يقتفي الفيلم الوثائقي "برادوك أمريكا" أثر المدينة التي كانت قطبا للصناعة الثقيلة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم أضحت الحياة فيها شبه مستحيلة بعد إغلاق المناجم والمصانع، الأمر الذي أدى إلى انتشار البطالة بشكل رهيب وسط سكان المدينة، وأكثرهم رحلوا إلى مدن أخرى؛ بحثا عن حياة كريمة. ضمن مهرجان الجزائر الدولي للسينما، أيام الفيلم الملتزم، عُرض الفيلم أوّل أمس بقاعة "الموقار"، وفي مدّة 101 دقيقة، تجوّل الوثائقي بين زوايا وشوارع برادوك، واستقى من أهلها شهادات تروي حجم المعاناة التي عاشوها لما تمّ تسريح عمال المصانع والمناجم وأصبحوا فقراء في أكبر دولة في العالم، ذلك بسبب أطماع أصحاب المال ولوبيات الرأسمال في العالم. واعتمدت المخرجتان على مادة أرشيفية تبيّن ما آلت إليه المدينة من فقدان للأمل وسط سكانها الأصليين، الذين يفتخرون بتاريخ مدينتهم، ورغم ذلك هناك محاولات لبعث أمل جديد. تقع مدينة برادوك شمال شرق الولاياتالمتحدةالأمريكية. كانت، في وقت سابق، من أهم أقطاب صناعة الصلب، لكنّها اليوم تعيش واقعا مغايرا تماما، ويقوم عدد من أهلها يوميا بعمل تضامني لإعادة الأمل ورسم مستقبل واعد. والفيلم الوثائقي قصة مأساوية، تروي حياة مدينة أمريكية تشبه العديد من المدن الأخرى التي نجت مثلها من تاريخ واحد؛ تاريخ الغرب الغارق في التصنيع، ومع ذلك لايزال هناك بشر يعيشون. ويمزج العمل في نسج رفيع، بين الأرشيف وشهادات السكان الحاليين للمدينة، ويقترب من قصصهم المؤثّرة، ينتمون إلى حقبة ماضية، متّحدون في إرادتهم لإنجاز مشاريع من شأنها أن تعيد البريق للمدينة التاريخية.