاون بين الدول في هذا الموضوع؛ من خلال تبادل المعلومات والخبرات والتجارب"، للتوصل إلى عالم خال من الألغام. ومن جهته، ثمّن المدير العام لمركز جنيف الدولي لأنشطة إزالة الألغام للأغراض الإنسانية ستيفانو توسكانو، مساعي الحكومة الجزائرية على اهتمامها بملف نزع الألغام لأغراض إنسانية، متوجها بالشكر إلى الجزائر، التى قال إنها وضعت تحت تصرف مركز جنيف، الأراضي المزروعة بالألغام الاستعمارية، للقيام بدراسات في هذا المجال". وستتواصل الأشغال لإثراء ومناقشة العديد من المحاور، من بينها دليل التخطيط الاستراتيجي بخصوص الإجراءات المتعلقة بالألغام، ودراسة تقييمية لاحتياجات فريق البرنامج العربي حول إزالة الألغام. كما يتضمن برنامج اللقاء عرض العديد من تجارب الدول العربية في مجال نزع الألغام، وفي مقدمتها الجزائر. وحضر اللقاء العقيد غرابي حسن ممثل نائب وزير الدفاع الوطني، وكذا سفيرة سويسرابالجزائر ماريال كوهان، إلى جانب خبراء ومتخصصين من 13 دولة عربية، من بينها العراق واليمن وتونس وفلسطين والسعودية والصحراء الغربية. وسبق انطلاق هذا المؤتمر تنظيم معرض خاص بالألغام المضادة للأفراد بقصر الثقافة مفدي زكريا، تزامنا مع الاحتفلات المخلدة للذكرى ال60 لاندلاع حرب التحرير المجيدة، حيث تضمّنت عدة جناحات صور الانعكاسات السلبية، وخطورة الألغام المضادة للأفراد التي زرعها الاستعمار الفرنسي على طول خطي شال وموريس، إلى جانب تقديم صور حية لضحايا هذه الألغام، لاسيما على مستوى الأفراد والحياة العامة على وجه التحديد. وقُدمت خلال هذه المناسبة شروحات مستفيضة من قبل الرائد بن عثمان وهاب حول واقع الألغام بالجزائر، وكيفية مواجهتها ونزعها وتدميرها، ومتابعة هذه العملية الهامة من قبل الأفراد المتخصصين للوحدات العسكرية للقوات البرية. وأعطى الرائد بن عثمان المسؤول الإعلامي بالمعرض، توضيحات عن مهام ومسؤوليات العسكريين المتخصصين في عملية نزع الألغام وأداء واجبهم النبيل، معززا ذلك بمعطيات حول أماكن ومناطق انتشار هذه الألغام، لاسيما بالجنوب والمناطق الداخلية. وأشار المتحدث إلى الحصيلة العددية لعمليات تطهير المناطق الملغّمة، والتقدم المسجل في ذلك منذ 1963 إلى 1988 في إطار المرحلة الأولى، التي تضمنت المادة 10 من دستور 1963، مؤكدا أن الحصيلة العامة للألغام المزروعة، تضمنت تدمير 7.819120 لغما من مختلف الأصناف، مما سمح بتطهير 50 ألف هكتار من الأراضي. وقال إن اللجنة المتخصصة في هذا الإطار، قامت بإعداد محضر خاص يشمل الأراضي المطهرة، تم تسليمه للسلطات المدنية، بمساحة إجمالية قدرها 7.87822 هكتارا من الأراضي. وشمل المعرض الوسائل المتطورة المستخدَمة في نزع الألغام، ووسائل الكشف ككاشفات ألغام متطورة جدا ووسائل الحماية والوقاية كالبدلات لحماية (الحرّاق)، وهو العسكري المكلف بنزع الألغام، إلى جانب عُدة التفجير وتأشير حقل الألغام. وللإشارة، فقد حضر المعرض كل من العقيد الهامل حسين رئيس خلية الهندسة بقيادة القوات البرية، والمسؤول الأول عن تطهير الحدود الشرقية للوطن من الألغام، والعقيد صالح بن صالح المسؤول عن تطهير الحدود الغربية للوطن من الألغام.