اعتبر وزير الشباب السيد عبد القادر خمري، الشباب حلقة محورية في صناعة الأمم وبناء استقرارها، وأشار خلال إشرافه أمس، على افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الثاني للحوار الشباني العربي الإفريقي "رهانات وآفاق" المنظم من قبل تجمع الشباب الجزائري "رجاء"، أن الشباب الجزائري أعطى دروسا في الوعي والنضج السياسي، حيث فهم جميع التحديات والمخاطر المحيطة به ليقف صامدا في وجه الإعصار الذي ضرب العديد من الدول العربية ضمن ما يسمى بالربيع العربي، مشكلا حصنا منيعا حال دون زعزعة استقرار الجزائر وأمنها الذي أضحى مثالا يحتذى. وذكّر الوزير بالدور الكبير والمحوري الذي لعبه شباب الجزائر خلال الأزمنة سواء خلال ثورة التحرير المباركة، التي نعيش ستينية انطلاقها والتي حرّكها وقادها شباب في مقتبل العمر، أو في مرحلة البناء والتشييد وصولا إلى أيامنا هذه التي أثبتت فيها هذه الفئة مدى تمسكها بالحرية والوحدة والاستقرار التي استشهد في سبيلها مليون ونصف المليون شهيد من خيرة رجالات الجزائر وشبابها، ومن هذا المنطلق بات من الضروري يضيف الوزير التركيز على فئة الشباب للحفاظ على وحدة الأوطان العربية والإفريقية لتحصينها من المخاطر الأجنبية. وشدد الوزير خلال اللقاء الذي عرف مشاركة عدد من الدول العربية والإفريقية على ضرورة فتح قنوات تواصل مستمرة بين الشباب الإفريقي والعربي، لتبادل الآراء والتجارب للحفاظ على وحدة الأوطان وتحصينها من المخاطر الأجنبية المحدقة بها، والتي تسعى إلى زرع التفرقة والدمار تحت غطاء الديمقراطية الذي أصبح شعارا يرفع لتدمير أي دولة، كما حصل بالعديد من الدول العربية، وفي هذا السياق دعا الوزير، إلى تفعيل الحوار الشباني واستغلال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في هذا المجال لمجابهة جميع الأفكار الهدامة التي تسعى لتفكيك أوطاننا. من جهته طالب وزير النقل عمار غول، الشباب العربي والإفريقي بضرورة التحلّي باليقظة وجعل أمن واستقرار البلدان العربية والإفريقية خطا أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كانت الظروف، داعيا إلى جعل هذا اللقاء فضاءا بنّاء نطلق من خلاله رسائل الحكمة والرزانة التي يتحلّى بها الشباب الإفريقي والعربي، كما طالب بجعل هذا الفضاء منبرا للدفاع عن القضايا العادلة ولاسيما منها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. وبدوره، أكد رئيس جمعية تجمع الشباب الجزائري للتضامن والتنمية "رجاء" السيد نبيل يحياوي، على ضرورة وضع الثقة في الأجيال الشابة التي تواجه رهانات وتحديات كبيرة تقتضي من السياسيين دعم هذه الفئة لتحقيق طموحاتها في كنف السلم والعيش الكريم، أما الأمين العام لمجلس الشباب العربي والإفريقي، السيد عوض إبراهيم، فقد أكد على أهمية تجاوز الصراعات السياسية والنزاعات الداخلية على مستوى البلدان العربية والإفريقية للتمكن من إقامة مشاريع ودفع التنمية، ومن جهتها أثنت السيدة سحر أحمد العويد، رئيسة جمعية الإمارات للعمل التطوعي، على المقاربة الجزائرية في ضمان السلم والاستقرار والتمسك به، داعية إلى تبنّي هذا النموذج والاقتداء به. للعلم تتواصل اليوم، أشغال هذا المؤتمر الذي يناقش العديد من القضايا على غرار رهانات السلم والاستقرار في الوطن العربي وسبل التكامل التنموي بين إفريقيا والوطن العربي، بالإضافة إلى التطرق إلى موضوع الثورة التحريرية الجزائرية كمصدر إلهام لتحرر الشعوب، وكذا المصالحة الوطنية كآلية لتحقيق السلم والتنمية الجزائرية كنموذج، ويهدف اللقاء المنظم بمناسبة الذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية إلى تفعيل سبل الحوار بين الشباب العربي والإفريقي، والتباحث حول قضايا المنطقة العربية والإفريقية للوصول إلى رؤية موحدة تضمن السلم وتدعم مسيرة التنمية.